ندوات لتكريم رواد وفنانين أمتعوا جمهور «أبو الفنون» فى دورته ال14

استقبل المهرجان القومى للمسرح في دورته ال14 العديد من صناع المسرح ونجومه الذين وقفوا على خشبات المسارح وأمتعوا الجمهور طوال مشوارهم، وشهدت تلك الندوات حضورا كبيرا من الجمهور والنقاد والمتخصصين، كما تم خلالها تكريم عدد من رموز المسرح، كتابا ومخرجين ونجوما، وإصدار كتب عنهم وعن مسيرتهم.
حضر الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى الندوة التكريمية التي أقامها المهرجان للفنان القدير فاروق فلوكس، وأدارها الفنان محسن منصور، والذى عبر عن سعادته الكبيرة باختيار إدارة المهرجان وإسناد هذا الدور له في محاورة وإدارة ندوة تكريم فاروق فلوكس، حيث إنه يحمل له محبة خاصة وتقديرا كبيرا لمشواره الفنى والإنسانى، وكان أول الأسئلة التي وجهها منصور ل«فلوكس» عن الحدث الذي غير حياته، ودفعه لاحتراف الفن وأسس لمشواره الطويل.
إلهام شاهين
وقال فلوكس ردًا على ذلك أنه ولمدة طويلة من حياته طوال شبابه لم يفكر مرة في احتراف الفن ولكن كان حلمه الأكبر أن يصبح مهندسًا للميكانيكا، وبالفعل التحق بكلية الهندسة ومنه إلى الجيش المصرى حيث التحق به لخدمة الوطن، وتابع: بالصدفة البحتة طلب منه أحد زملائه بالكلية أن يلتحق معه بمسرح الجامعة، ومن هنا بدأت رحلته مع الفن.
واستعرض محسن منصور محطات مهمة من مشوار فاروق فلوكس التلفزيونى ثم المسرحى، واستفاض «فلوكس» في حكايات عن بداياته ومشواره ونجاحاته الكبيرة في مجال الفن والدراما التلفزيونية والمسرحية، وكان من أهم المداخلات التي قدمها محسن منصور خلال الحوار عن مسرحية «سيدتى الجميلة» حيث أشاد بالدور الذي قدمه «فلوكس» بمصاحبة الفنان الراحل سيد زيان، والذى لايزال حتى اليوم مصدر بهجة لمشاهدى المسرحية رغم مرور عشرات السنين على إنتاج المسرحية، وأوضح «فلوكس» أن «سيدتى الجميلة» لم تكن عمله الأول مع فرقة الفنانين المتحدين بل أتت بعد سلسلة من العروض الناجحة، كما أشاد بالمجهود الضخم الذي بذله جميع أفراد الفرقة المسرحية ونجوم العرض ليخرج العمل بهذا الشكل وهذا التأثير.
فاروق فلوكس
وتحدث «فلوكس» عن دوره في «الراقصة والسياسى»، وقال إن تلقيه لترشيح هذا الدور كان غريبًا حيث عرض عليه تقريبا الشخصية نفسها في التوقيت نفسه، واختار أن يقدمها مع النجمة الكبيرة نبيلة عبيد، ولفت إلى أن أكثر ما استفزه وأشعره بأهمية رسالة الفيلم كان مشهدًا صامتًا له مع النجمة نبيلة عبيد.
وعقب انتهاء الندوة وقع الفنان فاروق فلوكس للجمهور على الكتاب الذي أصدره له المهرجان بعنوان «60 عاما فن وهندسة» للناقد يسرى حسان الذي وثق لمشواره المسرحى.
واستقبل المهرجان أيضا ندوة للفنانة إلهام شاهين، والتى وقعت كتابها «إلهام شاهين المتمردة» للكاتب الصحفى والمخرج المسرحى جمال عبدالناصر بحضور رئيس المهرجان الفنان يوسف إسماعيل والسيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر والإعلامية شيرين سليمان، وامتلأت قاعة المجلس الأعلى للثقافة عن آخرها بحضور جماهيرى كبير، وقال الكاتب الصحفى والمخرج المسرحى جمال عبدالناصر: سعيد أن يكون أول كتبى عن إلهام شاهين، وكان البحث عن بداية أعمالها المسرحية صعبا للغاية لأن بدايتها لم يوثق لها كما يحدث الآن، لذا حاولت توثيق مشوارها الفنى خاصة المسرحى، لأن الأجيال الجديدة لا تعلم بداية إلهام شاهين، واشتغالها مع العديد من كبار المسرحيين، وتابع: هناك فصل بعنوان «اللعب مع الكبار» لأنها عملت مع كبار المخرجين مثل سعد أردش وجلال الشرقاوى، وكذلك كبار النجوم مثل نور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، وأمين الهنيدى، فضلا عن تقديمها أدوارا مختلفة على خشبة المسرح، وهو ما جعل صناع السينما يتهافتون عليها للتمثيل في السينما.
