الظلم ظلمات يوم القيامة، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وفى الحديث القدسى الذى يرويه النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه: «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا».. والآيات التى تحض على العدل كثيرة: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..» و«إن الله يأمر بالعدل والإحسان..» ومع انتشار الفساد فى بلادنا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً انتشر الظلم وساد.. أما فى القطاع الحكومى فقد وصل الظلم إلى منتهاه، أصبح التنكيل الإدارى فى القطاع الحكومى ظاهرة عامة، ورفع المسؤولون بالقطاع الحكومى إلا من رحم الله شعاراً يقول لا للشرفاء.. أهلاً بالمرتشين أهلاً بالغشاشين.. أهلاً بكذابى الزفة وماسحى الجوخ!! يلجأ المسؤولون فى القطاع الحكومى إلى هذا الشعار إما لترسيخ مبدأ أهل الثقة أفضل من أهل الخبرة.. وإما مبدأ نزرع القمح فى سنين يطلع القرع فى «ثوان».. أو لعمل بيزنس وبالتالى يتم إبعاد الشرفاء عن طريق البيزنس، بالطبع خوفاً على أرواحهم من قطار البيزنس السريع، خاصة إذا كان سائقه مسنوداً أو مدعوماً.. وخوفاً عليهم أيضاً من مشاهدة الزور فيحدثون به فيفتضح أمر الرؤساء أو يصمتون فيحاسبهم ربهم!! ونظراً لأن الظلم تحول إلى ظلم مركب، عندما تمنع طبقة الوزراء والمستشارين صرخات المظلومين من الوصول إلى أذن الحاكم، لأسباب منها: أن العين لا تعلو على الحاجب، أو المسؤول الفلانى قريب الوزير الفلانى، أو نظرة التعالى عند الوزراء والمسؤولين الذين يعتقدون أن هؤلاء المرؤوسين من جملة العبيد الذين صرفتهم الدولة لهم ليفعلوا بهم ما يشاؤون، فلا يمكن أن يُنصر مرؤوس على رئيسه أيا كان السبب، حتى لو كان المسؤول يسرق أو يهدر المال العام، لذا فإن إقامة العدل، الذى هو أساس الملك، تتطلب قنوات شرعية سليمة لإيصال صرخات المظلوم إلى من يستطيع إنصافه فى أقصر وقت ممكن، دون اللجوء إلى المحاكم والمحامين والقضاة التى تأخذ سنوات طوالاً لإنصاف المظلوم هذا إذا تم إنصافه أما الظالم ففى الغالب سيكون قد أحيل إلى المعاش وربما أدركته الوفاة!! فأقصى ما يتمناه المظلوم أن ينصفه أحد، أما أن يحاسب الظالم الذى نكل به إدارياً لا لشىء إلا للأسباب سالفة الذكر، فهذا مستحيل «حتى يلج الجمل فى سم الخياط»، لذا فإننى أتوجه باقتراح إلى السيد الرئيس بإنشاء «ديوان المظالم»، على أن يتبع سيادته مباشرة، يكون عيناً وعوناً للعدالة، وتعطى له الصلاحيات التى تمكنه من سرعة البت فى المظالم وتعجيل إنصاف المظلومين، بل حساب الظالمين، على أن يتولى هذا الديوان أحد المسؤولين السابقين المشهود لهم بالعدل والكفاءة وحسن الخلق، سيدى الرئيس: «من أجلك أنت» حتى لا تقف بين يدى الله تحاسب على ملايين المظالم بين العباد لم تسمع عنها شيئاً، ولكن قدرك فأنت «راع» و«كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته»، فلا تصلح دنيا المظالم بفساد آخرتك.. من أجل كل المصريين، من أجل الأجيال الحالية والقادمة، أرجو أن يخرج هذا الاقتراح إلى النور!! مهندس حاسبات [email protected]