أكدت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي، أن السلطات الوطنية والمحلية في كافة الدول الأفريقية اتخذت منذ الأيام الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية عن جائحة كورونا وباءًا عالميا عددًا من التدابير الاحترازية للسيطرة ومنع انتشار فيروس كورونا، موضحة أنه على رأس تلك التدابير تطبيق حظر التجوال والحجر الصحي وتقليل أعداد العاملين في مناطق العمل إضافة إلى إغلاق الحدود وإيقاف حركة الطيران الدولي والمحلي. جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة أماني أبو زيد في الجلسة رفيعة المستوى التي دعا لها لويس البرتو مورينو، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية Inter American Bank عبر تقنية " الفيديو كونفرانس " والتي تركزت على تأثير جائحة كورونا على النقل والسلامة على الطرق. وشارك في الجلسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة الطرقية، السيد جان تود، ووزيرة النقل في شيلي، السيدة جلوريا هوت، وعمدة بوينس آيرس (الأرجنتين)، السيد هوراسيو رودريجيز لاريتا، ونائب عمدة باريس (فرنسا)، السيد باتريك كلوجمان، ورائد الفورمولا 1، السيد فيليب ماسا وتابع الجلسة عبر الإنترنت أكثر من 900 مشارك. وقالت الدكتورة أماني أبو زيد: إن السلامة على الطرق ترتبط عادة بمفهوم الحد من الحوادث والإصابات الناتجة عنها، مضيفة إلا أن وباء كورونا لفت الانتباه بشكل متزايد إلى نوع آخر من المخاطر وهو إمكانية نشر العدوى. وأشارت مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي، إلى أن النقل والتنقل أصبحا مرتبطين بالانتشار المحتمل للفيروس، خاصة في المواقف التي يكون فيها النقل الجماعي مرادفًا للمساحات المغلقة والتجمعات الكبيرة من الناس. واعتبرت الدكتورة أماني أبو زيد أن هذا هو التحدي الأكثر إلحاحًا الذي تواجه أنظمة النقل منذ بدء تفشي الفيروس. وقالت: "لذا قام مشغلو النقل الجماعي بالقارة الأفريقية باتخاذ إجراءات سريعة لحماية العاملين بقطاع النقل وتطهير المركبات والعمل على المباعدة بين الركاب لحمايتهم". وأضافت "كما دعا الوزراء النقل الأفارقة في اجتماع دعت اليه مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي جميع الدول إلى الامتثال لتوجيهات ونصائح منظمة الصحة العالمية والمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض للوقاية والعمل على وقف انتشار الفيروس، على رأس هذه التعليمات والنصائح التحكم في درجة الحرارة والالتزام بالحد الأدنى من المسافة بين الركاب والمداومة على غسل اليدين وارتداء الأقنعة". وأوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أنه لم تطرأ أية زيادات في أسعار تذاكر وسائل النقل الجماعي في الدول الأفريقية وذلك رغم قلة الإيرادات وذلك بفضل دعم الحكومات الأفريقية لهذا القطاع الحيوي والهام. وكشفت مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي خلال الجلسة عن أنه من الملاحظ انخفاض معدلات حوادث الطرق والوفيات الناتجة عنها بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وفي بعض الحالات وصلت نسبة انخفاض حوادث الطرق إلى 70 ٪. وقالت الدكتورة أماني أبو زيد: "إنه يمكن القول أنه على الرغم من أن الوباء كان له تأثير سلبي على العديد من القطاعات الحيوية والاقتصادية في دول العالم كله، إلا أنه كان له تأثير إيجابي للغاية بالنسبة للسلامة على الطرق". وأكدت على أهمية هذا الأمر حيث إن أفريقيا تسجل أعلى معدلات خطورة الطرق بمعدل 292000 حالة وفاة سنويا، أي ما يعادل نسبته 26.6 حالة وفاة لكل 100.000 نسمة من السكان في القارة. وقالت الدكتورة أماني أبو زيد: "إن معدل وفيات الطرق في أفريقيا هو الأعلى في العالم وما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل أوروبا، وهو الأقل في العالم". وأكدت مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي على أهمية تعلم الدروس للمستقبل، والدرس الأول أن الإقلال من الحاجة للخروج والتنقل تقلل من ازدحام الطرق والتكدس وبالتالي تقلل من التعرض للحوادث، وذلك هو ما يتحيه بشكل كبير رقمنة الخدمات الحكومية والمالية والمنصات والتطبيقات الإلكترونية. وقالت أبو زيد "لذا باتت الرقمنة مطلبا أساسيا ليس فقط بغرض التحديث وتسهيل الحصول على الخدمات ولكن أيضا للسلامة الصحية والحد من مخاطر الطرق والحوادث". وذكرت مفوضة الاتحاد الأفريقي أن هذه هي منهجية الإستراتيجية الأفريقية للتحول الرقمي معناها الكامل، وتمكن هذه الإستراتيجية الأفريقية كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الاستفادة من التقنية الرقمية. و أضافت دكتورة أماني أبوزيد: أن الدرس الثاني والكبير هو الاستفادة من فترات الحظر أثناء الجائحة لتنظيف وتطوير الطرق بما يعطي مساحات أكبر للأرصفة وممرات المشاة والدراجات الهوائية وزيادة المساحات الخضراء وازالة الإشغالات العشوائية من الطرق بما يتيح سيرا آمنا وصحيأً للمواطنين و أوضحت مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي أن أفريقيا هي القارة الأسرع القارة الأسرع تمدنا في العالم وانتقال السكان من الريف إلى المدن، وقالت " لذا لا بد من اعادة النظر في أسلوب تخطيط المدن الجديدة في القارة ومراجعة تصميم الطرق لتتوافر بها عوامل الصحة والأمان ونظافة البيئة وأن يكون تصميم المدن محوره راحة وأمان الإنسان والطفل أولا. ومن جانبه شرح عمدة بوينوس أيرس— واحدة من كبريات مدن العالم ومن أهم المدن بأمريكا الجنوبية - أنه تم خلال الأسابيع الماضية توسعة الأرصفة وإضافة شوارع للمشاة فقط بما يزيد على 30٪ عما سبق كما تمت عمل ممرات إضافية للدراجات ضعف ما هو موجود بالفعل. وأوضح أن المدينة استفادت بدعم من بنك البلدان الأمريكية للتنمية وذلك لاستخدام التقنيات الرقمية لإدارة المرافق والطرق بالمدينة والسماح للسلطات بمراقبة الطرق بشكل لحظي للحد من الحوادث والكشف عن أي تكدس للمواطنين.