السيطرة على حريق حوشين بطما في سوهاج    أغرب حكايات اضطراب النوم من داخل معمل «السلطان»    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 24 مايو 2025    بعد جعفر العمدة.. محمد رمضان يشوق جمهوره لمسلسله في رمضان 2026    122 ألفا و572 طالبا بالصف الثاني الإعدادي بالدقهلية يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية والهندسة    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    «ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ    حريق محدود بورشة رخام في جهينة دون إصابات    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    اليوم| أولى جلسات محاكمة «القنصل» أكبر مزور شهادات جامعية و16 آخرين    الحالية أكثر| 77 عامًا على النكبة.. وفرصة أخيرة لحل الدولتين    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    قبول 648 مدرسًا جديدًا ببني سويف ضمن مسابقة 30 ألف معلم    صور عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة    الدوري الإسباني.. ريال بيتيس يضمن الدوري الأوروبي بالتعادل مع فالنسيا    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    نابولي يهزم كالياري بهدفين ويحصد لقب الدوري الإيطالي    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكعبة المشرفة.. محطات تاريخية لأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله
نشر في المصري اليوم يوم 27 - 07 - 2020

بناء شامخ في قلب الحرم المكي الشريف، تهفو إليه قلوب المسلمين، وتحط إليه أنظارهم ورحالهم، هي الكعبة المشرَّفة التي تعد أول بيت وضع للناس، كما جاء في محكم التنزيل: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ»، وهي بيت الله عز وجل، نسبه إلى نفسه، بقوله تعلى «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» [البقرة:125].
ونسب الله عز وجل البيت إلى نفسه إعلاماً لخلقه بما له من قداسة وحرمة وجلال، وتكريماً له وتشريفاً، حتى يكون في الأرض للناس جميعاً يلوذون به، ويثوبون إليه، ويجدون فيه أمن النفس من الخوف والجوع فيعبدون الله في رحابه. وسميت الكعبة نسبة لتكعيبها وهو تربيعها وكل بناء مرتفع (كعبة) وقال النووي: «سميت بذلك لاستدارتها وعلوها وقيل تربيعها في الأصل».
والعلاقة وثيقة وأزلية بين الكعبة المشرفة منذ بنائها ومحيطها الجغرافي القريب، ونعني به المسجد الحرام وأدى هذا التجاور بينهما إلى النظر في زيادة مساحات المسجد الحرام منذ بزوغ فجر النبوة وماتلا ذلك بما يتيح للمسلمين أداء شعائرهم في خشوع وطمأنينة.
ولم يكن هناك ذكر للمسجد الحرام قبل الإسلام والمتعارف عليه فقط مدار الطواف حول الكعبة المشرفة، لأن العصر الجاهلي لم يتضمن صلاة تؤدى حول الكعبة، بل كانوا يطوفون حولها فقط واعتاد الجاهليون الجلوس حولها في الصباح والمساء يستظلون بها من الشمس.
وأرشد الله إبراهيم عليه السلام إلى مكان الكعبة المشرفة، وأمره ببنائها، فبناها، ودعا مرة أخرى، فقال: «رب اجعل هذا البلد آمنًا»، ثم دعا في الثالثة بقوله: «فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون». فسكنت فيه أقوام مختلفة، وتعاقبت على ولاية الكعبة العمالقة، وجرهم، وخزاعة، وقريش، وغيرهم.
وكانت الكعبة موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة، يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، وحث على تعظيمها، وتطهيرها، وكساها النبي- صلى الله عليه وسلم- والصحابة بعده.
وفي الماضي كان هناك من يقدم للكعبة المشرفة الهدايا ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة تستخدم للغسيل، لكن في العهد السعودي أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة من ضمن اهتمامات الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا.
وكانت قريش قد أعادت بناء الكعبة قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم -، وتركت جزءًا من البيت تابعًا للحِجْر؛ لأن النفقة قد قصرت بهم، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام، وأن يُدخل الجزء الذي تركوه من الكعبة، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض، كما في حديث عائشة رضي الله عنها «لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت، فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم» رواه البخاري.
وفي سنة 64ه لما تولى حكم الحجاز عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، بَنَى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي- صلى الله عليه وسلم -، مشتملة على ما تركته قريش، وجعل لها بابين، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه.
