«توفي قبل زفافه ب72 ساعة».. تشييع جثمان شاب وحيد والديه بالشرقية (تفاصيل)

شيّع أهالي قرية بني منصور التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، الإثنين، جثمان الشاب العشريني محمد متولي عبدالفتاح، الذي وافته المنية بعد تعرضه لأزمة صحية طارئة قبل موعد زفافه ب72 ساعة، وسط بكاء والدته وعروسه ونساء القرية، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
وصل جثمان الشاب العريس إلى قريته من المستشفى، وأقيمت صلاة الجنازة على جثمانه بمسجد التقوى بمشاركة المئات من رجال وشباب القرية وأصدقائه، وتمت مواراة جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته، ووصف المشيعون أن الفقيد بمثابة عريس الجنة وأن الملائكة تزفه إلى مكانه الطيب الطاهر.
وفاة الشاب كان حديث أهالي قريته وقرى المراكز المجاورة، خاصة أن الصغار والكبار من المتعاملين معه أكدوا حسن خلقه وقوة إصراره على تكوين نفسه وتجهيز شقة الزوجية التي نقل إليها فرش العروس أمس الأول.
زارت «المصري اليوم» القرية التي تبعد عدة كيلومترات عن مدينة أولاد صقر، وكان والده الذي يعمل مزارعًا في حالة يرثي لها حزنا على فراق نجله، وبنبرات الحزن والبكاء أكد والده أن المتوفى كان بصحة جيدة وكان يعمل فرانًا ليساعده في متطلبات الحياة المعيشية، لافتًا إلى أن المتوفى كان نجله الوحيد وله من البنات 4 شقيقات، وكان قد انتهى من تجهيز شقة الزوجية لإتمام حفل زفافه المقرر له خلال 72 ساعة إلا أن قضاء الله وقدره حال دون ذلك، حيث عاد من عمله كعادته وخلد للنوم وأثناء قيامنا باستيقاظه لم يستجِب، وتم نقله على الفور إلى المستشفى وتوفي حال إسعافه، داعيا الله له بالمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
وأكد طه عبدالفتاح أمين، والد العروس، أنهم عقدوا القرآن وانتهوا من كافة التجهيزات لإتمام حفل الزفاف، مؤكدا أن المتوفى كان بمثابة نجله لطيبة قلبه وحسن خلقه، وأنه كان يساعده في التشطيبات النهائية لشقة الزوجية وكان سعيدًا جدًا، وأخبرني أنه سوف يتوجه لعمله وكان يتمتع بصحة جيدة وأخبرته أنه لا داعي للعمل حتى ينتهي من الاستعدادات النهائية للفرح، وتوجهت ابنتي لأخذ بعض الأغراض من شقة العريس وطلبت منهم إيقاظه لمساعدتهم في نقلها، وأثناء دخولهم لإيقاظه وجدوه في حالة إغماء وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى إلا أن الموت غيّبه، داعين الله له بالمغفرة.
وأشار السيد جبر، صديق المتوفى وأحد زملائه في العمل، إلى أن المتوفى إلى رحمة مولاه كان صنايعيًا في الفرن، ويعمل في تلك المهنة منذ أن كان في السابعة من عمره، وكانت حالته الصحية جيدة ويتقن عمله على أكمل وجه، وكان خفيف الظل لم تفارق الابتسامة وجهه، مؤكدا أن خبر وفاته المفاجئ كان بمثابة صدمة وصاعقة نزلت على أسرته وأصدقائه وأهالي القرية بأكملها.