شدد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على أهمية وضرورة الإنفاق، خاصة فى وقت النوازل والأزمات، لافتًا إلى أنه يجوز إخراج الزكاة لتوفير اللقاحات للفقراء والمساكين، وهذا من أولى الأولويات فى فريضة الزكاة. وقال «جمعة»- خلال خطبة الجمعة، التى ألقاها من المسجد الجامع بمدينة أسوان، بحضور الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، والمحافظ، اللواء أشرف عطية- إن إخراج الزكاة للقاح كورونا أو غيره هو من أولى الأولويات، ومن أول التصنيفات المستحقة للزكاة، وبما أن الفقراء فى مقدمة مستحقى الزكاة، فإن دفع المرض أَوْلَى من دفع الجوع. وأضاف «جمعة» أن تعجيل الزكاة عن وقتها يجوز، ويدل على سماحة صاحبها، كما أن تعجيلها فى أوقات النوازل والأزمات مستحب لتفريج كرب المكروبين. وتابع: «إذا لم يتراحم الناس فى أوقات المحن والكروب فمتى سيتراحمون؟!، ومَن لم يتَّعِظْ من الموت فى الأهل والأصحاب والأصدقاء فمتى سيتعظ؟!». كما قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز صرف أموال الزكاة لتوفير لقاح فيروس كورونا؛ تحقيقًا لمقصد حفظ النفس، وهو المقصد الأول من المقاصد الكلية العليا فى الشريعة الإسلامية، وبناء المنظومة الصحية داخلٌ فى تحقيق هذا المقصد؛ صيانةً لصحة الناس وِقَاءً وإنقاذًا لها بالعلاج استبقاءً، ودفع المرض يكون بالوقاية منه قبل حصوله، وعلاجه بعد نزوله، وكما جاز الصرف على المريض لعلاج ما فيه جاز من باب أولى تلافيه. وأضافت - فى فتوى جديدة أمس - أن تطوُّرَ وباء العصر وانتشار آثاره المدمرة يستوجب تكريس الجهود وضخ الأموال لاستكفاء بناء المنظومة الصحية بكل آلياتها وأدواتها وأجهزتها، ونظم علاجها ووسائل وقايتها، ويحتاج إلى تكاتف الجمعيات الخيرية والمؤسسات المدنية والهيئات الاعتبارية، بالإضافة لما توفره الدولة من ميزانية، وهذا أليق بمصرف سبيل الله؛ إذ لا يُتَوَصَّل لإعداد القوة إلا بذلك، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ولا يشترط التمليك للزكاة فى هذه الحالة؛ لأنَّ التمليك إنما يُشتَرَطُ عند الفقهاء حيث يُتَصَوَّر، لا حيث يتعسَّر أو يتعذَّر.