يوسف والمصريون فى بلاد بعيدة

هناك بلدان يمكنها شراء لاعبين وتمنحهم جنسيتها ليلعبوا باسمها فى مختلف الألعاب والبطولات.. وتبقى مصر فى المقابل من البلدان القليلة، التى تملك بالفعل لاعبين كثيرين لا يعيشون فيها لكنهم يبقون مصريين.. فإلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأوروبا هاجر مصريون وعاشوا فى تلك البلدان البعيدة، ولعب أبناؤهم هناك وكبروا ونجحوا ويمكن لمصر أن تستعين بكثيرين منهم ليلعبوا باسمها.. ولم يكن يوسف حميدة هو أول هؤلاء الأبناء وبالتأكيد لن يكون آخرهم.. فالأب والأم من مصر لكن يوسف كبر فى أمريكا واستهوته لعبة المصارعة ونجح فيها وفاز ببطولات جامعية ثم انضم للمنتخب الأمريكى تحت 23 سنة، وفاز بالمركز الثانى على العالم تحت 23 سنة عام 2017.
وحين لم يتم اختياره للمنتخب الأمريكى للكبار أرسل يوسف للاتحاد المصرى للمصارعة بطلب اللعب باسم مصر فى دورة طوكيو الأوليمبية المقبلة وأرسل للاتحاد الدولى رغبته فى اللعب باسم مصر، كما نال أيضا موافقة الاتحاد الأمريكى للمصارعة.. ووافق الاتحاد المصرى على مشاركته فى معسكر المنتخب الذى سيقام الشهر المقبل فى المجر.. وأتوقع أن البعض سيعارضون انضمام يوسف وسيقولون إنه لم يطلب اللعب لمصر إلا بعدما استبعدته أمريكا من منتخبها الأول.. كما أعرف أيضا أن مصر تملك لاعبين حاليين قد يكونون أفضل من يوسف وهم الأحق بهذه الفرصة.. لكن إذا ثبت من خلال المعسكر المقبل ورؤية مدربى المنتخب المصرى أن يوسف قد يكون إضافة لمصر فلماذا لا ينال هذه الفرصة حتى لو كانت قد استبعدته أمريكا.. ويبقى الملف الأهم فى هذه الحكاية هو الالتفات إلى مصريين موهوبين رياضيًا فى تلك البلدان البعيدة.. فهم فى النهاية مصريون تم إعدادهم هناك رياضيا وصحيا بشكل سليم علميا منذ سنواتهم الأولى.
وهناك نماذج كثيرة حتى للاعبين مصريين نالوا منحا دراسية للدراسة واللعب فى جامعات أمريكية فتبدل مستواهم الرياضى نتيجة سنوات دراستهم هناك.. وقد قرأت كثيرا عن يوسف فى اليومين الماضيين وتوقفت كثيرا أمام حكايته مع والدته المصرية جيهان التى ماتت بعد إصابتها بالسرطان.. وتحدثت الصحافة الأمريكية وقتها كيف ضحى يوسف بالكثير من المشاركات والبطولات ليبقى مع والدته وهى تتلقى العلاج الكيماوى.. وتحدثت أيضا كيف أصر يوسف على العودة من رومانيا بباقة الورد التى تلقاها مع الميدالية الفضية ليضعها أمام قبر والدته امتنانا لها واعتزازا بمصريته.