وفي سنة 74ه في عهد عبدالملك بن مروان، حاصر الحجاج مكة المكرمة ،وكتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أسس نظر إليه العدول من أهل مكة، يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي بنته قريش، فنقض البناء من جهة الحجر، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير، وأعاده إلى بناء قريش.
واتفق المؤرخون على أن الكعبة المشرفة بقيت على بناء عبدالملك بن مروان ولم تحتج إلى بناء جديد، ولم يصبها وهن ولا خراب في الجدران، وكل ما احتاجت إنما هو ترميمات وإصلاحات حتى عام 1040ه، وسبب ذلك أنه نزل بمكة في صباح يوم الأربعاء 19 شعبان سنة 1039ه مطر غزير، واستمر إلى آخر النهار، جرى منه سيل كثير دخل المسجد الحرام والكعبة المشرفة، ووصل إلى نصف جدارها، وفي آخر النهار سقط الجدار الشامي من الكعبة، وبعض الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، ولما تسرب الماء نظفت الكعبة والمسجد الحرام من الطين ومخلفات السيل، وكتب في ذلك إلى العلماء والأمراء، فاتفق الرأي على هدم ما بقي من الجدران، فأمر السلطان مرادخان بهدم ما بقي من جدران الكعبة لتداعيها، فشرع في الهدم وتلاه البناء والتعمير، وتم الانتهاء من بنائها في 2 ذي الحجة سنة 1040ه.
ولم تحتج الكعبة بعد ذلك إلى إعادة بناء، وإنما هي ترميمات وإصلاحات في أوقات مختلفة، حتى كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله -عندما لوحظ بعض التلف في بعض أجزاء الكعبة المشرفة المصنوعة من الخشب، وكان السقف أكثر تعرضًا للتلف من غيره وكذلك الأعمدة الخشبية، فخيف على الكعبة من هذا الضعف والتآكل.
فأمر- رحمه الله- بترميم الكعبة المشرفة ترميمًا كاملاً شاملاً من داخلها وخارجها على أحسن وجه، وبدئ العمل في شهر محرم عام 1417ه وانتهي منه في نفس السنة في شهر جمادى الآخرة، فآلت إلى أحسن حال بعد ترميمها والحمد لله رب العالمين.
وتفاوت المؤرخون في ذكر أبعاد الكعبة، وهو اختلاف طبيعي ناشئ من اختلاف الأذرع، وما بين ذراع اليد وذراع الحديد من فرق، وهما يتفاوتان، فقد جاء في كتاب تاريخ الكعبة المعظمة أن ذراع اليد يتراوح ما بين (46-50) سم، وذراع الحديد (56.5) سم، بينما ذكر أخيرًا أن ذراع اليد (48) سم، وعلى هذا فإن الحديث عن أبعاد الكعبة بمقياس الأذرع في العصر الحاضر لا يعطي دقة في التعرف على هذه الأبعاد، بل يؤدي إلى حيرة، وذلك لأن المتر وأجزاءه هو لغة القياس المفهوم في العصر الحاضر.
وذرعت الكعبة بذراع العصر الحديث عند القيام بالتوسعة السعودية الأولى، فكان مساحتها عند قاعدتها (145مترًا)، ويبلغ مساحة الحطيم بما فيها الجدار بالحطيم (94 متر مربع).
وآخر ذرع للكعبة قام به مركز أبحاث الحج في جامعة أم القرى، كان من «الركن الأسود إلى الركن الشامي 11.68م، وفيه باب الكعبة، ومن الركن اليماني إلى الركن الغربي 12.04م، ومن ركن الحجر الأسود إلى الركن اليماني 10.18م، ومن الركن الشامي إلى الركن الغربي 9.90م».
وأما أذرع الكعبة من داخلها، فقد قام المؤرخ باسلامة بذرعها بنفسه سنة 1352ه فقال: «كان طولها من وسط الجدار اليماني إلى وسط الجدار الشامي 10.15م، ومن وسط جدارها الشرقي إلى وسط جدارها الغربي 8.10م».
أما صفة الكعبة المشرفة من داخلها فهو «في الركن الشامي على يمين الداخل إلى الكعبة المشرفة يوجد بناء الدرج المؤدي إلى السطح، وهو عبارة عن بناء مستطيل شكله كالغرفة المسدودة بدون نوافذ، ضلعاها الشرقي والشمالي من أصل جدار الكعبة المشرفة، وتحجب في داخلها الدرج، ولها باب عليه قفل خاص وعليه ستارة حريرية جميلة مكتوب عليها ومنقوشة بالذهب والفضة».
