رغم تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بحماية التنوع البيولوجى من أجل الحفاظ على ثروات مصر والحياة البرية، من خلال مكافحة التجارة غير الشرعية سواء الداخلية أو الخارجية ورصد جميع الأنشطة للحيوانات داخل المزارع وحدائق الحيوان الخاصة والسيرك بجانب المرور الدورى بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات إلا أن ذلك لم يمنع من تناقص أعداد بعض الكائنات النادرة والمهددة بالانقراض بشكل ملحوظ جدا خلال السنوات الأخيرة بسبب الصيد الغير قانونى والجائر . وقال محمود القيسونى الخبير البيئى ومستشار وزير البيئة الأسبق ل«المصرى اليوم» :«تزخر مصر بتنوع في الحياة البرية والبحرية والنباتية والتى لا حصر لها إلا أنه تناقص أعداد بعض الكائنات النادرة والمهددة بالانقراض بشكل ملحوظ وعلى رأسها عروس البحر والتى وصل عددها اليوم إلى9 فقط أمام السواحل المصرية بالبحر الأحمر، وهى حيوان ثديى مسالم يبلغ طولها 3 أمتار ووزنها حوالى 400 كيلوجرام وتعتمد فى غذائها على الأعشاب البحرية والموجودة فى 10 مواقع فقط، كذلك السلحفاة المصرية الصغيرة والنادرة والتى تعيش بصحارى الساحل الشمال لمصر وتم فرض رعاية ومراقبة إلكترونية عليها لحماية ما تبقى منها، والكبش الأروى الموجود آخر تجمعات منه داخل محمية الجلف الكبير أقصى جنوب غرب مصر حيث يعرف بأنه شديد التحمل للجفاف كما توجد تجمعات له بجبال محمية علبة بجنوب الصحراء الشرقية، والغزال الأبيض والذى تم إبادة تجمعات كاملة من خلال الربع الأخير من القرن الماضى وأوئل القرن الحالى بصحارى مطروح بواسطة السائحين من العرب، وأعتقد أن ما تبقى منه يرجع الفضل فيه لحقول الألغام والتى لا تتأثر بوزنه الخفيف مما يسمح له بدخولها حيث الملاذ الآمن من الصيد الجائر والمبالغ جدا فيه» . وأشار القيسونى إلى تراجع أعداد الصقر الحر بشكل ملحوظ جدا خلال السنوات الأخيرة بسبب الصيد الغير قانونى والجائر بسبب استخدامه فى إصطياد الصقور الأغلى بمصر مثل صقر الغزال والشاهين، كما توجد بجبال سيناء أندر فراشة فى العالم وأصغرها حجماً وهى الفراشة الزرقاء. وأوضح القيسونى أن هناك نباتات مهددة أيضاً بالانقراض مثل شجرة الأنبط والموجود عدد منها أعلى جبل علبة أقصى جنوب شرق مصر وهى التى لا يزيد إرتفاعها عن خمسة أمتار ولها عده أفرع تنتهى بتيجان من أوراق تشبه نصال السيوف وأزهارها قرمزية. وأكد القيسونى أن مصرتزخر بتنوع من الحياه البرية والبحرية والنباتية والتى لا حصر لها ومن الكائنات ذات الطبيعة الخاصة والمميزة ثعلب الفنك ذو الأذنين الكبيرتان والمغطى بشعر ناعم طويل ويشبه لعب الأطفال وحجمه صغير، وسلحفاة النيل لينة الدرقة أو الظهر وتوجد فقط ببحيرة ناصر وسط القارة الأفريقية بالكامل ويصل طولها لحوالى 90 سنتيمتر ووزنها 45 كيلو ولها وجه مدبب ولونها أسود تنتشرعليها النقط البيضاء وهى شرسة للغاية إذا حاول أحد إعتراضها أو الأمساك بها . وتابع القيسونى :«هناك حيوان الوبر وهو عشبى يمت بصلة قرابة للفيل وينتشر بالشقوق الصخرية بجبال سيناء وبجبال سواحل البحر الأحمر، وهو طعام مفضل لدى بدو سيناء وحجمه يوازى حجم أرنب كبير كما نجد في وديان سيناء الضبع المخطط وقط الرمال، ومن روائع الطيور نجد طير القطا والذى يخفى عشه وسط الشقوق الجبلية بعيداً عن الأنظار حيث تضع إنثاه بيضتان أو ثلاثة فى المرة ويطير الذكر مسافات طويلة يومياً لبلوغ المياه العذبة حيث يشرب ويبلل ريش صدره والذى يشبه الأسفنج ثم يعود لعشه حيث تمتص أفراخه الماء من ريشه، وهو طائر نباتى يتبادل الذكر والإنثى إحتضان البيض». وتحدث القيسونى عن الكائنات البحرية النادرة في مصر والموجودة أمام سواحل البحر الأحمر وفى مناطق معينة وسط الشعاب المرجانية توجد سمكة صغير تلقب بالسمكة المنظفة، حيث تتجمع عندها الأسماك والكائنات البحرية والتى تعانى من مشاكل الطفيليات العالقة والكائنات القشرية اللاصقة فتستسلم إستسلام تام لهذه الأسماك الصغيرة ولا تحاول إيذائها أو إفتراسها رغم ضخامتها وصغر حجم هذه السمكة وتقوم هذة الأسماك الضخمة بفتح أفواهها لتسمح للسمكة المنظفة بدخول فمها لتقوم بمهمة إزالة الطفيليات العالقة بين الأسنان أو داخل خياشيمها أو على أجسامها حتى تتم المهمة وتنسحب هذه الأسماك بهدوء للسماح لغيرها بدخول محطة التنظيف البحرية، وبأخوار بحيرة السد العالى تنتشر التماسيح النيلية العملاقة حيث يتعدي طولها 5 أمتار والتى تبيض إناثها صيفاً حيث تضع حوالى 30 بيضة وتدفنهم بعناية فى الرمال وتدافع عنها حتى تفقس وتتولى رعايتها بعد ذلك حتى تبلغ حجم مناسب يمكنها الدفاع عن نفسها والصيد للغذاء«. وبمحمية جبل علبة أقصى جنوب شرق الصحراء الشرقية تشاهد قطعان من الجحش البرى ممشوق القوام والنسر الأذون والذى يتعدى إتساع جناحيه 3أمتار، والمعروف من عهود الفراعنة حيث نحتت صورة على جدران المقابر والمعابد وعلى سواحل البحر الأحمر تخرج السلاحف الخضراء لتضع بيضها وتدفنها تحت الرمال ثم تعود للبحر تاركة البيض ليفقس بعد عدة أسابيع وتخرج السلاحف الصغيرة لتتجه فورا إتجاه البحر لتبدء دوره حياتها المليئة بالألغاز . وتطرق القيسونى بسرده في تنوع الحياة البرية داخل مصر إلى الزواحف والتى تحقق صادرات سمومها أكثر من 70 مليون دولار سنوياً، ومنها الحية المقرنة والتى تدفن نفسها فى الرمال ويصعب اكتشافها وهى المنتشرة بالصحراء الشرقية وكذلك الحية المنشارية والتى تعيش فى وديان جنوبسيناء والتى لها القدرة على تسلق الأشجار والكوبرا المصرية على جانبى وادى النيل .