أكد المهندس عبدالسلام الجبلى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ على أهمية الجولة الأفريقية التي بدأها وزير الخارجية السفير سامح شكري بزيارة العاصمة الكينية نيروبي ودولة جزر القمر، وتتضمن عددًا من الدول الأفريقية الشقيقة حاملاً رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رؤساء وقادة هذه الدول حول تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن. وقال «الجبلى» إن مثل هذه الجولات الدبلوماسية مهمة بعد حالة المماطلة من الجانب الإثيوبى بعد المفاوضات التي استمرت لمدة عشر سنوات، مناشدًا جميع الدول الأفريقية دعم حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، خاصة أن قضية المياه تعتبر أحد أبعاد الأمن القومي المصرى لما تمثله من أهمية في التنمية الشاملة. وأضاف أن العالم كله تابع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة وأصبح على وعى وإدراك كاملين بتعنت الجانب الإثيوبى، مؤكدًا ان مصر، قيادة وحكومة وبرلمانًا وشعبًا، حريصة كل الحرص على حماية الأمن القومي المائى باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وقال المهندس عبدالسلام الجبلى إن مصر لن تسمح أبدًا بالمساس بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وإن الدولة المصرية بجميع مؤسساتها تراعى مصالح شعبها ولا تتهاون أبدا في حق من حقوق المصريين، وتعمل بكل ما لديها من قدرات لمنع وقوع الضرر على مصر والمصريين من قضية «سد النهضة»، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعى مصالح الدول الثلاث «مصر والسودان وإثيوبيا» بشكل متكافئ. وأضاف أن مصر أكدت أمام العالم حق الجانب الإثيوبى لتحقيق مصالحه في توليد الكهرباء طالما يراعى الحفاظ على المياه ولا يمس من قريب أو بعيد الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل لأن ذلك الأمر قضية وجود للمصريين ولا يمكن التنازل عنه. وكان وزير الخارجية السفير سامح شكرى قد التقى السيد أوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا الشقيقة، وذلك في مُستهل الجولة الأفريقية التي يقوم بها لعدد من الدول الأفريقية الشقيقة حاملًا رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسى لأشقائه الرؤساء والقادة. وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكرى سلم خلال اللقاء الرسالة الموجهة من جانب الرئيس السيسى إلى الرئيس كينياتا بشأن وضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصرى في هذا الصدد، أخذًا في الاعتبار الدور الكينى الرائد على الساحة الأفريقية في العديد من المجالات، وفى ضوء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلة عن القارة الأفريقية. وأوضح المتحدث الرسمى أن الوزير شكرى حرص في هذا السياق على استعراض مجريات اجتماعات كينشاسا الأخيرة التي استضافتها جمهورية الكونغو الديمقراطية يومى 4 و5 إبريل الجارى، والتى شاركت فيها مصر بإرادة سياسية صادقة بهدف الاتفاق على إطلاق مسار تفاوضى جاد يسفر عن اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة، معربًا عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة. ونوه «حافظ» بأن اللقاء تناول كذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدد وزير الخارجية على عمق العلاقات المصرية- الكينية، مثمنًا الإرادة السياسية القائمة لدى الجانبين لتطويرها واستغلال ما تشهده حاليًا من زخم. وأكد في هذا الإطار اهتمام مصر بدعم المشروعات التنموية في كينيا في المجالات التي تمثل أولوية لدى الجانب الكينى، فضلًا عن الإعراب عن حرص الجانب المصرى على دعم الأشقاء في كينيا في شتى المجالات. كما التقي وزير الخارجية السفير سامح شكري، رئيس دولة جزر القمر الشقيقة عثمان غزالي، وسلمه رسالة موجهة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
