أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، زيادة العقوبات المفروضة على حركة سواعد مصر المعروفة باسم «حسم» وتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية. و«حركة حسم» قريبة من جماعة الإخوان الإرهابية، وسبق أن تبنى التنظيم عدداً من التفجيرات منذ ظهوره فى عام 2014. وذكرت الخارجية الأمريكية، فى بيان، أن العقوبات المفروضة على الحركة وتصنيفها على أنها منظمة إرهابية أجنبية يأتى بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، وذلك لتشكيلها خطرًا كبيرًا. وأدرجت الوزارة عدداً من الأشخاص فى قائمة «الأشخاص المحظورين»، وهم علاء على محمد، الملقب بعلاء السماحى، الذى يعتقد أنه المسؤول الأول عن تنظيم «حسم»، قائلة إنه يتواجد فى تركيا، إلى جانب إدراج يحيى السيد إبراهيم، الملقب بيحيى موسى، العضو البارز أيضاً فى تنظيم حسم، وهو متواجد فى إسطنبولبتركيا. وذكرت الخارجية أن تصنيف «حركة حسم» وقيادتها يهدف إلى حرمانها من المصادر اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية، فضلا عن حظر تعامل الأمريكيين معها. ويأتى ذلك بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية إضافة الحركة وتنظيم «ولاية سيناء» الموالى لداعش، ضمن قوائم الإرهاب الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية فى الوزارة (أوفاك). وقبل إعلان ولائها لتنظيم داعش كان يُطلق على «ولاية سيناء» اسم تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذى تركزت عملياته فى البداية على استهداف خطوط الغاز بين مصر وإسرائيل، وتنفيذ هجمات دموية على مدار السنوات الماضية فى مناطق مختلفة بالبلاد، لكن نشاطه انحسر حالياً فى شمال سيناء. وفى سياق متصل، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن السياسة الأمريكية تتجه هذه الأيام قبل ساعات من استلام الرئيس جون بايدن، مقاليد الحكم، إلى إرساء بعض المفاهيم والقواعد، بناءً على قرارات سياسية ارتبطت بتحركات أمريكا خلال الفترة السابقة، بينها تسهيل عمليات السلام بين عدد من الدول العربية وإسرائيل وكذلك المصالحة العربية مع قطر، ما تبع فى المقابل، إدراج حركة «حسم الإخوانية» على قوائم الإرهاب، وكذلك «جماعة الحوثى» فى اليمن. وأضاف «صابر» أن «بايدن» كان نائبًا للرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، وفاعلًا رئيسيًا ومشرفًا على عمليات الربيع العربى وتصدير الإرهاب إلى منطقة الشرق الأوسط، ولفت إلى أن الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، يغلق كل الأبواب على «جماعة الإخوان الإرهابية» قبل استلام «بايدن» مقاليد الحكم رسميًا، لعدم إنتاج الماضى، مؤكدًا أن أى منظمة إرهابية يتم إدراجها على قوائم الإرهاب تتأثر فى عملية الإمداد والتكتيك. وأشار الدكتور زكريا سالم، خبير الإرهاب الدولى، إلى أن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بوضع «حسم» على قوائم الإرهاب، جاء متأخرًا، منوهًا بأن أعضاء الجماعة لا يتواجدون فى مصر، لكن مجموعة منهم تستقر فى تركيا، ومصر لن تتمكن من إلقاء القبض عليهم، لأنها لا ترتبط بأى اتفاقيات لتبادل المتهمين مع الجانب التركى. وأوضح «سالم» أن القرار الصادر من الولاياتالمتحدة، يفتح ويسهل المجال أمام وضع تلك الأسماء على «قوائم الإنتربول»، غير أنه يحجّم من حركتهم بين الدول، وتابع: «أمّا فيما يخص دعم الحركة ماديًا، فإن الإخوان والحركة الإرهابية التابعة لها، انتهت إلى حدٍ كبير، خاصة بعد إلقاء القبض على محمود عزت، مرشد الجماعة، والذى سهّل معرفة مصادر التمويل والشركات التى تعمل فى الخفاء لدعم الجماعات الإرهابية، غير أن هناك أموالًا لا تزال موجودة لخيرت الشاطر حتى الآن بمشروع البسفور فى تركيا». وأكد «سالم» أن القيادة الأمريكية الجديدة ل«بايدن» تتخذ نفس نهج الرئيس السابق، بارك أوباما، والدليل على ذلك الاستعانة ب«ويليام بيرنز» لرئاسة وكالة المخابرات المركزية، وهو يشغل حاليًا منصب رئيس مؤسسة «كارنيجى للسلام الدولى» ومؤلف كتاب عن مصر، بالإضافة إلى أنه صاحب فكر التغيير غير المسلح.
