حفتر يغادر موسكو دون التوقيع على هدنة وقف القتال

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن قائد الجيش الوطنى الليبى، المشير خليفة حفتر، غادر موسكو دون التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، ينهى 9 أشهر من القتال فى طرابلس، خلال محادثات أمس الأول، التى توسطت فيه موسكو وأنقرة، ونسبت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إلى مصدر عسكرى ليبى قوله إن حفتر امتنع عن التوقيع على الاتفاق، لأنه لا يتضمن موعدا نهائيا لتسريح الميليشيات، بينما أفادت مصادر ليبية بأنه رفض مشاركة تركيا فى مراقبة آلية لوقف إطلاق النار، فى حين هدد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بالتحرك ضد الجيش الليبى عسكريا إن استمر فى معركة طرابلس.
وطلب حفتر، مساء أمس الأول، «بعض الوقت الإضافى حتى الصباح» لدراسة الوثيقة التى وقعها خصمه رئيس حكومة الوفاق فايز السرّاج، لكنه غادر موسكو دون توقيع الاتفاق الذى تم التوصل إليه برعاية أنقرة وموسكو، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
وكشفت مصادر لموقع «سكاى نيوز» أن مفاوضات موسكو غير المباشرة بين الوفدين الليبيين فشلت وانتهت دون التوصل لاتفاق، مع تباينات واسعة برزت حول بنود وثيقة تثبيت الهدنة.
وأعلن مستشار رئيس مجلس النواب الليبى، حميد الصافى، أن المحادثات لم تكن مباشرة ولم يعقد لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وذكرت مصادر روسية أن تباينات واسعة برزت حول بنود وثيقة تثبيت الهدنة وآليات مراقبتها، وبرز الخلاف بالدرجة الأولى حول الدور التركى، مع رفض الجيش الوطنى الليبى أى وجود لتركيا فى مراقبة الهدنة، كما ظهر خلاف حول سحب القوات إلى الثكنات.
وأوضحت المصادر أن حفتر أصر على دخول الجيش الوطنى إلى طرابلس، وطالب بانسحاب جميع المرتزقة الذين تم جلبهم من سوريا وتركيا، كما طالب حفتر بإشراف دولى على وقف إطلاق النار، ووافق على دخول مساعدات إنسانية للطرفين، ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنال ثقة البرلمان الليبى الشرعى.
وبحسب المصادر، فقد طالب المبعوث الدولى غسان سلامة بتشكيل لجنة عسكرية من 10 أعضاء، مناصفة بين الجيش الليبى وحكومة طرابلس، وفى المقابل، طالب السراج بانسحاب الجيش الليبى إلى ما قبل 4 أبريل قبل الهجوم على طرابلس، وأصر على التمسك بمنصب «القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وأكد مصدر عسكرى مقرب من قيادة الجيش الوطنى الليبى، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، رفض ذكر اسمه- أن حفتر لم يوقع الاتفاق ما لم يتم وضع جدول زمنى لحل الميليشيات، مشيرا إلى أن «هذه نقطة الخلاف على عدم توقيع الاتفاق، وأن الجيش متمسك بالاتفاق، ولكن الخلاف على الميليشيات وتفكيكها كان عائقا أمام موافقته على التوقيع»، وكشف أن «وفد طرابلس لا يريد جدولا زمنيا لحل الميليشيات، ويريدها نقطة معلقة بالاتفاق».
وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن مفاوضات موسكو فشلت فى إبرام اتفاق، ولكن بلاده ستواصل جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى ليبيا، وقال وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد الطاهر سيالة، إن وفد طرابلس غادر موسكو بعد التوقيع على اتفاق الهدنة، ووصل إلى إسطنبول.
وفى تهديد جديد، قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستتحرك ضد الجيش الليبى إذا واصل الهجوم على حكومة طرابلس، وقال وزير خارجيته، جاويش أوغلو، إن أنقرة فعلت ما بوسعها لتنفيذ وقف إطلاق النار، مضيفا أنه إذا استمر حفتر فى التصرف على هذا النحو، فإن مؤتمر برلين المقرر الأحد المقبل بشأن الأزمة الليبية سيصبح بلا معنى.
وفى غضون ذلك، أعلن الجيش الوطنى الليبى أنه جاهز ومستعد لتحقيق النصر، وأضاف فى بيان على «فيسبوك»، دون تفاصيل: «جاهزون.. وعلى النصر مصممون»، ودعت صفحات مؤيدة للجيش الوطنى الليبى فى منشورات إلى تنظيم تجمع دعمًا لحفتر فى بنغازى.
وذكرت وكالة «رويترز» أنه تم استئناف العمليات فى مطار معيتيقة وهو المطار الوحيد الذى يعمل فى طرابلس، فى ثالث أيام الهدنة بين الجيش الليبى والميليشيات المسلحة، وكان قد تقرر تعليق الرحلات بالمطار مطلع يناير الجارى بعد سقوط صواريخ بالقرب منه.
وأفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن مباحثات تجرى فى الأمم المتحدة لإرسال بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار فى ليبيا على غرار الموجودة فى اليمن، وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الحاجة إلى «مراقبة محايدة» إذا تم التوصل إلى هدنة بين طرفى النزاع، وأضاف: «من أجل احترام وقف إطلاق النار فى ليبيا، يجب أن تكون هناك آلية محايدة للمراقبة والتطبيق بالإضافة إلى تدابير لبناء الثقة»، موضحا أن بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، تضم حوالى 230 شخصا، بقيادة غسان سلامة، تقوم بتسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار المبلغ عنها والتحقق منها. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن دبلوماسيين غربيين استبعدوا بحث تشكيل بعثة لحفظ السلام فى ليبيا.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن حفتر كان إيجابيا إزاء اتفاق وقف إطلاق النار وإنه سيأخذ يومين فى مناقشته، ونسبت الوكالة إلى الوزارة قولها إن استعداد طرفى الصراع الليبى لدعم وقف إطلاق النار أشاع أجواء إيجابية وسط مسعى دبلوماسى لإرساء الاستقرار فى ليبيا.