إثيوبيا تكذب.. السودان يعلق على ادعاءات رفض مصر المشاركة في مفاوضات سد النهضة

أكد السودان كذب تصريحات إثيوبية عن رفض «القاهرة والخرطوم» مشاركة جنوب إفريقيا في مفاوضات سد النهضة، فيما أبدت الولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتقديم العون لإثيوبيا لحل أزمة السد.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا، أمس الأول، نفَت خلاله ادّعاءات إثيوبيا حول رفض «مصر والسودان» مشاركة جنوب إفريقيا، ضمن فريق مفاوضات السد، لافتة إلى أنهما رحبا بالمقترح.
ووصفت «الخارجية» التصريحات الإثيوبية المنسوبة إلى وزير المياه والرى والطاقة الإثيوبى بأنها «غير صحيحة ومجافية للحقيقة»، وجددت تأكيد السودان ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى وملزم بخصوص السد، مضيفة: «حرصنا بصورة ثابتة وحثيثة على الوصول إلى اتفاق ملزم يرضى جميع الأطراف ويحفظ مصالحها، بما في ذلك حق إثيوبيا في التنمية».
وأشارت «الخارجية» إلى أن «مفاوضات كينشاسا» انتهت دون التوصل إلى اتفاق في ظل التعنت الإثيوبى وعدم الاستجابة لمقترحات الحلول التي تم طرحها من السودان ومصر، حيث قرر السودان عدم استئناف المفاوضات، وقدم مقترحًا بمنح دور أكبر للخبراء، منوهة برفض إثيوبيا المقترح السودانى بإشراك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الإفريقى، في مفاوضات سد النهضة «كمراقبين وليس كوسطاء».
وقالت: «كان هناك مقترح آخر بأن يقوم الرئيس تشيسكيدى، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتسهيل عملية التفاوض والتوصل إلى اتفاق خلال 8 أسابيع، لكن هذا المقترح أيضًا رفضته إثيوبيا، وخلال المفاوضات أيضًا برز مقترح بأهمية إشراك جنوب إفريقيا، بجانب الدول المذكورة، ووافقت عليه مصر والسودان أيضًا، وكان ذلك بحضور وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية ومفوض السلم والأمن الإفريقى».
واستبعدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدى، الإقدام على «الخيار العسكرى» لمنع إثيوبيا من مواصلة بناء السد، وقالت: «لا مجال للحديث عن الخيار العسكرى، نحن الآن نتحدث عن الخيارات السياسية».
وكانت وزيرة الخارجية قد صرحت قبل ذلك بأن كل الخيارات مفتوحة أمام السودان للحفاظ على أمنه وأمن مواطنيه، وأضافت: «سيكون هناك استقطاب واسع للرأى العالمى، والأهم الرأى الإفريقى، خاصة في دول الجوار ودول حوض النيل، لمنع إثيوبيا من المضى قدمًا في زعزعة أمن دول مهمة».
من جانبه، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك سوليفان، إن بلاده مستعدة لتقديم العون لإثيوبيا في حل أزمة سد النهضة، وكذلك النزاع الحدودى مع السودان، والصراع في «إقليم تيجراى».
وأكد «سوليفان» ونائب رئيس الوزراء الإثيوبى، ديميكى ميكونين، خلال مكالمة هاتفية، مساء أمس الأول، أهمية استمرار الحوار الإقليمى لحل النزاع المتعلق بسد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على مجرى نهر النيل.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، اتفق الجانبان على أهمية الدعم الذي يقدمه الاتحاد الإفريقى للوصول إلى حل سلمى لأزمتى السد، وأراضى الفشقة الحدودية بين إثيوبيا والسودان.
وأطلقت إثيوبيا، أمس، حملة واسعة وصفتها بأنها «عالمية» من أجل دعم سد النهضة، وذلك عقب فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع مصر والسودان برعاية الاتحاد الإفريقى.
وجاءت الحملة عبر موقع «تويتر»، تحت شعار «لن تمنعنا أي قوة في الأرض من بناء سدنا وملئه»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية، التي ذكرت أن الهدف من الحملة هو السماح للعالم بفهم حقيقة أن إثيوبيا لها الحق الكامل في بناء السد من أجل تحسين حياة مواطنيها.
ونقلت الوكالة، عن وزير المياه والرى والطاقة الإثيوبى، سيليشى بيكيلى، قوله إن إثيوبيا تعتقد بقوة أن المفاوضات الجارية بقيادة الاتحاد الإفريقى قد حققت تقدمًا كبيرًا في نزاع سد النهضة، رغم بعض النكسات في الوساطة.
ومع ذلك، اتهم الوزير الإثيوبى «مصر والسودان» بالسعى لتقويض تفويض الاتحاد الإفريقى، وأكد أن «مفاوضات كينشاسا» ركزت للأسف على طلب تغيير الشكل والمنصة، خاصة من الجانب السودانى، مشيرًا إلى أن أحدًا لم يعلن أن المفاوضات فشلت، وأن إثيوبيا اقترحت تبادلًا مناسبًا للبيانات المتبادلة وإبرام القواعد والمبادئ التوجيهية لملء السد خلال فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات مقبلة.
وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تلعب جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، الذين تم اختيارهم كمراقبين، دورًا معززًا في المفاوضات.