وعرض الجدار الجنوبي للدرج الذي فيه بابها 225سم، وعرض الجدار الغربي 150سم، وإذا صعد الإنسان من الدرج إلى السطح فقبل وصوله إلى السطح بنحو قامة يرى أمامه بابًا صغيرًا وعن يساره بابًا مثله، وكلاهما يدخل إلى ما بين سقفي الكعبة المشرفة، ومسافة ما بين السقفين 120سم، وينتهي الدرج عند السطح بروزنة (منور) مغطاة بغطاء محكم منعًا لدخول المطر، ويرفع الغطاء عند الصعود إلى السطح.
وفي داخل الكعبة أعمدة خشبية ثلاثة تحمل سقف الكعبة المشرفة، وهي من أقوى أنواع الأخشاب التي لا يعرف مثلها، وهي من وضع عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أي أن عمرها أكثر من 1350عامًا، وهي بنية اللون تميل إلى السواد قليلاً، ومحيط كل عمود منها 150سم تقريبًا، وبقطر 44سم، ولكل منها قاعدة مربعة خشبية منقوشة بالحفر على الخشب، ويوجد بين الأعمدة الثلاثة مداد معلق فيه بعض هدايا الكعبة المشرفة، ويمتد على الأعمدة الثلاثة حامل يمتد طرفاه إلى داخل الجدارين الشمالي والجنوبي.
والأعمدة الثلاثة مرتفعة إلى السقف الأول الذي يلي الكعبة المشرفة ولا تنفذ من هذا السقف إلى السقف الأعلى الذي يلي السماء، ولكن جعلت عدة أخشاب بعضها فوق بعض على رؤوس هذه الأعمدة الثلاثة من داخل السقفين إلى أن تصل إلى السقف الأعلى، فتكون هذه الأعمدة الثلاثة بهذه الصفة حاملة للسقفين المذكورين، ويوجد في كل عمود ثلاثة أطواق للتقوية.
أما أرض الكعبة المشرفة فهي مفروشة بالرخام وأغلبه من النوع الأبيض والباقي ملون. وجدار الكعبة المشرفة من داخلها مؤزر برخام ملون ومزركش بنقوش لطيفة، وتغطى الكعبة المشرفة من الداخل بستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان وبعض أسماء الله الحسنى على شكل 8 ثمانية أو 7 سبعة متكررة، وكسي بهذه الستارة سقف الكعبة المشرفة أيضًا.
ويوجد داخل الكعبة المشرفة تسعة أحجار من الرخام مكتوبة بالخط الثلث بالحفر على الحجر، إلا حجرًا واحدًا فإنه مكتوب بالخط الكوفي البارز، وحروف الكلمات على هذه اللوحة تتكون من قطع من الرخام الملون الثمين، ملصقة بعضها إلى جانب بعض على قاعدة الخط الكوفي المربع، وكل هذه الأحجار مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة، وفي الحائط الشرقي وبين باب الكعبة المشرفة وباب التوبة وضعت وثيقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله -، محفورة على لوح رخام تشير إلى تاريخ ترميمه الشامل لبناء الكعبة المشرفة، وبذلك صار عدد الأحجار المكتوبة في باطن الكعبة المشرفة عشرة أحجار كلها من الرخام الأبيض، وكل هذه الرخامات مرتفعة عن رخام أرض الكعبة بمقدار 144سم ماعدا الحجر الموضوع فوق عقد باب الكعبة المشرفة من الداخل فإنه يرتفع بأكثر من مترين.
ومن المعلوم أن سدانة البيت حق شرعي ثابت لآل الشيبي منذ أن قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: (خذوها يا بني أبي طلحة، خذوا ما أعطاكم الله ورسوله تالدة خالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم)، فهم الذين يحتفظون بمفتاح باب الكعبة المشرفة، ويفتحونها عند الحاجة إلى فتحها، وقد جرت العادة منذ عصور الإسلام الأولى أن تفتح الكعبة في مناسبات مختلفة، وفي العصر الحالي نجد أن الكعبة المشرفة تفتح في بعض المناسبات.
