المرأة عامةً، والعربية خاصةً.. طالما كانت بطلة فى جميع مناحى الحياة.. فى بيتها كابنة، وأم، وأخت.. فى عملها فى مواجهة التحديات والتقاليد التى تقيدها فى كل شىء، لمحاربة النظرة الخاطئة لها التى حاولت على مر القرون أن تجعل منها جمادًا يُنفذ ولا يُفكر، حتى وصلنا لعصرنا هذا واستطاعت أن تكسر جزءًا كبيرًا من تلك القيود وتتخطى الحواجز.. واليوم، نشهد على مشاركة 134 رياضية عربية فى أوليمبياد طوكيو 2020، من بينهن 48 بطلة مصرية. أكثر من 48 فى المئة من المشاركين فى البطولة هذا العام سيدات- حسب ما ذكره موقع «دويتش فيله»- يقول بيترا تشوبه، عالمة الاجتماع الرياضى فى جامعة لايبزج الألمانية: «لقد كان الترويج الخاص للمرأة جزءًا من الميثاق الأوليمبى منذ عام 1996». وضمن أبرز تلك البطلات المبارزة التونسية إيناس بو بكرى.. وفى رواية أخرى، صائدة الجوائز التى تشارك للمرة الرابعة فى البطولة الأوليمبية، وقد فازت من قبل ب 13 ميدالية ذهبية فى بطولات إفريقيا. «مستعينةً بشغفى كسلاح، وثقتى بنفسى كرصاصة».. كانت تلك الكلمات التى عبرت بها بطلة الرماية اللبنانية راى باسيل، التى عشقت الرماية منذ صغرها، وشجعها على ذلك والدها، حتى باتت تنافس الرجال فى رياضة «التراب شوتينج»، وهى رياضة أوليمبية تتطلب إصابة أطباق ببندقية، وتعد المرأة العربية الأولى التى نافست فى دورتين أوليمبيتين (لندن 2012 وريو دى جانيرو 2016)، وفازت بثلاث ميدالية متتالية فى كأس العالم لتلك الرياضة. لم تكن «باسيل» مجرد بطلة عربية عالمية، بل هى أيضًا سفيرة النيات الحسنة للشباب والجندرة لدى برنامج الأممالمتحدة الإنمائى، ويضع الشعب اللبنانى كل آماله فى بطلته التى تشارك فى طوكيو 2020 فى مسابقة رماية الحفرة «تراب». «الأمل أحيانًا يخرج من عنق الحروب».. هكذا كان حال أصغر لاعبة تنس طاولة على الإطلاق تشارك فى الألعاب الأوليمبية- وفقًا لأوليمبياد طوكيو- السورية هند ظاظا، التى ولدت وعاشت فى مدينة حماة التى تأثرت بالحرب الأهلية. رغم خروج «ظاظا» من البطولة، إلا أن مشاركتها فيها وهى لم تتجاوز عامها ال 13 بعد تعد شرفًا تفخر به بلادها، ليس فقط لصغر سنها، ولكن لعدم وجود أماكن مؤهلة وآمنة فى بلادها وتدريبها على طاولات قديمة- حسب ما ذكر مدربها. ومن مصر، شاركت عدة بطلات رفعن رأس بلادهن كالعادة، وفى المقدمة نذكر هداية ملاك، المصرية التى شرّفت بلدها وبلداننا العربية، بعدما حصدت ميدالية أوليمبية جديدة، وتوجت ببرونزية التايكوندو فى دورة طوكيو 2020 بعدما حققت أخرى فى دورة 2016 فى ريو دى جانيرو، والتى كانت فيها أول لاعبة عربية وإفريقية تصعد للدورة الأوليمبية فى تلك النسخة. «هداية» ذات ال 28 عامًا فقط تخرجت فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان قسم الديكور، وبدأت فى الرياضة منذ عمر ال10 سنوات، ومن عمر ال14 باتت تحصد البطولات. سمر حمزة، المصارعة المصرية ذات الوجه البرىء والعضلات المفتولة، والتى تعد من أقوى المشاركات فى تلك الرياضة بأوليمبياد طوكيو 2020 للمرة الأولى، كانت قد فازت مؤخرًا بالمركز الأول والميدالية الذهبية فى منافسات بطولة الجائزة الكبرى التى تقام بروسيا بعد التغلب على منافستها الروسية فى وزن 75 كجم.