رغم قسوة الحرب.. طرائف القذافى تشغل الليبيين بعد فراره

فى الوقت الذى تنشغل فيه السلطات الليبية الجديدة بالبحث عن العقيد الهارب معمر القذافى، ووسط قسوة ظروف الحرب فى منطقة «سرت»، مسقط رأس القذافى، يقتنص بعض الليبيين بضع لحظات لاسترجاع المواقف الساخرة، التى طالما عرف بها الزعيم السابق، ومُنعت عنهم فى السابق مناقشتها.
وتكثر الحوادث الغريبة التى يتناقلها الليبيون عن القذافى، ويتذكر هؤلاء خصوصاً الصورة التى كانت تحتل شاشة القنوات الرسمية حين يغضب القذافى من محتوى برنامج ما، وهى عبارة عن صورة كاريكاتيرية ل«حذاء»، وقد تبقى تلك الصورة لساعات، إلى أن يعود البث إلى طبيعته حين يقرر القذافى ذلك.
وفى حادثة أخرى، اشتكت طرابلس فى إحدى المراحل من كثرة انتشار النفايات فى شوارعها، فقام القذافى باصطحاب رئيس البلدية بشير حميدة فى جولة بالمدينة، وجعله يجمع صناديق النفايات من الأرض، ثم طلب منه أن ينقل مكتبه فوق مكب للنفايات.
وفى مقهى يقع ضمن باحة منزل قديم وسط طرابلس، يقضى الزبائن غالبية أوقاتهم فى الحديث عن التطورات السياسية فى مرحلة ما بعد القذافى، وأيضا فى تناقل أخباره الطريفة، ويتذكر محمد فرحات (23عاماً) كيف أنه وصلت إلى مسامع القذافى قبل فترة وجيزة من اندلاع الثورة أن الناس يشكون من قلة المساكن، فطلب ممن لا يملك منزلاً أن يختار أى مسكن ويسكن فيه، وعندها توجه الآلاف إلى أبنية لا تزال قيد الإنشاء، واحتلوا مساكن فيها هى ملك لآخرين، فما كان من قوات الشرطة إلا أن أخلت تلك المساكن بالقوة.
ولا تقتصر المواقف على الليبيين، إذ إن عدداً من الزعماء الأجانب نالوا نصيبهم منها. ويقول مسؤول كبير سابق إن القذافى استقبل ذات مرة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان فى «خيمة» فى سرت، وأوضح المسؤول أن أنان كان يريد الحديث مع القذافى عن إمكانية تسليم عبدالباسط المقرحى، المدان فى قضية لوكربى، وأشار إلى أن مساعدى القذافى «وضعوا خلف الخيمة جملا، وكانوا يستفزون هذا الجمل طوال الليل حتى يصرخ بصوت عالٍ»، فيما روى المسؤول السابق أن القذافى كان يقدم لبعض ضيوفه الأجانب «تفاحة واحدة تتوسط طبقا، دون شوكة أو سكين».