سامى مغاورى يلقى كلمة خلال المهرجان
وأضاف: اخترت عنوان «المتمردة» لأنها بالفعل كانت طفلة متمردة تمردا إيجابيا، فتمردت على سلطة الأب واختارت لنفسها طريقها الدراسى وبعد ذلك أصبحت فنانة متفردة، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية، على غير رغبة والدها، كذلك تمردت فنيا في الأدوار الفنية التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية.
وأعربت إلهام شاهين عن سعادتها بتكريم المهرجان القومى للمسرح، وقالت: هو أهم تكريم في مسيرتى وله فرحته الخاصة، وقيمة التكريم من قيمة الجهة التي تقدمه وهى الدولة المصرية، وعنوان «المتمردة» الذي اختاره جمال عبدالناصر أعجبنى جدا، ورغم أن والدى السيد شاهين كانت روحه فنية وكان شاعرا، لكنه رفض عملى في الفن، وكنت خجولة وحساسة للغاية، وذهبت للدكتور وأنا طفلة بسبب الكسوف.
وتابعت: دخلت معهد الفنون المسرحية وكنت أرغب في أن أكون مخرجة ولكن أساتذة المعهد قالوا لى إن المعهد يدرس التمثيل والإخراج معا، وعندما عرض على المخرج كمال حسين تقديم «حورية من المريخ» رفضت لأننى خجولة، وكانت رغبتى في الإخراج، لكننى لم أجد قسما للإخراج في المعهد بمفرده فدخلت قسم تمثيل وإخراج، وهناك قالوا لى «أنت عندك الموهبة لكنك متعرفيش وهنا نساعدك».
وأضافت: «فى أول عرض كنت خجولة وصوتى واطى، وهتف الجمهور (الصوت، الصوت)، فدخلت في نوبة بكاء، وقلت للمخرج (مش عارزة أمثل) وطلب حينها المخرج من الجمهور مساندتى، وبابا قال له (أنا قولتلك هتفضحينا)».
حضور مكثف للندوات أثناء الفعاليات
وتابعت: «كنت متفوقة في اللغة العربية، وجبت 50 من 50 في الثانوية العامة، وبابا أدخلنى جامعة الأزهر، بسبب الاختلاط، ولأن الدراسة في الكليات مقتصرة على الفتيات فقط، لكننى تمردت وقدمت في معهد الفنون المسرحية».
وعن دور الفنان والإعلامى قالت: «تنويرى في المجتمع، ولذلك خرجت بجرأة أيام حكم الإخوان، وقلت إننى لا أعترف بالرئيس الإخوانى، لكننا لدينا بعض الأفكار في بعض المناطق البعيدة تقهر المرأة».
وعن المسرح في السنوات الأخيرة قالت: «نحتاج إمكانيات أكبر في المسرح، وطموحى للمسرح أكبر مما هو عليه، وأشعر أننا نحتاج الكثير أمامنا لنصل للشكل الأفضل، وعلى الرغم من محاولات الفنان محمد صبحى، والنجم هانى رمزى، لكننا مازلنا ليس لدينا مسرح خاص».
وتابعت: «لا أزال أحلم بالإخراج المسرحى، وأحلم بالكتابة والإخراج للسينما، وأكتب بعض النصوص والسيناريوهات، لكنها أحلام مؤجلة، لا أعلم متى يتحقق هذا الحلم».
إلهام شاهين أثناء توقيع كتاب «المتمردة»
وكشفت «إلهام» عن أنها تجهز لفيلم «بنات صابرة»، يحارب فيه كل الفكر الجاهل، سواء زواج القاصرات أو التحرش، وتابعت: «فيه موضوعات كتيرة جدا تخص المجتمع، لأنى مهمومة بقضايا كثيرة، ونفسى الناس تفهم الدين صح، والقانون صح»، وتابعت: «بحب الستات المهمومة ببلدها، ودايما بحاول أقدم كل اللى أقدر عليه في سبيل توعية الناس».
من ناحية أخرى حرص الفنان سامى مغاورى على توجيه رسالة شكر وعرفان لكل من ساعده وسانده على مدار مشواره الفنى والمسرحى، وكل من كان داعمًا له في المجال الفنى.