الصحة العالمية: أفغانستان تتسلم 468 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا من «كوفاكس»

تلقت اليوم أفغانستان 468 ألف جرعة من لقاح كوفيشيلد، من معهد أسترازينيكا من لقاح كوفيد-19 التي شحنها مرفق كوفاكس، ووصل أيضًا ضمن الشحنة 470000 حقنة و4700 صندوق أمان، من شراكة بين الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية. ‏وهذه خطوة تاريخية صَوْب الهدف المتمثل في ضمان التوزيع العادل للقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي، في ما سيكون أكبر عملية شراء وتوريد للقاحات على مر التاريخ. ويشكل التسليم جزءًا من الموجة الأولى التي ستستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة.
ووصلت الشحنة على متن رحلة طيران إماراتية إلى مطار حميد كرزاي الدولي. ويمثل وصول الشحنة إلى كابول لحظة فارقة. فأفغانستان هي أول بلد في آسيا الوسطى يتلقى اللقاح عن طريق مرفق كوفاكس- ومن المقرر أن يقدم المرفق ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 بنهاية 2021.
وقال ريكارد لاكورت، كبير المديرين القُطريين للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع في جيبوتي: «إن وصول أولى جرعات لقاح كوفاكس اليوم يُعدُّ معلمًا رئيسيًا. ويتطلع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع إلى مواصلة التعاون مع شعب أفغانستان والشركاء لضمان التوزيع السلس والعادل للقاحات إلى الأشخاص الأشد احتياجًا لها. وسيكون أمامنا تحد صعب، ولكن إذا حافظنا جميعًا على الزخم وواصلنا العمل معًا، فسوف ندحر هذه الجائحة».
وقالت شيما سين جوبتا، ممثلة اليونيسف في أفغانستان بالإنابة: «إنه يوم عظيم لشعب أفغانستان. فالطرح الوشيك للقاح كوفيد-19 الميسر الصادر عن مرفق كوفاكس يعني حصول نحو 234،000 شخص، ومنهم المعلمون، على وقاية أفضل من أضرار فيروس كوفيد-19. ويسعد اليونيسف خصوصًا أن وزارة الصحة ووزارة التعليم أدرجتا المعلمين كأولوية في هذه الموجة من اللقاحات قبل العودة إلى المدارس في 21 مارس. فأولويتنا معًا هي فتح جميع المدارس وإعادة جميع أطفال أفغانستان إلى صفوفهم، ودراستهم، وأصدقائهم».
وقال الدكتور ديفيد لاي، مسؤول منظمة الصحة العالمية بالإنابة: «إن لقاح كوفيد-19 خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحتنا للجائحة. وكان ضمان جودة اللقاح ومأمونيته وكفاءته من أعلى أولويات المنظمة، ولكن اللقاحات لا تعمل إلا عندما تكون مصحوبة باستراتيجيات الصحة العامة. وإننا لم نصل إلى هنا في يوم واحد ولن نخرج في يوم واحد أيضًا، ولكن يتجدد اليوم أملنا. وباتت نهاية الشوط واضحة. ومع ذلك، سوف تحتاج أفغانستان إلى الدعم المستمر من المجتمع الدولي لضمان عدم تخلف البلد المتضرر بالفعل من الصراع وانعدام الأمن طوال عقود من الزمن عن الركب في سباق إنهاء كوفيد-19».
وقال الدكتور وحيد مجروح، وزير الصحة العامة بالإنابة: «إن وزارة الصحة العامة في حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية قادرة على مكافحة جائحة كوفيد-19 عن طريق نشر اللقاح. وتعرب الوزارة عن تقديرها لمرفق كوفاكس والمانحين الدوليين لدعمهم المستمر. وعلينا تسريع جهودنا لضمان تلقيح جميع الأفغان المؤهلين وحمايتهم من كوفيد-19، لأنها الخطوة الأكثر أهمية لوضع حد لهذه الجائحة».
لقد ظل شركاء كوفاكس، لعدة أشهر، يدعمون الحكومات والشركاء في جهود التأهب، استعدادًا لهذه اللحظة. وقد نشطوا لا سيما في العمل مع بعض أفقر بلدان العالم: تلك التي ستستفيد من الالتزام المسبق بالشراء، وهي آلية مالية مبتكرة للمساعدة في تأمين الوصول العالمي والعادل للقاحات كوفيد-19.
ويشمل ذلك المساعدة في وضع خطط وطنية للتلقيح، ودعم البنية التحتية لسلسلة التبريد، فضلاً عن تخزين نصف مليار حقنة وصناديق أمان للتخلص منها، والأقنعة، والقفازات وغيرها من المعدات لضمان وجود ما يكفي من المعدات للعاملين الصحيين للبدء في تلقيح الفئات ذات الأولوية في أسرع وقت ممكن.
ومن أجل تسليم الجرعات للمشاركين في مرفق كوفاكس عبر جولة التخصيص الأولى، كان يجب وجود أجزاء مهمة، كالتأكيد على معايير الترخيص التنظيمية الوطنية المتعلقة باللقاحات المقدمة، واتفاقيات التعويض، وخطط التلقيح الوطنية من المشاركين في الالتزام المسبق بالشراء، وكذلك العوامل اللوجستية الأخرى مثل تراخيص التصدير والاستيراد.
وبعد استيفاء المشاركين للمعايير المذكورة أعلاه والانتهاء من التجهيزات والاستعدادات، يصدر مرفق كوفاكس أوامر الشراء إلى الصانعين ويشحن ويسلم الجرعات عبر عملية متكررة. وهذا يعني أن عمليات تسليم الجولة الأولى من التخصيص ستجري على أساس متجدد وعلى دفعات.
وينبغي أن يستكمل البدء في نشر اللقاحات في جميع أنحاء العالم التدابير الصحية العامة التي ثبتت فعاليتها، لا أن يحل محلها. ومن المهم أيضًا توسيع نطاق الوصول إلى التشخيصات والعلاجات السريعة، مثل الأكسجين والديكساميثازون، كما دعا إلى ذلك مسرع الوصول إلى أدوات كوفيد-19. ويجب على البلدان أيضًا أن تواصل تطبيق التدابير التي جُرِّبت واختبرت بنجاح للوقاية من العدوى ومكافحتها، مثل التباعد البدني، والأقنعة، والتهوية، ونظافة الأيدي، إلى جانب برامج قوية للاختبار والتعقب والعزل والعلاج.
وقد أنشأ التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع حافظةً متنوعة من اللقاحات المناسبة لمجموعة من الأماكن والسكان، وهو في طريقه لتحقيق هدفه المتمثل في تقديم ما لا يقل عن ملياري جرعة من اللقاحات إلى البلدان المشاركة في جميع أنحاء العالم في عام 2021، ومنها ما لا يقل عن 1.3 مليار جرعة ممولة من الجهات المانحة إلى 92 مشاركًا من ذوي الدخل المنخفض في مرفق كوفاكس بدعم من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومرفق كوفاكس والالتزام المسبق بالشراء.
يشارك في قيادة مرفق كوفاكس، الذي يُعد ركيزة اللقاحات في مسرع الوصول إلى أدوات كوفيد-19، الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، وتحالف اللقاحات، ومنظمة الصحة العالمية- بالشراكة مع اليونيسيف باعتبارها الشريك المنفذ الرئيسي، وكذلك منظمات المجتمع المدني، ومصنعي اللقاحات، والبنك الدولي، وغيرها.