«عذبا وقتلا ابنه المعاق».. المؤبد لربة منزل وزوجها في الإسكندرية

عاقبت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمد حليم عبدالسميع رئيس المحكمة، عاطل وربة منزل بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد لقيامهما بتعذيب وقتل ابن المتهمة الثانية المعاق، ومعاقبة المتهم الاول بالسجن 3 سنوات بتهمة تعاطى المواد المخدرة.
صدر الحكم بعضوية المستشارين وليد محمد حسني الديب ومحمد عاطف مشالي وسكرتير الجنايات عمرو زكي بالسجن المؤبد لكل من المتهم «و» أ.م.أ«عاطل المتهمة» م.ح.م«لاتهامهم بقتل المجني علية» إ.ح.إ«كما تم الحكم على المتهم الأول ب3سنوات أخرى لتعاطية المخدرات.
التفاصيل الصادمة سطرتها تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 10654 جنايات اول الرمل، التي أشرف عليها المستشار محمد عبدالسلام أمين المحامى العام الاول لنيابات استئناف الإسكندرية.
البداية، عندما توجهت «م.ح.م» 42 سنة، ربة منزل إلى مكتب صحة باكوس لاستخراج تصريح دفن لابنها «إبراهيم.ح.إ، 15 سنة، من ذوي الاحتياجات الخاصة.
توجه مفتش الصحة رفقة الأم المنزل لتوقيع الكشف الطبى على الطفل المتوفى إلا أنه أكتشف آثار تعذيب وحروق بمختلف أنحاء الجسم، تؤكد أن الوفاة ليست طبيعية ووجود شبهة جنائية، ورفض استخراج تصريح الدفن وأخر قسم شرطة أول الرمل بالواقعة .
وعندما شعرت الأم أنها تورطت سارعت بتحرير محضر بقسم شرطة أول الرمل اتهمت فيه زوجها «ي.ع.م» 48 سنة عامل، بتعذيب ابنها من طليقها حتى الموت، بسبب التبول اللارادى.
تمكن ضباط مباحث قسم شرطة أول الرمل من القبض على الأم وزوجها، وتم إحالتهما إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وأمام المستشار عمر الركايبى رئيس نيابة أول الرمل تبادل المتهمين الاتهامات وقررت الأم أنها انفصلت عن والد ابنها المتوفى منذ فترة طويلة حيث تركه لها وتزوج من أخرى كما ارتبطت هي بزوجها المتهم الثانى وأنجبت منه طفلين أكبرهما 10 سنوات، وجميعهم يقيمون بالشقة سكنهم بعقار بجوار نقطة شرطة باكوس.
وأضافت المتهمة: «زوجي كان متضايق من إقامة ابني إبراهيم معي في الشقة.. واعتاد تعذيبه بسبب تبوله اللاإرادي حتى لفظ أنفاسه الأخيرة».
وكشفت الأم عن تفاصيل صادمة في التحقيقات وأكدت أن زوجها اعتاد تعذيب ابنها على مدار عام كامل بإستخدام كافة ألوان التعذيب سواء بواسطة تسخين ملعقة الطعام وكيه في اماكن متفرقة من جسده أو حرقه بالنار بواسطة ولاعة السجائر وأشارت إلى أنه في إحدى المرات أمسكت النار بملابس المجنى عليه ما أدى إلى إصابته بحروق شديدة وكان يعالج في المنزل .
واضافت الام المتهمة ان ليلة الحادث تعدى زوجها على ابنها بالضرب بعنف بواسطة «كرسى وترابيزة».
أما الزوج المتهم فقد أنكر في التحقيقات بارتكابه الواقعة وقرر أن زوجته والدة الطفل هي المسؤولة عن وفاته لأنها كانت تقوم بتعذيبه لتكرار تبوله اللاإرادي.
إنتقل رئيس النيابة إلى مسرح الحادث لمعاينته وأمر بندب خبراء الادلة الجنائية وفى شقة صغيرة بعقار في شارع «المكارى» بجوار نقطة شرطة باكوس كشفت معاينة النيابة ان الشقة الصغيرة تحولت إلى سلخانة تعذيب أضواء خافتة ورائحة الموت تسكن جنبات الحجرات وكانت المفاجأة تغطية كل منافذ الشقة ونوافذها بواسطة بطانيات ثقيلة حتى تمنع وصول أصوات صراخ واستغاثات المجنى عليه.
ووجدت جثة الطفل المتوفى مسجاة على سرير صغير بالحجرة وبمناظرتها تبين إصابتها بحروق شديدة على فترات زمنية متعددة، ووجود آثار ضرب وتعذيب بأماكن متفرقة من الجسد وإصابات رضية بالرأس والوجه.
فيما عثر رجال الادلة الجنائية بالشقة على ملعقة طعام سوداء اللون من أثر التسخين على النار تم تحريزها والتحفظ عليها بامر من النيابة العامة كما تم التحفظ وتحريز «كرسي» ومنضدة «ترابيزة» قررت أن الأم أن زوجها المتهم تعدى بهما على المجنى عليه كما تم تحريز «كنشة» تستخدم في تعاطى المواد المخدرة.
وفور انتهاء معاينة الشقة ومناظرة جثة المجنى عليه أمر المستشار عمر الركايبى رئيس نيابة أول الرمل بنقل جثة المجنى عليه إلى مشرحة الإسعاف وندب الطبيب الشرعى لتشريحها ،وإرسال ادوات التعذيب المضبوطة بمسرح الجريمة إلى الطب الشرعى لمضاهتها بما في الجثة من إصابات، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء والد المجني عليه وشهود العيان من الجيران.
وكلفت النيابة المباحث بسرعة إحضار طفلي المتهمين لسؤالهما، حيث أنهما اختفا بعد الحادث مباشرة.
وتضمنت قرارات النيابة حبس الأم وزوجها 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التعذيب والقتل العمد.
وبإحالتهما إلى محكمة الجنايات أصدرت حكمها المتقدم.