واصلت إثيوبيا المراوغة في حسم موقف مفاوضات سد النهضة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، أمس، أن أديس أبابا أبلغت المبعوث الأمريكى لمنطقة القرن الإفريقى، جيفرى فيلتمان، تمسكها بالتفاوض في ملف سد النهضة، وبأهمية التوصل إلى اتفاق بشأن عملية الملء الثانى للسد المقررة في يوليو المقبل، ولكنها في الوقت نفسه أكدت مضيها في الملء الثانى في موعده. في الوقت نفسه، وصل الرئيس الكونغولى، الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإثيوبيين بشأن مفاوضات سد النهضة المتعثرة. وقال رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، على «تويتر»، بعد استقباله رئيس الكونغو الديمقراطية، أمس، إن «إثيوبيا تقدر الدور الإيجابى الذي يقوم به رئيس الكونغو للوصول إلى نتائج إيجابية»، وأضاف: «إن إثيوبيا ملتزمة بالعملية التي يقودها الاتحاد الإفريقى من أجل التوصل إلى اتفاقية تخدم الجميع في مفاوضات سد النهضة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتى، إن اللقاءات التي أجراها المبعوث الأمريكى، كانت ناجحة جدا ونسعى لنهاية تجعل الكل رابحًا. وأضاف: «نأمل أن تسفر جهود رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدى، عن استئناف مفاوضات سد النهضة»، وزعم المتحدث أن موقف بلاده حول سد النهضة لم يتغير، وقال: «أبلغنا المبعوث الأمريكى بأننا متمسكون بقيادة الاتحاد الإفريقى لمفاوضات سد النهضة، وأن أي اتفاق شامل حول تقاسم حصص مياه النيل يجب أن يكون بمشاركة بقية دول الحوض». وفى المقابل، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء السودانى، خالد عمر، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى بشأن الملء الثانى الأحادى لسد النهضة، وقال خالد عمر، في مقابلة نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط»، أمس: «إن السودان يتبنى موقفا إيجابيا من إنشاء السد، ويشترط التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم، وهذا موقف ثابت، وما حدث هو تغير الموقف الإثيوبى، وتنفيذ الملء الأول بصورة أحادية، والشروع الآن في ملء ثانٍ يتضرر منه السودان دون اتفاق ملزم»، وأضاف: «نحن أصحاب حق، وسيطرق السودان كل الأبواب لإيقاف الضرر الواقع عليه، لأن خطوة الملء الأحادى مهدد مباشر لأمنه القومى، ولن نقف مكتوفى الأيدى في هذا الأمر.
