كشف تقرير رسمى عن تدهور أحوال ورش صيانة القطارات والعربات بالهيئة، وعددها 22 ورشة على مستوى الجمهورية، وحذر التقرير الذى صدر عن وزارة النقل، من أن استمرار التدهور من شأنه أن يهدد مستقبل الأمن والسلامة بالهيئة ويعرضها لحوادث «كارثية» خلال الفترة المقبلة بسبب سوء حالة الورش، وإجرائها العمرات بشكل بدائى. فيما قال المهندس مصطفى قناوى، رئيس هيئة السكة الحديد إنه لا يعلم شيئا عن هذا التقرير. وقال اللواء مختار عطا، مسؤول التأمين الفنى السابق لوزارة النقل: «أعددت التقرير بتكليف من المهندس علاء فهمى، الوزير السابق، وكشفت فيه عن أن الورش تعانى تدهورا شديدا، وأن خطة تطويره التى أعدتها الوزارة السابقة لاتزال فى الأدراج». واستطرد: لكن المهندس عاطف عبدالحميد، وزير النقل، تجاهل مناقشة التقرير. وأوضح مختار، الذى يعمل فى أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع، أن الوزير أحال التقرير إلى رئيس مجلس إدارة شركة إيرماس فى اجتماع الجمعية العمومية الجديد، دون التطرق لأى بند من بنوده. وذكر أن حوادث السكة الحديد بلغت 800 حادثة عامى 2009 و2010، مقارنة ب1000 حادثة عام 2007، و850 عام 2008، مشيرا إلى أنه يتوقع زيادة معدلات الحوادث فى الفترة المقبلة، لافتا إلى أن أخطر ما كشف عنه التقرير هو أن ورش الهيئة لن تجد خلال السنوات الخمس المقبلة العمالة الماهرة التى تقوم بتسيير السكة الحديد فى الورش والقضبان، بسبب كبر أعمار العمالة الحالية التى تجاوزت سن الخمسين، فى الوقت الذى لا يوجد فيه صف ثان من الشباب، يستطيع القيام بأعمالهم. وأضاف: «عند المرور على 16 ورشة من ورش السكة الحديد من إجمالى 22 ورشة، لاحظت أن أسلوب العمل بالورش تقليدى وروتينى ويعتمد على مهارة العامل وخبرته أولا وأخيرا ولا يستند إلى أساس علمى، وأن العربات المميزة التى يتم إجراء العمرة لها بورش (أبوراضى) لا تتم عودتها إلى أصلها فى بعض الأجزاء لعدم توافرها، مما يؤدى فى المستقبل لتغيير معالمها الأصلية». وتابع: «فى ورش العباسية اكتشفت معدات خطيرة مهملة تستطيع الهيئة أن توفر أكثر من 500 مليون جنيه من التصنيع المحلى بدلا من الاستيراد، فى مقدمتها مفاتيح السكة الحديد التى تربط قضبان القطارات والتى يتم استيرادها من الخارج سنويا، بالإضافة إلى العديد من قطع الغيار»، مشيرا إلى أن الورش تستطيع أن تنتج مفاتيح مقاسات «1/8، و1/10، و1/12» بواسطة ورشة السكة الحديد فى العباسية، التى تستطيع إنتاج 500 مفتاح سنويا، فى الوقت الذى تحتاج فيه الهيئة ل150 مفتاحا فقط، مستدركا: «ولكن للأسف الشديد مافيا الاستيراد من الخارج تقف أمام تطوير الورشة والاستفادة منها». وقال عطا: «من الأشياء الخطيرة التى جاءت فى التقرير أن أجهزة التحكم الآلى (إى تى سى) المسؤولة عن حوادث القطارات معظمها معطلة أو قديمة ولا تعمل مع الأنظمة الجديدة التى تم استخدامها فى الجرارات الجديدة»، ولفت إلى أن ورشة «إى تى سى» تستطيع أن تحل هذه المشكلة دون اللجوء لاستيراد تكنولوجيا من الخارج، وبالتالى التحكم فى عنصر مهم من عناصر الحوادث. فى المقابل، قال المهندس مصطفى قناوى، رئيس هيئة السكة الحديد، إنه لا يعلم شيئًا عن هذا التقرير، مشيرًا إلى أن الهيئة تقوم بخطة تطوير شاملة لجميع الورش على مستوى الجمهورية، والتى بدأت بورش طنطا والمنتظر الانتهاء من تطويرها فى منتصف أغسطس المقبل.