كشفت دراسة بريطانية عن وقوع ما يقدر ب50 ألف حادثة تحرش أو استغلال جنسي في الجامعات بانجلترا وويلز كل عام، حيث تشير الدراسة قطاع الجامعات بالفشل في معالجة ما صار يعرف سريعا ب«بفضيحة علنية» وألقت الدراسة التي أجريت تحت اسم «أماكن غير آمنة: إنهاء الاستغلال الجنسي في الجامعات» الضوء على دور «الثقافة الذكورية» في الأندية الرياضية الطلابية، خاصة أندية الروجبي، وهو الدور المسؤول عن خلق مناخ «سام» يؤدي إلى الانتهاك والتحرش الجنسي، حيث يتصرف المتحرشون بعقلية القطيع العشوائية . كما تلقى الدراسة التي نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس، الضوء على التحرش والاستغلال الجنسي الذي يمارسه موظفو الجامعة من بينهم أساتذة أكاديميون متميزون، منبهة إلى أن الجامعات ترفض اتخاذ إجراء حيال ذلك لأنها تريد الإبقاء على «النجوم المتميزين» لديها . ولفتت الدراسة إلى أن إحدى الطالبات تعرضت للاغتصب مرارا من جانب «بروفسيور» بارز، لكنها شعرت بعدم القدرة على الإبلاغ عن الواقعة على مدار أربعة سنوات . وتوصلت الدراسة إلى أن عدد ضحايا الترحش الجنسي أو الاستغلال من الطالبات يتجاوز بكثير الشكاوى الرسمية المقدمة للجامعات، مؤكدة أن الاجراءات التي يجري اتخاذها في كثير من هذه الجامعات للتعامل مع مثل هذه الشكاوى مازال غير كاف، وفقا للباحثين بالدراسة . وقال أحد الباحثين المشارك في الدراسة، وهو جون إيدموندس، الأستاذ الزائر بكلية دورهام للأعمال :«عندما ضغطنا على أساتذة الجامعات والمديرين الجامعيين لمعرفة عدد الطالبات، على أفضل تقدير، واللاتي يعانين من التحرش الجنسي أو الاستغلال، فوجئنا باتفاقهم معنا شكل مثير للدهشة .، حيث يعتقدون أن نحو 15% من الطالبات و3% من الطلاب الذكور يتعرضون للاستغلال الجنسي في الجامعة، وهو ما يوازي نحو 50% طالب كل عام . في حين أكدت دكتور أنا بول، من مجموعة 1752، التي تشن حملات ضد«سوء السلوك الجنسي» في الجامعات البريطانية، أن التقديرات أعلى بكثير من ذلك، قائلة إن بحثا من الولاياتالمتحدة وإستراليا وجد أن 40-50% من جميع الطلاب والطالبات يتعرضون للتحرش الجنسي، أثناء دراستهم، مرجحة أن تكون نفس النسبة الغالبة موجودة في إنجلترا . وأشارات صحيفة الجارديان إلى أن مجلس الجامعات البريطانية المعروف باسم «جامعات المملكة المتحدة» والذي يتحث باسم 140 جامعة في انجلترا وسكوتلاندا وويلز وأيرلندا الشمالية، أكد أنه سوف ينشر دليلا إرشاديا وتوصيات حول «سوء السلوك» في الجامعات في وقت لاحق من العام الجاري . وأضاف المتحدث الرسمي أن جميع الطلاب وأساتذة الجامعات والموظفين لهم الحق في تجربة آمنة وإيجابية، كما تلتزم الجامعات بأن تصبح أماكن آمنة للحياة والعمل والدراسة .
