رئيس «قناة السويس»: 14 قاطرة لتحريك السفينة الجانحة

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أمس، إن هناك مؤشرات إيجابية فى عملية إعادة تعويم السفينة «إيفر غيفن» العالقة فى القناة منذ الثلاثاء الماضى، لافتًا إلى أنه لم تقع إصابات ولا وفيات ولا حتى تلوث، إثر الجنوح، ووصف الحادث بالسيئ، لافتًا إلى أن أسبابه معقدة، ورجح أكثر من سبب لوقوعه بينها الخطأ الفنى، أو الشخصى، فضلًا عن سوء الأحوال الجوية وسرعة الرياح.
وأضاف فى مؤتمر صحفى، عقده فى مدينة السويس، أن السفينة كانت رقم 13 القادمة من جهة الجنوب، وطولها 400 متر، وعرضها 50 مترًا، وحمولتها 223 ألف طن وعدد الحاويات الموجودة عليها 18300 حاوية، ويصل ارتفاعها إلى 52 مترًا.
وشدد «ربيع» على «أنه فور وقوع الإغلاق، تحركت ثلاث قاطرات من اتجاه الشمال، وتعاملنا مع السفن الموجودة داخل المجرى الملاحى بشكل سريع من أجل ترتيبها حتى لا يتم إيقافها كلها فى منطقة البحيرات المرة فى التمساح»، لافتًا إلى أن عدد السفن الموجودة فى القناة حاليًا 321 فى الشمال أو الجنوب أو البحيرات، مؤكدًا أن هيئة القناة تقدم لها الدعم اللوجستى. وأوضح أن الهيئة شكلت غرفة عمليات لخطة العمل لتعويم السفينة، بدأت أولًا فى معرفة وضع غاطس السفينة، لتحديد آلية العمل من ناحية استخدام القاطرات لشد السفينة، والتكريك حول مقدمتها (إزالة الرمال)، لافتًا إلى أن السبب الرئيسى وراء جنوح السفينة ليس الطقس، متحدثًا عن وجود أسباب أخرى.
وأضاف أن 14 قاطرة تشارك حاليًّا فى عملية تحريك السفينة الجانحة، مؤكدًا عودة رفاص (مروحة) ودفة السفينة للعمل مجددًا، بما أدى إلى تحرك مؤخرة السفينة، وأضاف أنه رغم أن الفرق المصرية تعمل على مدار 12 ساعة، إلا أن قوة الرياح تزيد صعوبة إعادة تعويم السفينة الجانحة، وأشار إلى إجراء مناورة تعويم جديدة فى وقت لاحق.
وتطرق ربيع إلى الصور التى تداولها كثيرون على مواقع التواصل لحفار أمام السفينة، مؤكدًا أن البعض اختلط عليه الأمر، فهو من أجل إزالة الرمال وليس لشد السفينة، وقال إن عملية توسيع الطريق أمام مقدمة السفينة مهم من أجل إعادة تعويمها، إذ إن العمق فى وسط قناة السويس 24 مترا، لكنه على الأطراف ينخفض إلى 2 و5 أمتار، ما يؤكد أهمية الحفر أمام السفينة.
وأضاف أن الطائرات لن تكون قادرة على رفع الحاويات من السفينة الجانحة، وما تم تداوله من فيديو يخص السفينة العملاقة غير صحيح، ومرشد السفينة يطلع فى غاطس قبول السفينة ولا يمكن الدخول بالسفينة لمجرى القناة، والتحقيقات سوف تجرى بعد انتهاء عملية التعويم بشكل كامل، والاطلاع على وثائق السفينة والرحلات المسجلة فى الممشى، لافتًا إلى أنه من الصعب حاليًّا إجراء التحقيقات، والشغل الشاغل الآن هو تحريك السفينة، و«بعد كده التحقيقات وكل واحد هياخد حقه والبلد هتاخد حقها، وسنبدأ التحقيقات بعد انتهاء عملية التعويم».
وقال رئيس هيئة قناة السويس إن أمر الغرامات التى سيتم فرضها على الشركة المالكة للسفينة، سيكون بعد التحقيقات الجارية حاليًّا لمعرفة أسباب الجنوح، متابعا: «بعد التحقيقات هيبقى فى كلام فى موضوع الغرامات».
وأضاف أن حادث جنوح السفينة فى قناة السويس أمر يحدث فى العالم بأكمله، ولن تفقد قناة السويس أهميتها بسبب هذا الحادث، مردفًا: «العملية صعبة ولو لجأت السفن لطريق رأس الرجاء الصالح سيكون أصعب فى المرور، وقناة السويس كممر ليس له دخل بالحادث وغير متعمد أو مقصود».
وتابع: «لن نفقد عملاءنا وممكن أن نقدم حوافز للسفن وبنشوف إيه اللى ممكن نعمله وبنشوف السفن المتعطلة لدينا، نبحث ما هو الممكن أن نقدمه لهم مع التوكيلات بحيث نساعد العملاء ولن نتخلى عنهم»، مشيرا إلى أن العام الماضى حققت قناة السويس إيرادات بقيمة 5 مليارات و600 مليون دولار، قائلا: «نحن بالطبع نتأثر بهذا الحادث لأن القناة واقفة حاليًّا، ولكن دخول الكراكات للمساعدة فى تعويم السفينة الجانحة أمر جديد وأثنى عليه الخبراء»، مؤكدًا تقديم كل الخدمات اللوجستية للسفن العالقة بسبب السفينة الجانحة، كما تم تشكيل غرفة عمليات لوضع خطة العمل التى يتم من خلالها تعويم السفينة.
وأضاف رئيس الهيئة: «نسبة الحوادث فى قناة السويس لا تذكر وتكاد تكون 0%، ومكان الحادثة لم يكن فى قناة السويس الجديدة ولكن فى المدخل الجنوبى على بعد 35 كيلومترا من السويس، ولذلك المشكلة الكبرى أنها فى المدخل الجنوبى للقناة، وإذا كانت فى القناة الجديدة لكانت الأزمة قد تم حلها».
وتابع أن عملية التكريك مهمة لتسهيل تعويم السفينة، لافتًا إلى أن نتائج الأعمال فى اليوم الأول لم تكن مجدية ولم تتحرك السفينة لأنها كبيرة جدًا، لذلك كان الموقف صعبًا، مضيفًا: «مرشدو قناة السويس مدربون جيدًا».
ونفى ربيع تحويل السفن العالقة مسار العبور إلى رأس الرجاء الصالح، عقب توقف حركة الملاحة بسبب جنوح السفينة، وأشار إلى أن الهيئة لم تمنع أحدًا من تحويل المسار، وإن كان الأفضل للسفن العالقة الانتظار، لأن الطرق البديلة ليست الأقصر، وأكد أنها ليست المرة الأولى التى تعبر فيها السفينة الجانحة القناة.