خلق الله الكون مختلف الأجواء مناطق باردة، وأخري حارة، وبين البرودة الشديدة، والحرارة الشديدة، توجد المناطق المعتدلة الأجواء. السؤال هو هل يمكن أن نكون في مكان شديد الحرارة ونرتدي أثقل الملابس مصرين أن الجو بارد؟! أو أن يسقط الثلج فنرتدي ثياب السباحة لنستمتع بالجليد علي الشاطئ؟! أعرف أن الجميع سينطلقون في صوت واحد "طبعا لأ" لكننا أيضا عند اشتداد الحرارة لا نبالغ في أكل المثلجات حتي لايصيبنا المرض وفي الشتاء لا نبالغ في التدفئة لأن ذلك أيضا قد يضر بصحتنا فالاعتدال مطلوب دائما وقديما قالوا "اللي يزيد عن حده ينقلب لضده" فماذا لو حدثت المبالغة في أي من الأمرين! ... وماذا لوحدث ذلك في واقعنا الثوري!؟ وجعلني ذلك أتسائل أي حرارة أشد من حرارة ثورة ... ثورة أطاحت بمن لم نكن حتي نتخيل في أقصي أحلامنا أن نزحزحه لا أن نطيح به، فهل من الواجب أن تخرج علينا القرارات في هذة المرحلة بدرجة حرارة تحت الصفر !!! أم أن في ذلك شيئا من المبالغة! كلما مرت الأيام أزيد عجزا عن فهم هذة القرارات الجليدية التجميدية التي تحاصرنا من كل زاوية وتطلع علينا من كل ركن وتجعلنا مجبرين علي أن نقاوم هذا البرد القارس وفكرة أن التجميد هو الحل! وكلما حاولت التخلص من فكرة التجميد هذة أجدني قد انغمست تماما في خيال مجنون ... يجعلني أراهم وقد سكنوا الثلاجة ليس احتماءا من حرارة الجو لكن مآثرة للسلامة وعدم رغبة في المغامرة رافعين شعار "من قعد في التلاجة سلم". فأراهم افترشوا أرففها واتكأوا علي أدراجها وحكمهم قانونها فيبقوا شاعرين بلطف الجو وربما برودته وينعزلوا عمن خارجها، وتخرج قرارتهم باردة فتواجه بحرارة الواقع التي تلفحها وتذيبها في لحظات قليلة ... الواضح أنه كلما زادت درجة حرارة الأحداث كلما تسربت بعض النسمات الحارة إليهم فيساعدهم ذلك علي التفاعل معها بصورة أفضل. فهل يحتاج الأمر دائما إلي حرارة أشد من أجل الحصول علي قرارات أكثر طزاجة؟ فيا ساكني الثلاجة ادعوكم للخروج سريعا فالجو هنا حار حار ... بل شديد الحرارة! قرار طازج يرحمكم الله!