تفتح الكعبة لغسلها من الداخل، حيث إنها في الوقت الحاضر تُغسل من الداخل مرة واحدة في العام في الخامس عشر من شهر محرم في كل عام وذلك مراعاة للمشاريع القائمة والتوسعات المباركة وحفاظاً على سلامة رواد بيت الله الحرام والتيسير عليهم في أداء نسكهم وعبادتهم، ويقوم بهذا الشرف العظيم خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه، بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ونائبه لشؤون المسجد الحرام وعدد من سفراء الدول الإسلامية، ورؤساء بعثات الحج وغيرهم من كبار المسؤولين، فيتشرفون بغسلها، ومسح جدرانها بماء زمزم المعطر بالند والعود وعطر الورد، حتى إذا تم ذلك صلوا إلى جدرانها، ثم دعوا حامدين شاكرين الله رب العالمين.
ومن الملامح المهمة التي تلازم الكعبة المشرفة، بل ربما يصح لنا أن نقول عناصر الكعبة المشرفة «باب الكعبة، قفل ومفتاح باب الكعبة، الحجر الأسود، الركن اليماني، الحجر، الميزاب، الملتزم، الكسوة، سدنة الكعبة، الشاذروان».
عناصر البيت العتيق:
لكل بيت عناصر ومكونات، وبيت الله أهم وأقدس البيوت قاطبة في الدنيا كلها، ومفرداته لها قيمتها الدينية والتاريخية، وهي أجزاء من بيت الله، وفي حرم الله الآمن، وسنتناول هذه العناصر باختصار غير مخل.
الحجر الأسود:
لما بنى إبراهيم وإسماعيل عليها السلام القواعد من البيت، ليبلغا الركن، قال إبراهيم لابنه إسماعيل: يا بني اطلب لي حجراً حسناً أضعه هنا، قال: يا أبت إني كسلان لغب، قال على ذلك فانطلق يطلب له حجراً، وجاءه جبريل بالحجر الأسود من الهند، وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة، وكان آدم قد هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس، فجاءه إسماعيل بحجر فوجده عند الركن، قال: يا أبت من جاءك بهذا، قال: جاء به من هو أنشط منك، فبنيا عليه، وهما يدعوان الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه فقال: ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [البقرة:127].
وقد وردت أحاديث صحيحة في السنن، قال عليه الصلاة والسلام: {كان أشد بياضاً من اللبن، وإنما سودته خطايا ابن آدم}.
وفي حديث أبي جهم أن الحجر الأسود نزل قبل إبراهيم، ثم رفع إلى السماء حين غرقت الأرض، ثم جاء به جبريل حين بناء إبراهيم نقله الحافظ ابن حجر في شرح صحيح البخاري، ورغم الخلاف على المكان الذي كان به الحجر، هل هو الهند، أو في السماء، أو جبل أبي قبيس، إلا أن الكل متفقون على أن الحجر من الجنة.
والحجر الأسود يقع في ركن الكعبة الشرقي، وارتفاعه من أرض المطاف متر واحد ونصف المتر، ولا يمكن وصفه الآن، لأن الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة، وأما باقيه فإنه داخل في بناء الكعبة المشرفة، وممن رآه ابن علان أثناء بناء الكعبة زمن السلطان مراد عام 1040ه قال: وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل، وعرضه ثلث ذراع، وسمكه أربعة قراريط، والسواد هو على الظاهر من الحجر أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض.
وقد مر على الحجر الأسود حوادث كثيرة، أولها ما ذكره ابن إسحاق، أنه عندما أخرجت جرهم من مكة، خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة والحجر، فدفنهما في زمزم وانطلق، وهناك اختلاف في مكان الدفن، غير أن امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه، ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي إلى بناء عبدالله بن الزبير، وهو أول من ربط الركن الأسود بالفضة عندما تعرض وتصدع من الأحداث التي جرت، وأضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس، ثم أفرغ عليه الفضة، وقد وقع حادث عليه في آخر شهر محرم عام 1351ه، عندما اقتلعت قطعة من الحجر الأسود، وعمل الأخصائيون مركباً كيماوياً مضافاً إليه المسك والعنبر، وبعد أن تم تركيب المركب الكيماوي، أخذ الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها في محلها تيمناً.
ولعل أفظع ما مر على الحجر الأسود حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه نحو اثنتين وعشرين سنة، ورد إلى موضعه سنة (339ه).
ومن أمام الحجر الأسود يتم البدء في الطواف بالكعبة.
