الجامعة العربية تطالب تركيا بوقف العدوان على سوريا

قرر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، النظر فى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركى على سوريا بما فى ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكرى، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.
وأدان المجلس، فى قرار أصدره فى ختام أعمال اجتماعه الطارئ بمقر الجامعة، أمس، العدوان باعتباره خرقاً واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، وتهديداً مباشراً للأمن القومى العربى، والأمن والسلم الدوليين، مطالبا تركيا بوقف العدوان والانسحاب الفورى وغير المشروط من كافة الأراضى السورية، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولى على التحرك لمنع تركيا من الحصول على أى دعم عسكرى أو معلوماتى يساعدها فى عدوانها، مؤكداً رفضه القاطع لأى محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية فى سوريا عن طريق استخدام القوة.
وطالبت الجامعة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه العدوان، والعمل بجدية أكبر للتوصل إلى موقف دولى موحد بإدانة العدوان ووقفه، وإزالة الآثار المترتبة عليه، وحمّلت أنقرة المسؤولية كاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية التى تترتب على هذا العدوان الخطير.
وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة، فى كلمته أمام الاجتماع، إن العملية العسكرية التركية فى شمال شرق سوريا ليس لها سوى اسم واحد هو الغزو والعدوان على أراضى دولة عربية وعدوان على سيادتها، وإن العدوان يهدف إلى اقتطاع مساحة من سوريا بعمق يصل إلى 32 كيلومتراً وبطول يتجاوز 400 كيلومتر، واقتلاع السكان من هذه الأراضى ثم إحلال آخرين محلهم من اللاجئين، مشيراً إلى وجود توقعات بفرار 300 ألف من منازلهم، ومخاوف من تطهير عرقى محتمل للأكراد فى المنطقة.
دولياً، عطلت روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو تركيا لوقف عمليتها العسكرية، ونقلت تقارير إعلامية عن دبلوماسيين قولهم إن النص الذى أعدته الولايات المتحدة كان من المقرر أن يتم تبنيه فى الساعة 19.30 بتوقيت جرينتش، مساء أمس الأول، لكن موسكو تدخلت لوقفه.
ميدانياً، أعلنت القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها دخول بلدة رأس العين شمال شرق سوريا، أمس، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية، فى اليوم الرابع لاجتياح الجيش التركى الحدود السورية فى حملة تطلق عليها اسم «نبع السلام»، الأمر الذى نفته قوات سوريا الديمقراطية ومصادر أخرى، بينها المرصد السورى لحقوق الإنسان، الذى أفاد بمقتل 10 مدنيين بنيران القوات التركية والفصائل الموالية لها، فيما أعلنت وزارة الدفاع قتل 415 مقاتلاً كردياً وصفتهم ب«الإرهابيين» منذ انطلاق «نبع السلام»، بينما أكدت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» أن الهجوم التركى تسبب بنزوح نحو 200 ألف شخص حتى الآن.