كل سنة وأنتم طيبون.. لقد هاجمنا الشتاء دون إنذار.. وكان هجومه قاسياً وقبل موعده.. على العموم مرحباً به، فالبرد أخف كثيراً من الحر الذى من الصعب معالجته، ولكن البرد يمكن مواجهته بسهولة.. منذ زمن طويل.. منذ أيام وزارات الوفد.. منذ «معونة الشتاء» ثم «قطار الرحمة».. واستمرت أفكار الوزير الوفدى عبدالحميد باشا عبدالحق بعد الثورة.. أصر محمد نجيب أن يركب أول قطار رحمة وكان معه جمال عبدالناصر.. وخطب الاثنان من نوافذ القطار فى البلاد التى بها محطات والبلاد التى ليس بها محطات. ■ ■ ■ والآن.. بعد موجات الغلاء القاسية.. تعالوا نطور الأسلوبين القديمين بما يتماشى مع زيادة التعداد ثم تسهيل سبل الاتصال. حكاية توزيع البطاطين أصبحت قديمة.. وأعتقد أن بيوتاً كثيرة نالت نصيبها من كثرة ما حدث فى السنوات السابقة.. أعلم وأعرف بيوتاً كثيرة فى الشتاء الماضى وزعت بطاطين السنوات الماضية لمن ليس عندهم بطاطين.. وهذا لسوء التوزيع.. هناك وسائل أكثر دقة للتوزيع.. مثلاً.. كل من له بطاقة تموين يستحق بطاطين بعدد أفراد الأسرة.. الملاجئ وبيوت الرحمة.. بل قيل لى إن كل من راتبه أقل من كذا يستحق.. هناك بيوت يمكن حصرها بكل شفافية ودقة وتستحق فعلاً.. أما عشوائية التوزيع منذ سنوات طويلة فلا. ■ ■ ■ كانت هناك فكرة اسمها «المحبوسات فى السجون بتهمة عدم سداد الدين».. تعالوا ندرس هذه التجربة مع من قام بتنفيذها.. المهم أن يأخذ من يستحق فعلاً.. لا يأخذ ليبيع!! ■ ■ ■ ثم قد تكون الأسرة فى حاجة للقمة العيش أكثر من البطانية.. لماذا لا يكون التوزيع فى هذا العام للعدس والفول والدقيق والأرز مثلاً؟! ويكون التوزيع أيضاً بالطرق غير العشوائية مثل طول السنوات التى مضت.. لا نريد عشوائية وتهريج وتليفزيون وكلام تخين والناس جائعة!! ■ ■ ■ قطار الرحمة قصة ثانية. تعالوا نغير الطريقة.. كان كل من يريد أن يركب القطار يلم ملابسه القديمة- ملابسه وملابس العائلة، شتوى أو صيفى- فى شنطة قديمة أو «صرة كبيرة» لكى يركب القطار مع الزعماء.. لا.. لا يا سيدى.. بطلنا تهريج.. تعالوا نعمل إعلانات فى كل محافظة لكى يتبرع كل شخص بالملابس القديمة السليمة ونحدد مكاناً آمناً فى كل محافظة لاستقبال كل هدايا الناس.. ويتم توزيع كل هدايا محافظة ما فى محطات نفس المحافظة.. سنلقى من نافذة القطار بالهدايا بدلاً من إلقاء الشباب!! ما رأيكم طال عمركم؟!
