بهدف إحياء التراث المصرى.. «القاهرة 50».. «نوستالجيا» زمن الخمسينيات

«القاهرة الخديوية»، «المبانى التراثية»، «أفلام الأبيض والأسود»، «الملاءة اللف».. مفردات إذا ذُكرت كل منها منفردة تعود بنا إلى «أيام زمان»، أما إذا ذكرت مجتمعة فإنها تتحول لحالة «نوستالجيا» تثير الذاكرة والوجدان.
اجتمعت هذه العناصر كمفرداتٍ تشكيلية على يد 40 فنانا وفنانة من خلال معرض (القاهرة 50)، الذى اختتم أعماله، الأحد، بعد أن استضافته قاعة صلاح طاهر، بدار الأوبرا المصرية، لمدة أسبوع.
هدف المعرض، الذى جاء بتنظيم من أتيليه مرسم فينسنت، إلى إحياء التراث الفنى والمعمارى والعمق الحضارى والتاريخى المصرى، مما يعمل على ترسيخ الهوية المصرية وتعظيمها، حيث تعتبر مصر منارة الفن والثقافة فى الوطن العربى والعالم بأسره على مختلف العصور.
يقول مُنظم المعرض، نشأت عبد المولى، ل«المصرى اليوم»: «معرض (القاهرة 50) هو من بين سلسلة معارض نهدف بها إلى إحياء التراث المصرى، بعد أن نظمنا من قبل معرضا فى عام 2019 بنفس الهدف إحياء التراث منذ فترة العصر الفرعونى للعصر الحاضر، ثم قررنا تقسيم تاريخ وتراث مصر لفترات، واخترنا فى هذا المعرض الفترة أن نُحيى تراث مصر ما بين أعوام 1930 و1950، مخططين أن تتوالى المعارض الفنية التى تتناول الحقب التالية لهذا التاريخ».
يستطرد: «ولأجل إحداث التنوع لم نفرض مفردات بعينها على المشاركين، بهدف أن يقوم كل فنان بصياغة فكرة المعرض من وجهة نظره، وهو ما أوجد تنوعا فى الأفكار، كما تعددت المدارس الفنية بين الواقعية والتأثيرية والجرافيك وغيرها».
ويوضح «عبد المولى» أنه شارك بلوحة اختار أن يدور موضوعها عن ميدان الأوبرا، حيث تظهر دار الأوبرا القديمة قبل احتراقها.
من بين المُنظمات والمُشاركات أيضا، تقول الفنانة إسراء عامر: «الأجيال الجديدة لا تعرف ماذا كان فى يدور فى الماضى، لذا فإن إعادة الجمهور للتراث يخلق ثقافة للجيل الجديد عبر الفنون التشكيلية، بما يعبر عن البيئة المصرية والتوعية بالتراث، كما تلاحظ أنه نشأ خلال السنوات الماضية فنانين صغار جذبتهم فقط فكرة الحداثة والإبهار، لذا نحاول أن نقدم وجها آخر من الفنانين التشكيليين الذين يتأثرون بالبيئة ويؤثرون فيها».