هزيمة 67 --- بالطبلة والربابة إستكمالا للمقال السابق --- والمنشور فى جريدة المصرى اليوم http://www.almasryalyoum.com/node/449767 نواصل الحوار مع الأستاذ فى محاولة لقراءة التاريخ ومراجعة ماكتب ومن الطبيعى للتسلسل الزمنى للأحداث التى ذكرتها فى مقالى السابق أن نبدأ بما ذكره الأستاذ عن هزيمة 67 قبلها وأثنائها وبعدها --- لنستخلص بقدر المستطاع دروس وعبر لنا وللأجيال القادمة وهنا أحب أن أنوه أننى لن أستشهد الإ بما قاله الأستاذ بالحرف الواحد ولن أستشهد بأى أحد من خصومه أو من يعارضونه فى الفكر ولنقرأ سويا ما قاله قبل الهزيمة وفى أثناءها ثم بعد 40 سنة ونقارن ونعرف كيف خُدعنا ---- وبادئ ذى بدئ لقد إستطاع الأستاذ بما يملكه من أدوات أن يسمى ماجرى فى 67 بالنكسة ليخفف من وقعها على الناس لغرض صرف الناس عن مسئولية القيادة مسئولية مباشرة عن الكارثة وخاصة أن الإعلام فى هذا الوقت وحضرته كان على رأسه مع الإعلامى أحمد سعيد وغيرهم من خلال صوت العرب والصحف سمموا عقلية الناس وأعدوهم نفسيا لإنتصار ساحق لقد قالوا لنا: " بأن أم كلثوم وافقت على أن تقيم حفلتها القادمة في تل أبيب بعد أسبوع " "غدا نشرب القهوة في تل أبيب!!!" --- ولكننا شربنا المر على أيديهم ولا أعرف كيف كانت تأتيهم جرأة على التضليل بهذه الطريقة----- وكان الشعب المصرى يصدق مقالات الأستاذ مما تعاظم معه الشعور المرير بالهزيمة عندما إكتشف الناس لاحقا أن كل ماٌأذيع وكُتب فى الصحف آنذاك كان إما تضليلا أو جهلا وكلاهما مر --- وإكتشف الناس أن قيادة الجيش والقوات الجوية وغيرها كانت ممنوحة لمن لايملك خبرة فى ادارة الحروب "" وهذا ماإعترف به الأستاذ بنفسه على قناة الجزيرة بعد أربعين عاما""---- يعنى بعد خراب مالطة ---- وإستيقظ الناس من وهمهم على كارثة غير مسبوقة كسرتهم وأفقدتهم توازنهم فلقد خٌدعوا--- ولمن يريد أن يعرف أكثر فليسأل أهل القناة عما حدث لهم وعن حجم الكارثة بما سمعوه من أبائهم وأجدادهم -- ولاننسى قتل الأسرى المصريين العزل ودفنهم فى سيناء--- وأستاذنكم فى أن تقرأوا معى ماكتبه الأستاذ فى مقاله بصراحة يوم 2/6/1967 --- قبل الحرب بثلاثة ايام فقط!!!!!!!!!!!!!---- وهذا هو الرابط لمن يريد ان يقرأه كاملا http://nasser.bibalex.org/Besaraha/BesarahaBrowser.aspx?BID=449&PDFStart... ang=ar قال الأستاذ : "إنه إذا لم تستطع إسرائيل أن توجه ضربة تكسر بها الحصار العربى الذى يضيق من حولها الآن... فإنها هى نفسها مهددة بأن تنكسر من الداخل." "هى أيام قليلة وبعدها ليس أمام السلطة الرسمية فى إسرائيل إلا الخضوع أو الانقلاب. إما أن تخضع وإما الانقلاب إما أن تضرب إسرائيل لكى تكسر الحصار العربى حولها.. وإما أن لا تضرب وتنكسر إسرائيل من الداخل.. مهما يكن وبدون محاولة لاستباق الحوادث فإن إسرائيل مقبلة على عملية انكسار تكاد تكون محققة... سواء من الداخل أو من الخارج.. " وإليكم ماختم به مقاله يوم 26/5/1967 قبل الحرب بعشرة ايام فقط!!!! : "ولتبدأ إسرائيل! ولتكن بعدها ضربتنا الثانية متحفزة... وقاضية!.." وفى موضع آخر من المقال--قال : "كانت إسرائيل تبنى دائماً وجودها وأمنها ومستقبلها على القوة. وكانت الفلسفة السائدة فى أذهان حكامها أن العربى ترتعد فرائسه أمام العين الحمراء، وأنه لا يردعه غير الخوف، ومن هنا بلغ الإرهاب الإسرائيلى مداه وتجاوز الاستفزاز كل حد مقبول، لكن ذلك كله - من وجهة النظر الإسرائيلية - كان له هدف نفسى. " "ومع خطأ هذه الفلسفة الإسرائيلية وخطرها لأن مليونين أو حتى ثلاثة ملايين من الإسرائيليين لا يستطيعون فرض سيطرتهم بالقوة العسكرية - أو وهمها - وسط بحر من ثمانين مليون عربى فإن هذه الفلسفة ظلت عقيدة راسخة فى التفكيروالتخطيط والتنفيذ الإسرائيلى