فى البدء أستأذنك أن أطل عليك كل صباح.. وهواستئذان واجب، لكن الأكثر وجوباً منه أن أعاهدك أن أجتهد قدر استطاعتى حتى تجد فى هذه المساحة بعضاً مما يهمك، وبعضاً مما يعبر عنك، وبعضاً مما يمكن أن يحفزك على تفكير مختلف، وبعضاً مما يختلف معك ومع نظرتك النمطية لطبيعة الأشياء. أعاهدك ألا ألجأ لتجريح أحد أوسبه، وألا أكون لعاناً ولا فاحشاً ولا بذيئاً، وألا أخدش حياءك بلفظ جارح أوكلمة نابية، وأن أبتعد عن الألفاظ غير اللائقة حتى لولم يعاقب عليها القانون. أعاهدك أن أبتعد عن ترديد كلمات ومعانى التخوين والتكفير والعمالة، وألا أضع المختلفين معى فى الرأى فى معسكر أعداء، وأن أحترم وجهات النظر المخالفة وأن أتعرض لها عند الضرورة بالنقد اللازم دون إغفال تقدير أصحابها. أعاهدك أن أبتعد تماماً عن أى قضية يكون فى طرحها تحقيق لمصلحة خاصة، أوتهدف إلى الضغط من أجل الحصول على ميزة أومكسب، كما أعاهدك أن أتجنب «الإفراط» فى مديح أى شخص مهما كانت درجة إعجابى به، خاصة إذا كانت هناك مصالح خاصة تربط بيننا. أعاهدك بالالتزام بالدفاع عن حرية الرأى والتعبير والانتصار لكل من يتعرض لمكروه بسبب ما يكتب أويعتقد حتى لوكان هناك خلاف بينى وبينه. أعاهدك أن أدقق فيما أقدمه لك من معلومات، وأن أحترم حق الرد، كما أعاهدك بالالتزام بتصحيح وتعديل المعلومات التى أنشرها مغلوطة أوغير دقيقة.. وألا أخجل من الاعتذار. أعاهدك بالابتعاد عن سوء النية فى التفسير، والافتراء، والاتهامات دون سند أودليل، وأن احترام الخصوصية وقداسة الحياة الخاصة للناس كونها لا تخدم قضية عامة تهم المجتمع. أعاهدك أن أتجنب الترويج لأى دعوة مبنية على أساس عنصرى «دينى، خلقى، جنسى، فئوى، طبقى»، وألا أسخر من اعتقاد أحد، أولونه أوملامحه الجسدية. أعاهدك أن أحترم الرموز فى اللغة واللهجة دون أن يمثل ذلك حظراً على انتقاد سياسات وأفكار وأفعال أى أحد مهما كان، كما أعاهدك على أن أحترم القيم الدينية والعقائد دون أن يكون ذلك حظراً على تناول القيادات الدينية بنقد لا يغفل احترامهم. أعاهدك بالابتعاد عن تجريح أحد من أعضاء الأسرة الصحفية تلميحاً أوتصريحاً دون أن يكون ذلك حظراً على انتقاد أفكارهم ورؤاهم وإثراء الحوار حول ما يطرحون من وجهات نظر قد تستحق اتفاقاً وقد تستحق اختلافاً. أعاهدك أن أغضب من أجلك، وفى الوقت نفسه لا أنساق وراء غضبتك إذا وجدتها مبنية على أساس عاطفى مجاف للحقيقة، وأن أصارحك بشجاعة، وأن أدعمك وأتفاعل مع دعمك، وأحترم اختلافك، وأقدر صبرك، وأستمد منك شرعية الاستمرار. أعاهدك أن أحافظ مخلصاً على العهد الذى بينى وبينك.. والله على ما أقول شهيد. [email protected]