الطبيعة خلابة دائمًا وموحية بالتعبير والفن، وليست فقط الطبيعة الربانية، لكن أيضًا الجمادات التى يصنعها الإنسان قد تخلق طبيعة خاصة، وحيوات ربما لا تزخر بالحياة، لكن السكون قد يحمل تعبيره الخاص، ولهذا وضعت الفنانة التشكيلية مهرى فودة أطرها الخاصة حول تلك الطبيعة الخاصة، ليخرج معرضها الأخير «طبيعة صامتة»، فى مركز الجزيرة للنون. المعرض الذى يستمر بقاعة الحسين فوزى حتى 17 أكتوبر الجارى، يضم 30 عملًا فنيًا من ألوان الزيت والأكريليك عن الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية. كثير من الفنانين رسموا لوحات عن الطبيعة الصامتة وربما تحمل تلك اللوحات تعبيرات ورسائل متعددة تكمن فى كيف صوّر الفنان تلك الطبيعة، فأنت قد تجد نفسك أمام مجرد لوحة تضم إبريقا إلى جانبه أكواب صغيرة، تنتظر إفراغ السائل إليها، لكن للحظة واحدة من التفكير قد تكتشف أن تلك اللوحة تعبر عن الأب (الإبريق) الذى امتلأ بخبرات الحياة، ويستعد لإفراغها فى تربية أبنائه الصغار (الأكواب)، وبهذا تكون نوعية الإيحاء الذى تبعثه تلك اللوحات. ركزت مهرى فودة فى لوحاتها على الأكواب والأباريق والخزف وتكويناتها سويًا، كذلك لوحات الزهور فى آنيتها، أو تلك التى تصوّر لك المنظور على الحياة من خلال إناء به بعض الزهور لترى البطل هو الورد ثم الطاولة بعد ذلك، وفى الخلفية بشكل ضبابى يظهر أشخاص عاديون، وكأنه منظور شخصى لزهرية ورود. تحب مهرى فودة أعمال الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية والبورتريهات، وتعتمد فى ألوانها دائمًا على التناغم والتضارب معًا فى آن، وتستخدم فيها ألوانًا جريئة أحيانًا، وتستخدم وسائط متعددة من ألوان الزيت والأكريليك والكولاج. مهرى فودة هى فنانة مصرية من مواليد القاهرة عام 1950 وهى تقيم وتعمل فى لندن منذ عام 1977، وترسم منذ 15 عاما فى لندن، تحت توجيه وإشراف الفنانة الشهيرة بوبى جيل، ودرست أساسيات الرسم على يد أريس ريسيس الذى يعتمد على تعليم تقنيات قدامى عمالقة الفن التشكيلى، ثم التحقت بمدرسة سليد للفنون الجميلة بلندن، وشاركت مهرى فودة بأعمالها فى ثلاثة معارض جماعية بلندن.