الركن اليماني:
هو ركن الكعبة المشرفة، وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف، وبينهما يدعو الطائف اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وفضائل هذا المكان عظيمة، ومزاياه جليلة، وأعظم فضيلة له هي أن المصطفى صلى الله عليه وسلم استلمه بيده الشريفة، وكان يفعل ذلك كثيراً فصارت سنة نبوية ثابتة مشروعة.
ومن فضائله- والركن الأسود- أنهما على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم عليه السلام.
حجر إسماعيل:
حجر إسماعيل عليه السلام فهو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة، وهو على شكل نصف دائرة، وقد جعله إبراهيم عليه السلام عريشاً إلى جانب الكعبة، وهذه الرواية تدل على أن الحجر لم يكن من البيت المعظم، وإنما كان خارجاً منه، غير أنه لما بنت قريش الكعبة أنقصت من جانبها الشمالي ستة أذرعاً وشبراً على أشهر الروايات الصحيحة، وأدخلته في حجر إسماعيل. ويسمى الحجر أيضاً الحطيم، وقد ذكر ابن الأثير في النهاية أن موضعين سميا بالحطيم، قال: سمي حطيم مكة وهو ما بين الركن والباب، أي الملتزم، وقيل: هو الحجر المخرج من الكعبة، سمي به لأن البيت رفع وترك هو محطوماً.
وروى الأزرقي قال: الحطيم ما بين الركن الأسود والمقام وزمزم، والحجر سمي حطيماً لأن الناس يزدحمون على الدعاء فيه ويحطم بعضهم بعضاً، والدعاء فيه مستجاب.
شاذروان الكعبة:
وهو البناء المحاط بأسفل جدار الكعبة مما يلي ارض المطاف من جهاتها الثلاث: الشرقية، والغربية، والجنوبية، وهو بناء مسنم بأحجار الرخام والمرمر، أما الجهة الشمالية فليس فيها شاذروان، وإنما هو بناء بسيط ارتفاعه أربعة قراريط عن حجر إسماعيل، وهو من الحجر الصوان، من نوع الحجر الذي بنيت به الكعبة المعظمة.
وحقيقة الشاذروان هو من أصل جدار الكعبة المعظمة حينما كانت على قواعد إبراهيم، وقد انتقصته قريش من عرض أساس جدار الكعبة المعظمة، حين ظهر على وجه الأرض كما هي العادة في البناء.
قال الأزرقي في تاريخه: وعدد حجارة الشاذروان التي حول الكعبة ثمانية وستون حجراً في ثلاثة وجوه من ذلك من حد الركن الغربي إلى الركن اليماني خمسة وعشرون حجراً، منها طول ثلاثة أذرع ونصف وهو عتبة الباب الذي سد في ظهر الكعبة، وبينه وبين الركن اليماني أربعة أذرع، وفي الركن اليماني حجر مدور، وبين الركن اليماني والركن الأسود تسعة عشر حجراً، ومن حد الشاذروان إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعاً ليس فيه شاذروان، ومن حد الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود ثلاثة وعشرون حجراً، ومن حد الشاذروان الذي يلي الملتزم إلى الركن الذي يلي الحجر الأسود ذراعان ليس فيها شاذروان وهو الملتزم، وطول الشاذروان في السماء ستة عشر إصبعاً.
الملتزم:
الملتزم هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وسمي بالملتزم لأن الناس بلزمونه ويدعون عنده، وفضله عظيم، ولذلك ثبت أنه من المواطن التي يستجاب فيها الدعاء، وقال عبدالله بن عمرو بن العاص: {وقد التزم بين الباب والحجر، هذا والله المكان الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم التزمه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء ما دعا الله فيه عبددعوة إلا استجابها}.
ميزاب الكعبة:
وأول من وضع ميزاباً للكعبة قريش حين بنتها سنة 35 من ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت قبل ذلك بلا سقف،ثم لما بناها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه الله عنهما وضع لها ميزاباً وجعل مصبه على حجر إسماعيل كما فعلت قريش.
وقال الأزرقي: وذرع طول الميزاب أربعة اذرع، وسعته ثمانية أصابع في ارتفاع مثلها، والميزاب ملبس صفائح ذهب داخله وخارجه، وكان الذي جعل عليه الذهب الوليد بن عبدالملك.
وقد وقع تغيير وتبديل في ميزاب الكعبة، وذلك لسببين:
أحدهما كان إذا اعتراه خراب عمل غيره.
