فجر العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، أزمة جديدة في ليبيا حتى بعد موته بساعات قليلة، حيث قال مسؤولون بالمجلس الانتقالي الليبي إنهم يفاوضون قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها لتسلم الجثمان ودفنه.وقال قائد عسكري كبير في المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الجمعة إن أفرادا في قبيلة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على اتصال بمجموعة من المقاتلين المناهضين له لمناقشة إمكانية توليهم مهمة دفنه. وتابع القائد عبد المجيد مليقطة في تصريحات لوكالة «رويترز» إنه إذا كان رجال القبيلة مستعدين للاعتراف بأن القذافي ينتسب إليهم فإن المقاتلين سيسلمون الجثة لأفراد في قبيلة القذاذفة ويحملونهم مسؤولية دفنها في موقع سري. وأضاف مليقطة أنه إذا كان رجال القبيلة لا يرغبون في استلام الجثة فإن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي سيدفنونها بأنفسهم في سرية مع جثث مسلحين في حاشيته قتلوا معه بالقرب من مسقط رأسه بمدينة سرت أمس. من جانبه، دعا مكتب حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، الجمعة، إلى فتح تحقيق كامل في موت العقيد القذافي، وعبر عن قلقه من احتمال أن يكون قد أعدم. وأظهرت صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة القذافي مصابا في أول الأمر ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له بعد إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت مساء الخميس. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في مقابلة مع تلفزيون «رويترز» :«هنالك الكثير من الغموض بشأن ما حدث بالفعل. هناك فيما يبدو 4 أو 5 روايات عن طريقة موته». وأضاف:«إذا ما جمعت شريطي الفيديو هذين معا فكلاهما مزعج لأنك ترى شخص اعتقل حيا ثم ترى نفس الشخص ميتا». وتابع:«لسنا في وضع يسمح لنا بقول ماذا حدث حينها لكننا نشعر أن من المهم للغاية توضيح هذا لذا يجب أن يكون هناك تحقيق جاد فيما حدث وفي أسباب وفاته». وأضاف إن من المبادئ الأساسية للقانون الدولي أنه يجب محاكمة المتهمين في جرائم خطيرة إن أمكن. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في يونيو حزيران أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي في اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتابع كولفيل:«الإعدام دون محاكمة غير قانوني تحت أي ظرف. الأمر يختلف عن مقتل شخص خلال أعمال قتالية. كانت هناك حرب أهلية في ليبيا. لذا إذا مات شخص نتيجة القتال فهو مسألة مختلفة وهو أمر مقبول في ضوء هذه الظروف».وتابع:«لكن إن حدث شيء آخر إذا ما اعتقل شخص ثم قتل عمدا فهو أمر خطير للغاية».