«عنف واغتصاب وقتل».. جرائم ضد النساء في الجيش الأمريكي

يعانى الجيش الأمريكى تفاقم أعمال العنف ضد النساء فى قواعده العسكرية، بشكل وصل إلى حد ارتكاب جرائم الاغتصاب والقتل.
وعاقب الجيش الأمريكى، بالإيقاف أو التسريح، 14 من القادة العسكريين فى قاعدة فورت هود بولاية تكساس بسبب استشراء أعمال عنف، تشمل القتل والاعتداء الجنسى والتحرش.
وبدأ التحقيق فى مشاكل القاعدة العسكرية بعد مقتل جندية تُدعى فانيسا جويلن هذا العام.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، فى تقرير لها عن الظاهرة، إلى قول وزير الجيش الأمريكى، رايان ماكارثى: «القضايا فى فورت هود متعلقة مباشرة بإخفاقات القيادة».
وقال «ماكارثى» إن مقتل «جويلن» «صدم ضمائرنا، ونبهنا إلى مشاكل أعمق» فى فورت هود وفى الجيش الأمريكى عمومًا. وأضاف، فى مؤتمر صحفى: «لقد دفعنا إلى إعادة النظر فى أنظمتنا وسياساتنا وفى أنفسنا».
وأمر الجيش أيضًا بانتهاج سياسة جديدة فى التعامل مع قضية الجنود المختفين.
وشملت قرارات التسريح والتوقيف عن العمل الجنرال سكوت إيفلانت والجنرال جيفرى برودووتر.
ورغم تعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من مواقعها فى الخارج، فإن هناك الكثير من الجنود فى العراق وأفغانستان.
واختفت «جويلن»، التى كان عمرها 20 عامًا، مدة شهرين قبل العثور على جثتها فى يونيو الماضى، ويقول المحققون إنها تعرضت للضرب حتى الموت فى فورت هود، على يد زميلها المجند آرون روبسنون، الذى كان يبلغ من العمر 20 عامًا أيضًا، وانتحر فى أول يوليو الماضى عندما كانت الشرطة تبحث عنه لاعتقاله.
وتقول عائلة «جويلن» إنها تعرضت لمضايقات من «روبنسون»، ولكن المسؤولين يقولون إنه لا يوجد دليل على تعرضها لمضايقات أو اعتداء جنسى.
وخرجت فى وقت سابق من العام الجارى مطالبات بتحقيق العدالة فى قضية فانيسا جويلن، وصلت إلى حد خروج مسيرات احتجاجات تطالب الجيش الأمريكى بالقصاص وإنقاذ النساء من أعمال العنف فى القواعد العسكرية.
وتأتى قرارات الجيش بعد عام شهد مقتل 25 جنديًا فى فورت هود بالانتحار أو فى جرائم أو حوادث، حسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء. وجاء، فى بيان للجيش: «إذا فقد قائد رفيع المنزلة ثقة قائد تحت قيادته، فمن اللائق والضرورى تنحية هذا الشخص».
وأعلن «ماكارثى» أيضًا عن سياسة جديدة تستهدف ضمان قيام الجيش ب«بذل أقصى الجهود للعثور على الجنود المفقودين».
وتفرض السياسة الجديدة على القادة العسكريين تسجيل الجندى المختفى على أنه «غائب لسبب مجهول» لمدة 48 ساعة وتكثيف جهود البحث عنه للتأكد من أن غيابه طوعى، قبل تسجيله بصفة «غائب دون تصريح».
وفى أكتوبر الماضى، نشرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» دراسة رصدت فيها زيادة حدة الاعتداءات والتحرش الجنسى فى صفوف الجيش الأمريكى.
وأظهرت الدراسة أن الضحايا يكونون عادة من الصغار أو المجندين، لافتة إلى أن نحو 20 ألفًا و500 جندى وجندية بالجيش الأمريكى تعرضوا ل«اتصال جنسى غير مرغوب فيه»، خلال عام 2018، بزيادة كبيرة تُقدر بنحو 14 ألفًا و900 حالة عن آخر مسح تم إجراؤه، عام 2016.
ولفت التقرير إلى أن 5 نساء فقط من قاعدة «فورت هود» المتمركزة فى تكساس تجرأن على إعلان الاغتصاب علانية، بعد أن أخفين ذلك لسنوات عديدة خوفًا من اضطهاد السلطات والمغتصبين أنفسهم.
واعترفت الجندية ماريا فالنتين بما مرت به، حيث شاركت قصتها أولًا على الشبكات الاجتماعية، وبعد ذلك لمراسلى «أسوشيتد برس» أنه فى عام 2006، لمسها أحد الرقباء فى أماكن حساسة أثناء إجراء وزن روتينى.
واغتصب الرقيب نفسه الجندية ديبوراه أوركويديز عام 2014، علاوة على ذلك، قام بملاحقة الفتاة، وهددها، وحوكم الرقيب، لكن المفاجأة انتهاء المحاكمة بتبرئته، ولا يزال يخدم فى منشأة عسكرية أخرى.
وفى يوليو الماضى، تم العثور على رفات جندية، بالقرب من قاعدة «فورت هود» التابعة للجيش الأمريكى فى ولاية تكساس، وتبين أنها جثة ميجهور مورت، البالغة من العمر 26 عامًا، والتى خدمت فى القاعدة كجندية عادية.
وشهد شهر يونيو الماضى العثور على رفات الجندى جريجورى موراليس، الذى كان يخدم أيضًا فى قاعدة «فورت هود»، وكان يُعتبر مفقودًا، على بُعد 20 كيلومترًا من مستنقع مائى.