والثاني: كان بعض الملوك أو الأغنياء من عظماء المسلمين يهدي الكعبة المشرفة ميزاباً فيركب في الكعبة وينزع الذي قبله.
وقد عمل السلطان عبدالمجيد خان ميزاباً صنع بالقسطنطينية عام 1276ه، وركب في نفس السنة وهو مصفح بالذهب نحو خمسين رطلاً.
قلت وهو آخر ميزاب، وهو الموجود الآن بالكعبة المشرفة.
باب الكعبة:
اختلف الرواة في أول من عمل للكعبة المعظمة باباً، فمنهم من قال له مصراعين وقفلاً، والقول الثالث: إن أول من وضع باباً على الكعبة المعظمة تبع الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد، وهذا القول رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق المطلبي، ورواه الأزرقي في تاريخ مكة.
ولما عمرته قريش جعلت له باباً بمصراعين، وكان طوله أحد عشر ذراعاً، وكذلك ابن الزبير، فلما كان الحجاج عمل له باباً طوله ستة أذرع وشبر، وذلك أن الحجاج رفع باب الكعبة عما كان عليه في بناء ابن الزبير، لذلك صار طول الباب الذي عمله على قدر الفتحة.
وفي العهد السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وقد كان عام 1363ه، 1944م، حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك (2.5)سم، وارتفاعه (3.10) أمتار، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين الباب بأسماء الله الحسنى، وقد صنعه شيخ الصاغة.
أما الباب الثاني فقد أمر بصنعه الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقد برزت الفكرة عندما لاحظ الملك خالد عام 1397ه- 17977م قدم الباب عندما صلى في جوف الكعبة، ورأى آثار خدوش في الباب، فأصدر توجيهاته فوراً بصنع باب جديد، وباب التوبة من الذهب الخالص، وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (كان ولياً للعهد آنذاك) على أن يظهر العمل الجليل هذا بالصورة التي تتمناها نفس كل مسلم أثرها البالغ في ظهور الصورة الأخيرة التي برز بها الباب، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حين ذاك بزيارة مقر العمل، وكان لهذه الزيارة الكريمة أثرها الفعال في دفع طاقة العمل والانطلاق به، وقد انتهينا من العمل قبل الموعد المحدد.
وقد تكلفت صناعة البابين- باب الكعبة- وباب التوبة- (13.420.000) من الريالات، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها مائتين وثمانين كيلوا جراماً، وكان الذهب عيار (9.999%)، واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398ه، اثني عشر شهراً، وقد أقيمت ورشة خاصة لصناعته.
من جانبها أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن موعد تغيير كسوة الكعبة سيكون يوم الخميس المقبل الموافق ليوم عرفة حيث يقوم يقوم 160 فنياً وصانعاً باستبدال كسوة جديدة، بكسوة الكعبة المشرفة القديمة، جرياً على العادة في مثل هذا اليوم من كل عام.
من جهته، أكد رئيس شؤون الحرمين الدكتور عبدالرحمن السديس حرص الدولة على توفير إمكانات مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة وخدمتها، وقال إن «حكومة خادم الحرمين الشريفين دائماً ما تسخر كل الإمكانات في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، واهتمامها وحرصها على الكعبة المشرفة إنما هو نهج يسير عليه كل من تولى قيادة هذا البلد المعطاء، وأنهم يسعون جاهدين لتحقيق المرجو منهم في سبيل الظهور بأبهى الصور خلال موسم الحج من كل عام»، سائلاً الله أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ ولاة أمرها، ويجزيهم خير الجزاء على ما يولونه من اهتمام لبيوت الله وخدمة قاصدي الحرمين الشريفين من الزوار والمعتمرين والحجاج.
من جانبه، أوضح وكيل «شؤون المسجد الحرام» أحمد المنصوري، أنه «سيتم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم، ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإسقاط الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يسقط الجنب القديم من أسفل ويبقى الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب، وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بنحو 3.30 متر عرضاً حتى نهاية الثوب، ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب».
وأشار إلى أنه يعمل في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة قرابة 200 صانع وإداري، وجميعهم من المواطنين السعوديين المدربين والمؤهلين والمتخصصين، ويضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 متراً وتعمل بنظام الحاسب الآلي، مبيناً أن «الكسوة تستهلك نحو 670 كيلوغراماً من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود و120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة».
وأضاف المنصوري: «تتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد)»، لافتاً إلى أن «عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.