سنوات طويلة ومزعجة، بغير تحدٍ عربى قادر على وضع الأمور حيث يجب أن تكون!" هذا ماقاله الأستاذ بالحرف الواحد قبل الحرب بثلاثة أيام وبعشرة أيام لاغير – وماقاله كان يٌقرأ من كل إسرائيلى ومن كل مصرى فى هذا الوقت وطبعا تعلم به القيادة أولا ---- ولاأستطيع أن أفهم هل كان دورك ياأستاذ أن تقدم لإسرائيل على طبق من ذهب كيف تخرج من أزمتها الداخلية فى هذا الوقت ---- لقد صًدقٌوك أو أستدرجتهم وقاموا بضرب الأمة العربية بعدها بثلاثة أيام فقط ---- أمر غريب للغاية ---- الرجاء أن تقراءوا مقال الأستاذ مرة اخرى فقد أكون مخطئا فى قرائته ؟!! --- وخسرنا فى هذه الكارثة خسائر غير مسبوقة --- وبشهادة كل الخبراء العسكريون فى مصر وفى كل انحاء العالم أن هزيمة 67 كانت أسوء يوم فى تاريخ العرب – ولكن الأستاذ هيكل ونظرا لوجوده فى منصة صنع القرار فى حينها بذل جهدا إعلاميا كبيرا فى تضليلنا وإفهامنا أنها نكسة --- وهو الذى دعى اسرائيل أن تبادر بالضربة والإ ستنكسر من الداخل ---- ولقد قال الأستاذ هيكل لاحقا : "أن جمال عبد الناصر في إجتماع سابق يوم الجمعة قال للقيادة أن الحرب في الغالب جاية في يوم الأثنين وإن مجلس الوزراء الإسرائيلي بيجتمع عادة يوم الأحد وإنه يتوقع صدور قرار وإن الحرب قد تبدأ وعلى الأرجح تبدأ يوم الاثنين وإنه سوف تبدأ ضربة جوية "------ يعنى كله كان معروف مسبقا --- ولم يستعدوا ---- وهذا كما ذكره الأستاذ بلسانه --- فهمونى ياناس هل هذا كلام يٌقال ---- إلا إذا كان الأستاذ طُلب منه أن يعلن ذلك لخداع إسرائيل بالتورط بالمبادرة بالضربة الأولى وتكون خدعة قامت بها القيادةالمصرية لجر إسرائيل للحرب ونحن داخليا جاهزين لاإستدراجها للقضاء عليها --- ولكن ماحدث هو العكس ولم نكن جاهزين بالمرة --- -----" كما اعترف الأستاذ لاحقا" ولم يبرر حتى هذه اللحظة لماذا كتب هذا المقال فى هذا التوقيت بالذات ---- ولقد سماها الأستاذ نكسة ----- ---- نكسة إيه ياأستاذ شوفوا الأرقام التالية وهو يعرفها جيدا : هذا نقلا عن كتاب الفريق أول محمد فوزى أن الخسائر بأعداد الطيارين كانت 4% و17% من القوات البرية، و فى المعدات 85% فى القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة ، وكان عدد الشهداء والمفقودين والأسرى 13600 عاد منهم 3799 أسيرا من بينهم 481 ضابطا و38 مدنيا والباقى جنود وصف ضابط وإتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبا دمر منها 12 دبابة وأٌستشهد منها 60 فردا وتُركت 188 دبابة للعدو شملت النتائج أيضا إحتلال مساحات كبيرة من الأرض وصلت الى (69347 كلم مربع) وإذا قارناها بما إستولت عليه عام 1948 وأقامت عليه دولتها (20700 كلم مربع ) يتضح أن هزيمة 67 أضافت لإسرائيل ما يعادل ثلاثة أضعاف ونصف من مساحتها التي كانت عليها يوم الرابع من يونيو -- 1967 ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد وإنما أجبرت تلك الهزيمة التي مُني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي بالضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول قناة السويس (بورسعيد والإسماعيلة والسويس) على الهجرة من ديارهم، وتركت الهزيمة جرحا غائرا نتألم منه جميعا حتى يومنا هذا ! وسعادته سماها نكسة –طيب الهزيمة تبقى إيه ياأستاذ--- هذا ماقاله الاستاذ قُبيل الحرب مباشرة --- إنتظرونى فى المقال التالى لنبحر فيما قاله الأستاذ بُعيد الحرب مباشرة وبعد أربعين عاما وستصابون بالذهول لما قال --- ولكنى قبل الختام أهديكم وأهدى الأستاذ هذه الأبيات من قصيدة لنزار قبانى قالها بعد الهزيمة : إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها.. بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ وعلى الله قصد السبيل