أوضح الكاتب الصحفي روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الشرق الأوسط لن يعود كما كان قبل الثورات العربية، موضحا أن الفلسطينيين «لن يحصلوا على استقلال دولتهم هذا الأسبوع»، في إشارة إلى توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف أن السلطة الفلسطينية لو حصلت على أصوات كافية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتخلى محمود عباس عن «التذلل أمام القوة الأمريكية- الإسرائيلية»، يمكنها أن تثبت للعالم أنها تستحق دولة فلسطينية مستقلة. وأكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لن تستطيعا بعد ذلك أن تتدخل في الشأن العربي أو أن يعود ليأتمر بأمرهما. وقال فيسك إن الولاياتالمتحدة فقدت «سوقها» في الشرق الأوسط، وكل الحديث عن «عملية السلام» و«خارطة الطريق» و«اتفاقية أوسلو» أصبح جزءًا من الماضي. كما أشار إلى أنه يعتقد شخصيا أن «فلسطين» دولة خيالية، مستحيلة التطبيق بعد أن سرق الإسرائيليون كل أرض العرب من أجل مشاريع استعمارية، ضاربا بالضفة الغربية مثالا على ذلك. ولفت الكاتب إلى أن التصويت على الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة سواء في الجمعية العمومية أو مجلس الأمن سوف يفتت الغرب، ويقسم الأمريكيين عن الأوروبيين، كما سيقسم بين العرب والإدارة الأمريكية، وسيفجر الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي، فرنسا وألمانيا على وجه التحديد، وبالطبع بين الإسرائيليين والاتحاد الأوروبي. وقال إن الحكومة الإسرائيلية أدت إلى نشر الذعر بين الإسرائيليين بسبب الخوف من الديمقراطية المحتملة في مصر وتونس، وهو نفس الموقف الذي تتخذه المملكة السعودية، كما أن رفضها الاعتذار إلى تركيا أو مصر بسبب قتل مواطنين أدى إلى عزلتها إقليميا، لكن سؤال ما إذا كان لدولة إسرائيل الحق في الوجود أصبح «فخ من الماضي» الآن، ولا جدوى من طرحه لأنها موجودة بالفعل. واختتم بأن الثورات العربية في الشرق الأوسط أدت إلى سقوط إمبراطورية بأكملها؛ إمبراطورية تدخل الإدارة الأمريكية وفرض إرادتها على العالم العربي، ملمحا إلى أن فشل واشنطن في مواجهة إسرائيل وفرض سلام عادل في فلسطين، وسكوت الشعوب العربية على الحكام الديكتاتوريين لفترة طويلة، هو الذي جعل «الدولة الفلسطينية» مستحيلة الآن.