احتجاجات فى ديالى والبصرة على نتيجة الانتخابات العراقية

أكد الرئيس العراقى، برهم صالح، أمس، أن العراق يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات جسيمة واستحقاقات وطنية كبرى، فى ظل تصعيد فصائل الحشد الشعبى العراقية احتجاجاتها الميدانية ورفضها نتيجة الانتخابات التشريعية المبكرة التى جرت منذ حوالى 10 أيام، وتراجعت مقاعدها من 48 مقعدا فى انتخابات 2018، إلى 17 مقعدا فقط فى المجلس الجديد.
وتتسارع الأحداث فى العراق حول نتائج الانتخابات وتتجه نحو مزيد من التصعيد، وندّد قياديون فى الحشد الشعبى ب«تزوير» فى العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن عليها، فيما يتوقع أن تنشر النتائج النهائية خلال الأسبوع الجارى.
رفض تحالف الفتح- الذى يضم غالبية الميليشيات العراقية- نتائج الانتخابات، وتوعد بالرد ما لم تتراجع المفوضية عن هذه النتائج، وزعمت ميليشيا حزب الله العراقى وجود مؤامرة لاستبعادها من البرلمان، وقالت إن تحرك أنصارها ضد نتائج الانتخابات بدأ. ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية عن المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية أن هناك مخططا أمريكيا وإقليميا ومحليا لاستبعاد ممثلى «ثقافة الحشد الشعبى» من البرلمان.
واعتبر حسن سالم، القيادى فى «عصائب أهل الحق»، إحدى مكونات تحالف الفتح وفصيل من فصائل الحشد الشعبى، أن الانتخابات «هى الأسوأ فى تاريخ العراق»، منددًا ب«عملية منظمة لسرقة أصوات الناس».
وصعَّدت الأحزاب الموالية لإيران احتجاجاتها، وأفادت قناة «العهد» العراقية باندلاع تظاهرات وقطع طرق فى محافظة ديالى احتجاجا على النتائج، وأضافت أن احتجاجات رافضة لنتائج الانتخابات اندلعت فى مدينة البصرة العراقية، وذكرت وسائل إعلام عراقية أن الاحتجاجات امتدت إلى الكوت والناصرية ومناطق فى بغداد والمحمودية وصلاح الدين والكوت.
وفى مواجهة تلك المظاهرات، أكد برهم صالح بمناسبة ذكرى المولد النبوى، أهمية «توحيد الصف الوطنى وتغليب لغة الحوار وتقديم مصالح البلد العليا، والانطلاق نحو تلبية استحقاقات العراق وتطلعات العراقيين فى الحياة الكريمة»، وأضاف أن «العراق يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات جسيمة واستحقاقات وطنية كبرى تستوجب توحيد الصف الوطنى وتغليب لغة الحوار وتقديم مصالح البلد العليا، والانطلاق نحو تلبية استحقاقات البلد وتطلعات العراقيين فى الحياة الحرة الكريمة».
وتابع أن «احترام إرادة الشعب والعملية الدستورية والمسار السلمى واجب وطنى، وأن الاعتراضات على نتائج الانتخابات حق مكفول يؤكده الدستور واللوائح والقوانين الانتخابية، وأن التعامل معها يكون فى السياق القانونى والسلمى من دون التعرّض إلى الأمن العام والممتلكات العامة وسلامة العراق».
وفى الوقت نفسه، وصل زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر إلى بغداد، أمس، للاجتماع مع شخصيات سياسية والإشراف على المفاوضات مع الكتل الفائزة بالانتخابات لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن نالت الكتلة الصدرية 73 مقعدا فى البرلمان المكون من 329 مقعدا. وأكد القيادى فى التيار الصدرى، رياض المسعودى، أن التيار ماضٍ فى تشكيل تحالفات سياسية قوية وقادرة على إعلان حكومة جديدة، وأوضح أن التيار يمتلك محددات استراتيجية ومنهجية واضحة للمرحلة المقبلة.
من جهته، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى، إن السياسة أصبحت تعنى لدى البعض الابتزاز والكذب والصراع وخداع الناس، وأضاف: «وفينا بعهدنا أمام شعبنا بإجراء انتخابات نزيهة مبكرة، والناس اختارت من يمثلها».
ورأى رئيس مركز «التفكير السياسى» العراقى إحسان الشمرى أن أبرز أسباب تراجع تحالف الفتح هو «اعتماده على السلاح وإعلانه أنه حليف إيران، واعتبار نفسه فوق الدولة، وهذا ما لم يكن مقبولا من العراقيين».
وتحدثت مصادر من الحشد عن تبادل قيادات سياسية داخل الحشد اتهامات بشأن التراجع الانتخابى، من سوء إدارة الماكينة الإعلامية وطريقة توزيع المرشحين، ما أسهم فى تشتيت الأصوات.