تونس: الآلاف يتظاهرون في العاصمة ضد التطرف الدينى

فى أول مسيرة تندد بموجة العنف التى اجتاحت تونس بعد الثورة، جاب آلاف التونسيين شوارع العاصمة، الأربعاء، للاحتجاج على حالة الانفلات الأمنى وللمطالبة بنبذ العنف والتطرف الدينى المتنامى فى تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على. وشارك فى المسيرة عدد من الأحزاب المدنية وشخصيات سياسية بارزة من بينها مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل من أجل العمل والحريات، ونجيب الشابى، مؤسس الحزب الديمقراطى التقدمى، وأحمد إبراهيم، الأمين العام لحركة التجديد. ورفع المتظاهرون الذين قدر عددهم بنحو 4 آلاف شعارات تنادى بوقف العنف «تونس تونس حرة والتطرف على بره».
كانت المظاهرات وأعمال الشغب أبرز علامة حتى الآن على التوتر بين التيارات المدنية التونسية والإسلاميين الذين باتوا أكثر جرأة وحضورا منذ الإطاحة ببن على.
وطالب المتظاهرون الحكومة بالمحافظة على موعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسى فى 23 أكتوبر المقبل. ورفعوا لافتات كتب عليها «الشعب يريد إجراء انتخابات» و«لا عنف ولا إرهاب الشعب يريد الانتخاب».
تأتى هذه المسيرة قبل يوم من سلسلة جديدة من المظاهرات دعت لها الصفحات الثورية التونسية على الموقع الاجتماعى «فيس بوك» تحت عنوان «جمعة الصمود». وأكد شباب الثورة فى بيان لهم استعدادهم لتنظيم الاعتصام الثالث فى منطقة القصبة، وحددوا عدداً من المطالب التى ستخرج على أساسها مظاهرات جمعة «الصمود» من ضمنها إعادة هيكلة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة بإقصاء دعاة التطبيع، وإقالة وزيرى العدل والداخلية، واستقلال القضاء ومحاسبة قتلة الشهداء ورموز الفساد والتمسك بموعد الانتخابات فى 23 أكتوبر، بالإضافة إلى إنشاء مجلس أعلى مؤقت للجمهورية التونسية.
وفيما حذرت الصحف التونسية الجمعه من تحول الثورة التونسية إلى «فوضى»، اعتبر مراقبون أن الأحداث الأخيرة تعدّ «هبّة شعبية» أخرى أو «الثورة الثانية» ضد الحكومة لعدم تحقيقها أهم المطالب التى نادت بها الجماهير خلال الثورة.