فصائل غزة تحذر إسرائيل وترفض ربط ملف الأسرى بالإعمار

نقلت الفصائل الفلسطينية رسالة إلى مصر، مفادها أنها سترد على أى هجمات قادمة تنفذها إسرائيل فى قطاع غزة، مشيرة إلى «نفاد صبرها من الهجمات واستمرار فرض الحصار».
وقال القيادى فى حركة «الجهاد الإسلامى»، خضر حبيب، لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، أمس، إن الفصائل أخطرت مصر بأنها «لن تسمح بأن تفرض حكومة الاحتلال شروطها على المقاومة أو عزل غزة».
وكشف «حبيب»: «غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بلورت موقفًا نهائيًا وموحدًا للتعامل مع تكرار السلوك الإسرائيلى فى قادم الأيام، ولن تتردد فى التصدى له مهما كانت النتائج». وبحسب «حبيب»، فإن المقاومة «لم تعد تصبر على استمرار الهجمات الإسرائيلية»، التى تكررت ليلتى الثلاثاء- الأربعاء والخميس- الجمعة الماضيتين.
وأكد: «استمرار الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية سيؤدى لا محالة إلى تجدد المواجهة العسكرية على طول الحدود وفى وقت قريب»، مشددًا على أن «الضغوط الهائلة التى تمارسها جهات عدة على المقاومة لضبط النفس وعدم الرد لن يكون لها معنى إذا ما تكرر القصف».
وحذر: «استمرار التهور الإسرائيلى سيقوض الجهود الدولية التى تقودها مصر لتثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار»، مشيرًا إلى أن «إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة من القطاع باتجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية مرتبط باستمرار فرض الاحتلال الحصار على قطاع غزة وإغلاقه المعابر لأكثر من شهر ونصف الشهر على التوالى».
ولفت: «وقف إطلاق البالونات الحارقة غير وارد فى المرحلة الحالية باعتبارها أداة من أدوات النضال الشعبى المشروع ضد جرائم الاحتلال».
وكانت حركة حماس قد قالت، فى وقت سابق، إن قصف مواقع المقاومة «ما هو إلا مشاهد استعراضية للحكومة الجديدة من أجل ترميم معنويات جنودها وقادتها، التى انهارت أمام صمود وضربات المقاومة فى معركة سيف القدس».
بدورها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمليات القصف الإسرائيلية بأنها محاولة بائسة لفرض قواعد جديدة.
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، عن مصادر وصفتها ب«المُطّلعة»، أن الفصائل الفلسطينية جدّدت إبلاغها مصر بأن محاولات الاحتلال الإسرائيلى ربْط الوضع الإنسانى وإعادة الإعمار فى قطاع غزة بملف الجنود الأسرى مرفوضة.
وأشارت المصادر: «المقاومة تدير ملف الأسرى بشكل مريح، ولا تأبه لمحاولات الاحتلال الضغط عليها من خلال ملفات أخرى»، مضيفة: «مصر تدرك أن الوفد الفلسطينى ليس فى عجلة من أمره، وأن ما يهمه هو الإفراج عن كل الأسماء الواردة فى القائمة التى تطالب بها المقاومة، خاصة مَن تصفهم إسرائيل بأن أيديهم ملطّخة بالدماء». وأوضحت المصادر أنه على الرغم من تعثر المفاوضات غير المباشرة بسبب عدم استقرار الحكومة الإسرائيلية، فإن إشكاليات جديدة قد تطرأ اليوم على سير المفاوضات بسبب تغييرات كبيرة مُتوقَّعة فى الوفد الإسرائيلى، بعد أنباء عن عزم رئيس الوزراء الإسرائيلى، نفتالى بينيت، تغيير رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى، مائير بن شبات، المُفوَّض إليه متابعة مفاوضات الأسرى، مع المسؤول عن الملف، يورن بلوم.
من جانبها، قالت القناة 12 بالتليفزيون الإسرائيلى إن الإدارة الأمريكية أرسلت رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة مفادها أنها لن تثير القضية الفلسطينية فى الأشهر الأربعة المقبلة حتى يتم إقرار الميزانية الإسرائيلية.
وأكدت الولايات المتحدة رسميًا، أمس، تخصيص 300 مليون دولار لإعادة مخزون صواريخ القبة الحديدية فى إسرائيل إلى ما كان عليه قبل نشوب المعركة الأخيرة مع حماس الشهر الماضى.
وجاء التأكيد على لسان وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستين، الذى أبلغ بذلك الكونجرس الأمريكى، الذى يناقش حاليًا مشروع الميزانية الأمريكية العامة، بما فيها المساعدات الأمنية لإسرائيل.
ويأتى القرار الأمريكى بعد الزيارة التى قام بها وزير الدفاع بينى جانتس لواشنطن قبل أسبوعين، والتى أجرى خلالها مباحثات مع الجانب الأمريكى حول هذا الموضوع.
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد تعهد مع انتهاء المعركة بأنه يؤيد طلب إسرائيل إعادة تزويدها بصواريخ القبة الحديدية، مُرحِّبًا بقرار وقف إطلاق النار.