قالت الدكتورة أماني أبوزيد، مفوض البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي، إن السلطات الوطنية والمحلية في جميع الدول الأفريقية اتخذت منذ الأيام الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية بأن فيروس «كورونا» أصبح وباءً عالميًا، عددًا من الإجراءات والتدابير الاحترازية للسيطرة ومنع انتشاره، وعلى رأسها تطبيق حظر التجوال والحجر الصحي، وتقليل أعداد العاملين في مناطق العمل، إضافة إلى إغلاق الحدود وإيقاف حركة الطيران الدولي والمحلي. وأضافت «أبو زيد»، خلال مشاركتها في الجلسة رفيعة المستوى التي دعا لها رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية، لويس ألبرتو مورينو، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» والتى تركزت على تأثير جائحة «كورونا» على النقل والسلامة على الطرق، أن السلامة على الطرق ترتبط عادة بمفهوم الحد من الحوادث والإصابات الناتجة عنها، إلّا أن هذا الوباء لفت الانتباه بشكل متزايد إلى نوع آخر من المخاطر؛ وهو إمكانية نشر العدوى، لافتة إلى أن النقل والتنقل أصبحا مرتبطين بالانتشار المحتمل للفيروس، خاصة في المواقف التي يكون فيها النقل الجماعي مرادفًا للمساحات المغلقة والتجمعات الكبيرة من الناس، إذ إن هذا هو التحدي الأكثر إلحاحًا الذي تواجهه أنظمة النقل منذ بدء تفشى العدوى. وأشارت «أبو زيد» إلى أن مُشغلي النقل الجماعي بالقارة السمراء اتخذوا إجراءات سريعة وعاجلة لحماية العاملين بقطاع النقل كافة، وتطهير المركبات، والعمل على المباعدة بين الركاب لحمايتهم، كما دعا الوزراء النقل الأفارقة في اجتماع دعت إليه مفوضة البنية التحتية والطاقة، جميع الدول، إلى الامتثال لتوجيهات ونصائح منظمة الصحة العالمية والمركز الإفريقى لمكافحة الأمراض للوقاية والعمل على وقف انتشار الفيروس، وعلى رأسها التحكم في درجة الحرارة، والالتزام بالحد الأدنى من المسافة بين الركاب، والمداومة على غسل اليدين وارتداء الأقنعة، منوهة بأنه لم تطرأ أي زيادات في أسعار تذاكر وسائل النقل الجماعي في دول أفريقيا، رغم قلة الإيرادات، وذلك بفضل دعم الحكومات لهذا القطاع الحيوى والهام. وخلال الجلسة التي شارك فيها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة الطرقية، جان تود، ووزيرة النقل في شيلى، جلوريا هوت، وعمدة بوينس آيرس بالأرجنتين، هوراسيو رودريجيز لاريتا، ونائب عمدة باريس، باتريك كلوجمان، ورائد الفورمولا 1، فيليب ماسا، وتابعها عبر الإنترنت أكثر من 900 مشارك، كشفت «أماني» أنه من الملاحظ انخفاض معدلات حوادث الطرق والوفيات الناتجة عنها بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفي بعض الحالات وصلت نسبة انخفاض حوادث الطرق إلى 70%. أردفت: «يمكن القول إنه رغم أن الوباء كان له تأثير سلبى على العديد من القطاعات الحيوية والاقتصادية في دول العالم كله، إلّا أنه كان له الأثر الإيجابي للغاية بالنسبة للسلامة على الطرق، إذ إن إفريقيا تسجل أعلى معدلات خطورة الطرق بمعدل 292 ألف حالة وفاة سنويًا، وهو ما يعادل نسبته 26.6 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة من سكان القارة.. فمعدل وفيات الطرق في إفريقيا هو الأعلى في العالم وما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل أوروبا، وهو الأقل في العالم». بدوره، قال عمدة «بوينوس أيرس»، واحدة من كبريات مدن العالم وأهم المدن بأمريكا الجنوبية، إنه تم خلال الأسابيع الماضية توسعة الأرصفة وإضافة شوارع للمشاة فقط، بما يزيد على 30٪ عما سبق، كما تم عمل ممرات إضافية للدراجات ضعف ما هو موجود بالفعل، لافتًا إلى أن المدينة استفادت بدعم من بنك البلدان الأمريكية للتنمية، لاستخدام التقنيات الرقمية وإدارة المرافق والطرق بالمدينة والسماح للسلطات بمراقبة الطرق بشكل لحظى للحد من الحوادث والكشف عن أي تكدس للمواطنين.
