احتجاجات فى تايلاند بعد فشل سحب الثقة من رئيس الوزراء

اندلعت تظاهرات مؤيدة للديمقراطية فى العاصمة التايلاندية، بانكوك، عندما خرج متظاهرون يطالبون بالديمقراطية للتعبير عن غضبهم، بعدما نجا رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا من تصويت بحجب الثقة فى البرلمان، بعد أن ساعده حلفاؤه.
وتظاهر الآلاف فى بانكوك، بعد تصويت النواب 264 مقابل 208 لإسقاط الاقتراح الذى تقدمت به المعارضة ضد برايوت، الذى يتشبث بالسلطة منذ عام 2014.
وتصاعد الغضب بين المتظاهرين الشباب بشكل رئيسى الذين يعودون إلى الشوارع كل ليلة بأعداد كبيرة بعد 18 شهرًا من الدعوات للإصلاح السياسى، ويقول المتظاهرون إن برايوت ترأس حكومة استبدادية، وارتفعت معدلات عدم المساواة خلال ولايته التى استمرت 7 سنوات.
ودخل المتظاهرون إلى الطرق المؤدية للسفارات والمغلقة بحاويات مغطاة بالأسلاك الشائكة، بينما قام المئات من شرطة مكافحة الشغب بإبعادهم عن المواقع الحساسة، وألقى المتظاهرون الألعاب النارية باتجاه الشرطة، التى ردت عليهم باستخدام الغاز المسيل والرصاص المطاطى وخراطيم المياه. وفى حى التسوق بالعاصمة، وبرغم الأمطار الغزيرة، خرج أكثر من 300 شخص فى مسيرة رافعين أعلاما حمراء.
وقبيل المسيرة، استخدمت الشرطة حاويات شحن لإغلاق الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الموقع الذى تم إعلانه نقطة لتجمع المتظاهرين وسط العاصمة. وكثفت الشرطة من انتشارها وسط المدينة، معززة بمركبات مزودة بخراطيم المياه بالقرب من مراكز التسوق الرئيسية، فيما أشعل عدد من المتظاهرين النار عند تقاطع شهد صدامات مع الأمن، وأطلقوا الألعاب النارية والمفرقعات.
وناقش نواب البرلمان مقترحا لسحب الثقة من برايوت بسبب طريقة تعامل الحكومة مع أزمة كورونا وإدارتها للاقتصاد، وتم إجراء آخر تصويت لسحب الثقة منذ انتخابات عام 2019، وبقى برايوت و5 وزراء من حكومته بعدما حصلوا على ما يكفى من التأييد فى البرلمان، بعد أسبوع من التكهّنات بأن بعض أعضاء الائتلاف الحاكم يخططون لسحب الدعم عن رئيس الوزراء.
وتعرضت حكومة برايوت لضغوط بسبب تعاملها مع الوباء، وتأخر إطلاق برنامج التطعيم فى تايلاند والصعوبات المالية التى خلفتها قيود احتواء كورونا.
فى المقابل، دافع برايوت عن طريقة تصدى حكومته للأزمة الوبائية أمام البرلمان، وقال إن «معدل الوفيات فى تايلاند جراء فيروس كورونا منخفض للغاية نسبيا، لكن علينا التأكد من عدم تسجيل مزيد من الوفيات»، مضيفا أن قرار حكومته عدم اللجوء إلى آلية «كوفاكس» العالمية للحصول على اللقاحات يصب فى مصلحة البلاد.
وتتعرض البلاد لأسوأ ضربة اقتصادية منذ عام 1997، وكما تواصل الديون الارتفاع، وتسببت الاحتجاجات المناهضة للحكومة فى تآكل مصداقيتها، وحذر خبراء من أن عدم الاستقرار السياسى الحالى سيزيد من إضعاف الاقتصاد.
وشهدت بانكوك تظاهرات متكررة منذ أواخر يونيو الماضى، تخللتها صدامات بين المحتجين وقوات الشرطة، وفى يوليو 2020، انطلقت حركة شبابية مطالبة بالديمقراطية فى تايلاند، كما طالبت بإصلاحات فى النظام الملكى، وإعادة صياغة الدستور وتنحى برايوت، وحتى الآن، فشلت 3 طلبات بحجب الثقة عن برايوت منذ عام 2019.