استئناف مفاوضات فيينا النووية.. وطهران تطالب بضمانات أمريكية ورفع العقوبات

عقدت جولة جديدة من مفاوضات فيينا الدولية، أمس، على أمل إحياء الاتفاق النووى الإيرانى المبرم بين طهران والقوى الكبرى فى 2015، بعد 6 أشهر من تعليقها، حسب ما أعلن مصدر دبلوماسى، وأشار إلى أن الوفد الأمريكى يشارك «بشكل غير مباشر» فى المحادثات بين شركاء الاتفاق، وهى الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وإيران.
فى المقابل، أكدت الخارجية الإيرانية أن طهران لن تجرى محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكى فى فيينا، وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زادة: إن «فريق التفاوض الإيرانى دخل فيينا بتصميم جاد للتوصل إلى مبادئ اتفاق ويفكر فى محادثات موجهة نحو النتائج».
وردا على سؤال حول إمكانية إجراء محادثات مباشرة بين الوفدين الإيرانى والأمريكى خلال محادثات فيينا، التى بدأت أمس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: «لن تكون هناك محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكى خلال محادثات فيينا»، وأضاف أن بلاده تريد ضمانات عملية من أمريكا بشأن التزاماتها فى إطار الاتفاق النووى، وشدد على أن «الأمريكيين يجب أن يأتوا إلى فيينا بهذا النهج لإزالة الجمود الذى أحدثته المفاوضات السابقة ورفع العقوبات المفروضة على إيران، والتى فرضوها منذ عام 2015 بعلامات وهمية».
وأرسلت الولايات المتحدة وفدا، برئاسة مبعوثها الخاص، إلى إيران روب مالى ليشارك فى المحادثات غير المباشرة فى الجولة السابعة، والأولى بعد تولى الرئيس الإيرانى الحالى إبراهيم رئيسى منصبه فى أغسطس 2021.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية كبير مفاوضيها فى فيينا، على باقرى كنى، قوله: «لقد اتخذنا خيارنا، ويجب على الغرب أن يدفع ثمن عدم الالتزام بتعهداته فى الاتفاق النووى»، وأكد أن «طهران لا تخضع للتهديد العسكرى ولا للحظر، ينبغى عدم تكرار أخطاء الماضى».
ونص الاتفاق النووى لعام 2015 على منع إيران من تطوير سلاح نووى، عبر فرض قيود صارمة على برنامجها مقابل رفع بعض العقوبات، لكن الاتفاق انهار فى 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب أحاديا منه، وبعد عام، بدأت إيران بالتراجع عن التزاماتها بشأن الاتفاق، فيما أعرب الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن عن رغبته فى أن تعود بلاده إلى الاتفاق، لكن لم يتحقق أى تقدم فعلى يذكر منذ وصوله إلى المنصب.
وفى غضون ذلك، بدأ وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد جولة لإجراء مقابلة مع قادة بريطانيا وفرنسا. والتقى لابيد رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تروس فى لندن، كما سيلتقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى باريس اليوم، لتأكيد موقف تل أبيب الرافض لاستئناف المباحثات النووية وعودة رفع العقوبات عن طهران، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت، أمس الأول: «إن إسرائيل قلقة للغاية بشأن الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق المليارات إلى إيران مقابل قيود غير كافية على البرنامج النووى»، وأضاف: «هذه رسالة ننقلها بكل الطرق إلى الأمريكيين والدول الأخرى التى تتفاوض مع إيران».