سادت أجواء قاتمة فى أروقة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، حيث تابع العسكريون الأمريكيون مشاهد الفوضى فى مطار كابول منتقدين بطء إدارة الرئيس جو بايدن فى إجلاء الحلفاء الأفغان، وانتقد بعض العسكريين وزارة الخارجية التى لديها سلطة منح تأشيرات دخول للمترجمين السابقين ومتعاونين مع الجيش الأمريكى وعائلاتهم، لانتظارها أكثر من شهرين لبدء منح تأشيرات هجرة للأفغان. وقال مسؤول عسكرى رفض كشف اسمه: «لقد لفتنا انتباههم منذ أشهر إلى أن الأمر ملح»، وقال ضابط آخر: «لست مستاء، أنا غاضب، فعملية الانسحاب كان يجب أن تتم بشكل مختلف تماما»، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: «حين علمت الإدارة بأن الوضع الأمنى يتغير بسرعة، أطلقنا عملية (ملجأ الحلفاء)» التى وصفها بأنها «جهد أمريكى ضخم، للبت فى منح تأشيرات لهؤلاء المهاجرين، ونقلهم إلى الولاياتالمتحدة مع عملية إجلاء كبرى». وأكد مسؤول آخر فى البنتاجون أن الدبلوماسيين حاولوا تسريع إصدار تأشيرات هجرة لكن العملية كانت طويلة جدا ومعقدة نظرا للظروف، موضحا أن إدارة بايدن انطلقت من مبدأ أن السفارة الأمريكية فى كابول ستبقى مفتوحة، وأن الحكومة الأفغانية ستحتفظ بالسيطرة على البلاد، بعد الانسحاب الأمريكى. ومنذ يونيو الماضى، شكلت إدارة بايدن خلية أزمة لإدارة الانسحاب، وقال مدير الخلية ارى ريد إن البنتاجون لا يمكنها التحرك إلا لدعم وزارة الخارجية، وأكد الناطق باسم البنتاجون جون كيربى أن «خلية الأزمة تأسست فى يوليو الماضى، لكن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، كان يتحدث عن المترجمين والتزاماتنا الكبيرة تجاههم». وفى مواجهة الانتقادات الموجهة لإدارته، بشأن الانسحاب المتعجل، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه «يقف بكل قوة» وراء قراره سحب القوات الأمريكية، ورفض الانتقاد الواسع للانسحاب غير المنظم، وقال بايدن إنه لم يكن من المفترض أبدا أن تكون مهمة الولاياتالمتحدة فى أفغانستان بناء دولة، وحول سيطرة طالبان على أفغانستان، ألقى باللائمة على القادة السياسيين الأفغان الذين فروا من البلاد وعدم وجود رغبة لدى جيش أفغانستان فى قتال الحركة. وقال بايدن إن قراره جاء نتيجة الالتزام الذى قطعه على نفسه تجاه القوات الأمريكية بأنه لن يطلب منهم الاستمرار فى المخاطرة بأرواحهم من أجل حرب كان ينبغى أن تنتهى منذ فترة، وأضاف أنه رغم الانسحاب «الفوضوى»، لم يكن هناك وقت مناسب أبدا لانسحاب القوات الأمريكية، وقال: «التطورات الأخيرة فى أفغانستان تعزز وجهة النظر التى تتضمن أن إنهاء الوجود الأمريكى حاليا هو القرار السليم»، مؤكدا أنه عارض إرسال الآلاف من القوات الأمريكية فى 2009 عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، وأكد أنه ورث اتفاقا عقده الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب مع طالبان، ينص على الانسحاب فى مايو الماضى.