يترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء غدا الإثنين، قداس عيد الغطاس بمقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بحضور بعض الآباء والأساقفة والكهنة والشمامسة. وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إنه في إطار متابعة تطورات الوضع الصحي، وفي ظل استمرار تزايد أعداد المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد بالقاهرة والإسكندرية، تقرر إقامة قداس عيد الغطاس أسوة بقداس عيد الميلاد، بمشاركة كهنة الكنيسة وعدد لا يزيد عن 20 شخصًا. وانتهت إيبارشيات الكنيسة من الاستعدادت النهائية للاحتفال، وفقا لقرارات الكنيسة السابقة، والتي سمحت لكل أسقف بتقييم الوضع والأعداد بحسب الوضع الصحي لكل إيبارشية. ويُطلق على عيد الغيطاس أسماء عديدة منها عيد تعميد المسيح، وعيد الظهور الإلهي، وعيد الابيفانيا، وعيد اللقان، وعيد برامون. ويعتبر عيد الغطاس من الأعياد السيدية الكبرى الخاصة بالسيد المسيح، ويحتفل الأقباط بهذا العيد نظرًا لأن المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطيس على يد يوحنا المعمدان، بحسب الاعتقاد المسيحي، كما أنه أحد أهم أسرار الكتاب المقدس. ويبدأ الاحتفال بإقامة القداس الإلهي من خلال ترتيل آيات الإنجيل ورفع البخور، ومن ثم مباركة المياه التي يتم الاحتفاظ بها كرمز لمياه نهر الأردن، ثم يبدأ القساوسة القداس بصلاة «اللقان». ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات الدول ذات الطابع الشرقي الأرثوذكسي إلقاء صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة، كما يحدث في عددا من البلدان مثل روسيا واليونان وبلغاريا. يرتبط عيد الغطاس في الثقافة المسيحية الشرقية بعدد من الطقوس الشعبية ومنها الأكلات المصرية مثل القلقاس والملوخية و«الويكة» وتناول أعواد قصب السكر، والبرتقال. وبحسب البابا تواضروس خلال عظة عيد الغيطاس العام الماضي، فإن الأقباط استطاعوا أن يخلطوا بين الإيمان والطعام. وقال البابا في شرح للدلالات الروحية بشأن تناول القلقاس والقصب أن له العديد من الرموز الروحية، مضيفا «أن عيد الغطاس فرصة لتجديد الحياة وهو استعداد روحي يأتي بعده صوم يونان ثم الصوم الكبير وتستمر الحياة الروحية للإنسان في تدرج ونمو مستمر».
