ارتفاع أسعار البيض يُثير غضب المواطنين

مع استمرار أزمة ارتفاع سعر البيض توقع خبراء زيادة الأسعار مع دخول فصل الشتاء، فيما توقع آخرون تراجع الأزمة مع بدء المزارع فى الإنتاج، ومن جانبها وفرت الحكومة والجهات المعنية البيض فى منافذ التوزيع والجمعيات الاستهلاكية بسعر 47 جنيهًا للكرتونة.
ورصدت «المصرى اليوم» ردود أفعال المواطنين وأصحاب المزارع وشعبة الدواجن والغرفة التجارية بشأن الأزمة وسبب ارتفاع الأسعار منذ بدء الموسم الدراسى.
فى الأسبوع الأول من كل شهر اعتادت سارة محمد، سيدة ثلاثينية، شراء المستلزمات الغذائية لأسرتها، وخلال الأشهر الماضية فوجئت بارتفاع سعر طبق البيض (30 بيضة) من 38 إلى 45 جنيهًا حتى وصل مع بداية العام الدراسى إلى 60 و65 جنيهًا للطبق الواحد، فكان لهذه الزيادة تأثير على ميزانية أسرتها، حيث لم يتجاوز راتبها الشهرى هى وزوجها 5 آلاف جنيه.
«سارة» أم لطفلين فى المرحلة الابتدائية، اعتادت تقديم البيض لأطفالها فى وجبتى الإفطار والعشاء لما له من فوائد صحية، خاصة توفير الكالسيوم والبروتين، ويعد البيض من العناصر الأساسية ضمن طعام أطفالها خلال الدراسة، ما زاد من استهلاكه، إلا أنها بعد ارتفاع أسعار البيض قررت تخفيض الاستهلاك وتعويض أطفالها بالجبن وعناصر نباتية، لتخفيف العبء المادى، أو شراء البيض المتاح من منافذ حكومية توفره بأسعار أقل.
ومنذ الأسبوع الأول للعام الدراسى، استمرت «سارة» فى رحلة البحث عن طبق بيض بسعر مناسب، ما بين عروض تقدمها المحال التجارية، والبحث عن أطباق بيض مخفضة فى المنافذ التابعة للجيش والشرطة والجمعيات الاستهلاكية: «كل ولد بياكل بيضتين فى اليوم، واضطريت أخفض ده عشان الميزانية تظبط، لأن البيض فى المحلات غالى، بينما المنافذ الحكومية أرخص، ما يضطرنى إلى الشراء منها حتى لو كان البيض مش كويس».
هذه الرحلة لا تقتصر على «سارة» وحدها، وهناك كثير من الأسر واجهت أزمة توفير طبق بيض بسعر مناسب.
غلاء الأعلاف، وإغلاق المزارع المنتجة للدواجن بسبب ارتفاع التكاليف والخسائر وتحويل نشاطها ساهم فى نقص البيض، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وهذا ما رصدته «المصرى اليوم» فى مزارع البيض والدواجن بمنطقتى البدرشين والعياط بمحافظة الجيزة، ومزارع الفيوم.
عمرو الشرقاوى، صاحب مزارع دواجن بمركز البدرشين، أرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والأمصال الخاصة بالدواجن، ما دفع أصحاب المزارع إلى بيع الدواجن المنتجة للبيض بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف.
وأشار «عمرو» إلى ارتفاع تكلفة الدجاجة المنتجة للبيض (ثمن الأعلاف)، وهذه التكلفة لا تغطيها أسعار البيض التى يحددها التجار، ما أضطر أصحاب المزارع إلى بيع الدجاج المنتج.
على الطريق المؤدى إلى مركز العياط، رصدت «المصرى اليوم» مزارع أغلقت أبوابها نهائيًا، واضطر أصحابها إلى تحويل النشاط.
وقال صلاح عامر، صاحب مزارع دواجن منتجة ومصدرة للبيض، أغلقت المزارع بسبب الخسائر وارتفاع أسعار الأعلاف والأمصال، وطالما أسعار الأعلاف والأمصال مرتفعة فستظل أسعار البيض مرتفعة.
وأضاف محمد أبوزايد، صاحب مزارع منتجة للدواجن والبيض، أن غلاء أسطوانات الغاز المستخدمة فى تدفئة الدواجن، خلال فصل الشتاء، من عوامل ارتفاع أسعار البيض، لأن استخدام أسطوانات الغاز خلال موسم الشتاء يمثل تكلفة إضافة على أصحاب المزارع، ما يساهم فى زيادة أسعار البيض.
وبرر محمد عاشور، المشرف على مزارع منتجة للدواجن والبيض، ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب على البيض، بالتزامن مع بدء العام الدراسى، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف، خاصة مع ركود السوق خلال العام الماضى، تزامنًا مع انتشار فيروس كورونا.
ويرى «عاشور» أن الأزمة لم تظهر العام الماضى، بسبب اتجاة الدولة للدراسة عبر الوسائل الإلكترونية، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا.
وقال ماهر جبة، صاحب مزارع دواجن، إنه فقد 6 مزارع دواجن منتجة للبيض بسبب ارتفاع سعر الأعلاف والأمصال الخاصة بالدواجن.
ورصدت «المصرى اليوم» مزارع متوقفة فى محافظة الجيزة، ويتجه أصحابها لتحويلها إلى نشاط آخر.
وأرجع عبدالعزيز السيد، رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية، ل«المصرى اليوم»، ارتفاع أسعار البيض بالأسواق إلى خسائر تكبدها أصحاب المزارع خلال عام انتشار فيروس كورونا، موضحًا أن سعر كيلو الدواجن البيضاء بالمزرعة يصل إلى 31 جنيهًا، وتصل إلى المستهلك بسعر ما بين 34 و35 جنيهًا، فيما تصل أسعار الدواجن البلدى فى المزارع إلى ما بين 33 و34 جنيهًا، لتصل إلى المستهلك ما بين 38 و39 جنيهًا.
وأوضح أن سعر كرتونة البيض الأبيض والأحمر بلغت فى المزارع ما بين 47 و48 جنيهًا، وتصل إلى المستهلك ما بين 50 و52 جنيهًا، ويصل سعر كرتونة البيض البلدى إلى 60 جنيهًا للمستهلك.
وصرح أبوالفتوح مبروك، نائب رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، ل«المصرى اليوم»، بأن أزمة ارتفاع أسعار البيض نتيجة إغلاق كثير من مزارع الدواجن، بسبب الخسائر وانخفاض سعر طبق البيض فى وقت سابق، فقد تراجع ثمن طبق البيض إلى عشرين جنيهًا، ما تسبب فى الأزمة الحالية.
وفسر «أبوالفتوح» سبب الأزمة بأن المعروض فى السوق أقل من المطلوب، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، موضحًا أن ارتفاع أسعار الأعلاف ساهم فى رفع التكاليف على أصحاب المزارع.
وأوضح أن هناك مزارع دخلت خط الإنتاج تدريجيًا، متوقعًا تراجع الأزمة وانخفاض الأسعار، بمجرد عودة الإنتاج فى المزارع.
وعن تحركات الاتحاد العام لمنتجى الدواجن أوضح أن الاتحاد اجتمع ووزير الزراعة، وتم تسليم المنافذ التابعة للوزارة والمنافذ الحكومية التابعة لجهات رسمية أطباق بيض بسعر 47 جنيهًا للمستهلك، فى محاولة لتخفيف الأعباء عن المواطن.