«شوارع القاهرة» في الحر.. نهار خالٍ من المارة وإقبال على «العصائر والمثلجات»

«نهار خالٍ من المارة إلا المضطرين».. وصف أدق للنهار الذى شهدته القاهرة الأربعاء، بالتزامن مع ذروة الموجة الحارة فى القاهرة؛ إذ وصلت درجة الحرارة المحسوسة وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية إلى 43 درجة مئوية، فى موسم صيفى هو الأسخن منذ سنوات، ليلقى الطقس الحار بظلاله على يوميات المصريين.
شوارع القاهرة خلت من الزحام، على غير المعتاد، إذ تجلت آثار الطقس الحار على كوبرى قصر النيل وكوبرى الجامعة، اللذين شهدا عددًا محدودًا من المارة على جانبى الكوبرى، حرص أكثرهم على ارتداء القبعات للوقاية من المواجهة المباشرة مع الشمس، فيما لجأت بعض السيدات للاعتماد على الشمسيات.
العديد من المحال لجأت لتأجيل الفتح إلى ما بعد العصر، تجنبًا للحرارة المرتفعة، فضلًا عن توقعاتهم بإحجام الزبائن عن التوافد قبل المساء، وحرصت غالبية المحال على تغطية الثلاجات بالكرتون والأقمشة لحجب أشعة الشمس عنها، فيما اختار أصحاب بعض المحال الأخرى إلى الفتح نظرًا لارتباط بضائعهم بالطقس الحار أو لتوفير السلع اليومية الأساسية للمواطنين.
«عبدالكريم»، صاحب محل عصائر، قال إن أيام الصيف، خصوصًا تلك الأشد حرارة تُعد موسمًا ذهبيًا لأصحاب محال العصير، وبالرغم من أن المبيعات ترتكز من غروب الشمس حتى منتصف الليل، إلا أنه يحرص على فتح متجره يوميًا من الصباح الباكر لإسعاف المضطرين للتواجد فى الشارع بحكم أعمالهم ومصالحهم بمشروبات مرطبة تخفف عنهم وطأة الحرارة.
بدورها، محال الخضر والفاكهة لجأت إلى حيل احترازية لعدم فساد الثمار. أشار تاجر الفاكهة محمد القوصى بمنطقة حلوان إلى أن خسارة البضائع هى السمة الأساسية لأيام الموجة الحارة، ومن ثم يجب أن يتحلى التاجر ببعض الخبرة والمهارة للتعامل معها. وأضاف «القوصى»: «الثمار تكون أكثر استعدادًا للفساد، ولذلك أحرص على جلب البضاعة بصفة يومية وكميات قليلة فى المساء حتى لا يتبقى منها لليوم التالى، فيما نحرص على وضع الفواكه الأكثر حساسية للحرارة فى داخل المحل حيث الرطوبة وتسليط المراوح والهوايات عليها حتى المساء».
وتجنبًا لآثار هذه الموجة الحارة، قررت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق تخفيض سرعة القطارات لأقل من 50 كيلومترا فى الساعة بالمحطات السطحية، بسبب ارتفاع درجة الحرارة الشديدة مقارنة ب50 كيلومترا فى التشغيل العادى. المحطات الداخلية بالخطين الأول والثانى للمترو نبهت على السائقين تخفيض السرعات فى المحطات السطحية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى وصلت فى القاهرة الكبرى إلى 43 درجة مئوية، كما أصدرت السكة الحديد توجيهات إلى سائقى القطارات بتخفيض السرعات على الخطوط السريعة فى فترات النهار، خاصة فى محافظات الوجه القبلى التى تشهد ارتفاعًا حادًا فى درجات الحرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية.
وشهدت المدن الجديدة استمرار عمل العمالة اليومية المسؤولة عن الزراعة والنظافة وعمال البناء والمسؤولين عن تطوير وصيانة الميادين الرئيسية، فبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة إلا أن العمالة منتظمة فى عملها منذ الساعات الأولى للصباح الباكر.
وشهدت الأسواق الرئيسية غلقا للكثير من المحال التجارية، وعلل ذلك بعض التجار بخوفهم من تلف البضاعة، خاصة الأطعمة والخضراوات والمواد الغذائية بسبب الحر، ولجأ البعض إلى عرض منتجات غذائية بأسعار مخفضة خلال فترة الظهيرة لتشجيع المواطنين على الشراء والتخلص من البضاعة قبل تعرضها للتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة.