مع ثانى أيام عيد الفطر المبارك، قبل 7 سنوات، بالتحديد عام 2013.. ارتدت «شروق»، 4 سنوات، أجمل ملابسها، وانطلقت وراء شقيقتيها اللتين تكبرانها، لكنها لم تلحق بهما بعد خروجهما من منزلهما فى قرية أطفيح جنوبالجيزة، متجهتين إلى منطقة الجبل، حيث الاحتفالات والألعاب. بائع خضروات بالقرية أمسك بالفتاة، وأخذها إلى منزله عنوة، واغتصبها، ولفظت أنفاسها أثناء ذلك. وجدت أسرة المجنى عليها جثتها إلى جوار منزلهم، عارية من ملابسها، حملها والدها، وحرّر محضرًا فى قسم الشرطة. وفى عيد الأضحى الماضى، فوجئ بقدوم المتهم إليه، ممسكًا فى يده فتاة صغيرة، عمرها 3 سنوات، قال إنها ابنته، وطلب من والد «شروق»: «ادبح البنت دى، أنا اغتصبت بنتك وماتت فى إيدى، اقتلها وكدة نبقى خالصين»، ولاذ المتهم بالفرار من المنزل عندما انتابت والدة المجنى عليها حالة «هستيرية». الشرطة ضبطت المتهم، أمس الأول، واعترف بجريمته، وقالت زوجته: «برّر لى الجريمة بإنى كنت غضبانة عند أهلى، وماعرِفش يتحكم فى شهوته، فاستدرج الفتاة». امرأة فى الأربعين، صوتها به بحّة حزن، وجهها يكسوه الحزن، أسفل عينيها علامات سوداء، ربما لكثرة البكاء، خديجة محمود، أم المجنى عليها، تتذكر يوم الواقعة بكثير من الألم: «(شروق) طلبت أن تذهب إلى الملاهى مع شقيقتيها بمنطقة الجبل»، ورَدّت عليها الأم: «لمّا الزحمة تخلص هودّيكى»، لم تُطِق الصغيرة صبرًا، انطلقت وراء «نجلاء» و«شهد»، شقيقتيها، اللتين لم تلاحظاها، ولعبت الصغيرتان، وتقابلتا مع أخيهما الأكبر «علاء»، الذى كان عمره حينها 14 عامًا. «خديجة» بحثت عن ابنتها «شروق» فى كل أرجاء المنزل، حتى يئست من العثور عليها بمحيط المنطقة، وانتظرت حضور أشقاء «شروق» من احتفال الجبل، ولكن ثلاثتهم أكدوا: «لم نرَها طيلة اليوم» وظل أهل القرية يبحثون عنها حتى عثر على الجثة بجوار منزل والدها. الأب، الذى كان يعمل «فواعلى»، حمل جثمان الابنة، والدموع تنهمر من عينيه، لم يصدق: «مين عمل فيكى كده يا بنتى؟!»، انطلق كما قال نحو المستشفى، إلا أن الأطباء أكدوا وفاة الطفلة، ذهب لتحرير محضر بمركز شرطة أطفيح، قال لمعاون المباحث: «يا باشا لقينا (شروق) عريانة كده جنب الدار»، سأله الضابط: «مين عمل فيها كده؟!»، أجابه: «يمكن موتوسيكل ضربها وماتت.. أصل عندنا شباب فى القرية بيأجّروا موتوسيكلات فى الأعياد وبيلعبوا بيها». والد «شروق» وجد ضالّته «موتوسيكل ضربها» ليدفن ابنته، وهكذا كاد المتهم باغتصاب وقتل ابنته يفلت من القبض عليه، و«دم البنت يروح هدر». الأب أُصيب بمرض السكرى وأمراض أخرى أقعدته عن العمل، حتى فتح محل بقالة متواضعًا للغاية داخل منزله المكون من 3 حجرات وطابق أرضى، وأُصيبت الأم بأمراض نفسية. فى أغسطس الماضى، مع أعياد عيد الأضحى المبارك، طرق باب منزل والد الطفلة «شروق»، عبدالعزيز الأشعابى، رجل أربعينى، بائع خضروات. «عبدالعزيز» دخل المنزل، برفقة فتاة صغيرة، عمرها 3 سنوات، جلس على سرير حديدى، حيث كانت تنام «شروق»، قال لوالد المجنى عليها: «صلّوا على النبى.. بنتى الصغيرة دى (أسماء) ادبحوها»، لم يمنح بائع الخضروات فرصةً للدهشة، أخرج من جيب جلبابه سكينًا، وأعاد عليهما: «ادبحوها.. أنا قتلت بنتكم (شروق) من 7 سنين، أخدتها عندى البيت، وأثناء اغتصابى ليها ماتت فى إيدى، حملت جثتها ورميتها جنب داركم وانتو بتدوّروا عليها». طيلة 6 أشهر، حاول الأب استدعاء المتهم إلى منزله، والأخير يرفض، وكانت الأخبار تنتشر بأرجاء القرية: «(عبدالعزيز)، بائع الخضروات، قتل بنت صغيرة، ومراته فاضحاه»،. الأحد الماضى فقط، توجه الأب، برفقة ابنه الكبير، إلى مركز الشرطة، وتقابلا مع الرائد أحمد عكاشة، رئيس مباحث أطفيح، وقصّا عليه ما حدث، ليتمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم، أمس الأول. المتهم اعترف، خلال التحقيقات، قائلًا: «نار الشهوة مسكت فىَّ أثناء غياب زوجتى، واغتصبت الفتاة وماتت فى إيدى»، مبررًا اعترافه بالجريمة عقب 7 سنوات: «كنت بشوف كوابيس و(شروق) بتيجى تمسك فى رقبتى وتخنقنى». والدة المجنى عليها وهى تستمع لاعترافات المتهم، تبكى: «يعنى طفلة تطفِّى شهوة راجل كبير؟، والله الإعدام ما يكفّينى فيك!». النيابة أمرت خبراء مصلحة الطب الشرعى باستخراج جثمان الفتاة، وتشريح الجثمان للوقوف على أسباب الوفاة على وجه التحديد.