ألقت أجهزة الأمن القبض على اثنين من المتهمين، فى واقعة مصرع الشاب محمد العزيزى بالدقهلية، دهسًا تحت عجلات سيارة نقل، أثناء مطاردته شابين فى «توك توك»، بعدما خطفا حقيبة يد من سيدة، وهو مَن عُرف إعلاميًا باسم «شهيد الشهامة»، وتلاحق الأجهزة متهمًا ثالثًا، بعدما تلقت «نجدة الدقهلية» بلاغًا بحدوث مصادمة ووقوع متوفى. وتبين من الفحص أنه أثناء سير «مُدرِّسة»، 57 سنة، مترجلة بالشارع، اختطف شخص مجهول، يستقل «توك توك»، حقيبة يدها، وأثناء مشاهدة الضحية، 33 سنة، للواقعة لاحق ال«توك توك» الذى يستقله المتهمان، قائدًا دراجة نارية «مِلْكه»، حتى اختل توازنه وسقط أرضًا، واصطدمت به سيارة مجهولة قادمة من الاتجاه المقابل، ما أدى إلى وفاته، وفر قائد السيارة هاربًا. تم تشكيل فريق بحث، بقيادة اللواء سيد سلطان، مدير مباحث المديرية، ووجّه اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بسرعة التوصل إلى الجناة عن طريق الاستعانة بالتقنيات الحديثة، وأسفرت عن ضبط «عاطل»، 27 سنه، سبق اتهامه فى 7 قضايا «سرقة»، وبمواجهته بالتحريات اعترف بخطف الحقيبة، بالاشتراك مع آخر «عاطل»، 17 سنة، سبق اتهامه فى 9 قضايا «سرقة»، وهما مقيمان بدائرة مركز طلخا، باستخدام «توك توك» قيادته، مِلْك «عاطل»، 23 سنة. وأضاف المتهم أنه عقب خطفهما الحقيبة، شاهد الواقعة المتوفى، الذى طاردهما بدراجة نارية، وحال اقترابه منهما ومحاولته الإمساك بهما قاما بدفعه حتى يتمكنا من الهرب، فاختل توازنه وسقط أرضًا واصطدمت به سيارة مجهولة قادمة من الاتجاه المقابل، وفر بها قائدها هاربًا عقب المصادمة. وتم بإرشاد المتهم ضبط المحمول المستولَى عليه، وأضاف تخلصه من حقيبة اليد وما تحويه من أوراق بإلقائها بالطريق العام، وتم ضبط ال«توك توك» المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وبمواجهة مالكه قرر قيام المتهمين باستئجار ال«توك توك» مِلْكه، مقابل 130 جنيهًا، ونفى علمه باستخدامه فى ارتكاب الواقعة. وتوصلت جهود فريق البحث إلى تحديد السيارة مرتكبة واقعة التصادم وقائدها، الذى تبين أنه سائق، 52 سنة، وباستهدافه تم ضبطه والسيارة «ربع النقل»، واعترف باصطدامه بالمجنى عليه وهروبه عقب ذلك خشية ضبطه. وأطلق الأهالى على المجنى عليه لقب «شهيد الشهامة» لتضحيته بحياته، وقال شهود عيان إن «العزازى» الشهيد عندما استغاثت به المُدرِّسة فور اختطاف حقيبتها من شابين يستقلان «توك توك» فى شارع العوضى بطلخا، ركب «موتوسيكل»، وترك مقر عمله فى كافتيريا، وطارد الجانيين على طريق طلخا، وأثناء المطاردة ركله أحدهما بقدمه، فسقط بالموتوسيكل تحت عجلات سيارة نقل ولقى حتفه. وفى الدقهلية، سادت حالة من الارتياح بين أبناء المحافظة بعد الإعلان عن ضبط المتهمين، وانتقلت «المصرى اليوم» إلى منزل الضحية، الذى بات الحزن يسكن جوانبه، بعدما فقد أهله ابنهم الأصغر، الذى تزوج قبل أيام فقط وترك عروسه، التى خلعت ملابس الفرح وارتدت السواد، فيما توافد العشرات من أهالى القرية والقرى المجاورة على المنزل لتقديم واجب العزاء. وقالت هيام حسن، والدة الضحية: «ابنى كان لسة عريس ومالحقش يفرح، كان فرحه من 10 أيام بس، وكان لسة نازل من أيام قليلة الكافيتريا علشان يشوف أكل عيشه، منهم لله اللى قتلوه، دول كفرة علشان يسرقوا الشنطة يقتلوا ابنى ويحرقوا قلوبنا عليه، قلبى مش هيرتاح إلا بإعدامهم». وأضافت، ودموعها لا تتوقف: «(محمد) ابنى الصغير، وله أخان أكبر منه، كان حنين ومحبوب من الكل، وعمره ما زعّل حد، ومش هعوّض ضفره، وطول عمره حظه قليل، فشل فى جوازه الأول بعدما أنجب طفلتين (شروق) و(ريماس)، هُمَّه اللى فضلوا من ريحته فى الدنيا، وقررنا انه يتجوز تانى، لكن مالحقش يفرح، ساب عروسته وراح للقبر وسابنا بحسرتنا كلنا، ياريتهم كانوا قتلونى أنا وسابوه يفرح بشبابه وعروسته». وقال شقيقه «أمير»، 40 سنة: «(محمد) طول عمره راجل وجدع وشهم وعمره ما اتأخر عن أى حد، ومات بسبب شهامته، لكن رغم كسرة قلبنا وضهرنا عليه، كلنا فخر انه مات راجل، والمجرمين دول هيفضلوا طول عمرهم شايلين عار الخسة والندالة». وأضاف: «أخويا كان عنده تاكسى وباعه وفتح كافيه فى طلخا وكان سعيد بعد زواجه، ولأنه بيحب شغله، نزل بعد أيام من الفرح علشان يشوف مصلحته، وكان نفسه يبقى عنده عيال كتير علشان يبقوا عزوة، لكن للأسف مالحقش يفرح بعروسته، ومات غدر وهو بيدافع عن سيدة اتسرقت». وتابع: «الناس سمعت صراخ الست لما اتسرقت، وماحدش اتحرك غير (محمد)، الكل كان بيتفرج، هو اللى خد الموتوسيكل بتاعه وجرى يطارد ال(توك توك)، والحرامية خبطوه ورموه على الطريق تحت عجلات عربية صدمته». وواصل: «إحنا اتربينا صح واتعلمنا اننا ننقذ الملهوف وندافع عن الغلبان والمظلوم، لكن موت (محمد) كسرنا أنا واخويا (تامر).. إحنا فقدنا روحنا معاه». وطالب بسرعة محاكمة المتهمين، قائلًا: «هُمَّه قبضوا على واحد بس من الحرامية مع سائق (الربع نقل)، لازم المتهم الثانى ييجى، ويتحاكموا محاكمة سريعة ويتعدموا لأنهم خبطوه وهو كان بيطاردهم بالموتوسيكل، وسرعته عالية، وهُمَّه عارفين ان الطريق ده سريع، ولو وقع على الأرض هيموت». وقالت زوجة الشهيد، بصعوبة بالغة: «(محمد) قالّى يوم الحادثة انه راجع بدرى، ولحد دلوقتى مارجعش، وهو كان كل حاجة لى، ولو اتعدم المجرمين دول ألف مرة نارى مش هتبرد إلا لمّا انا أموِّتهم بإيدى لأنهم حرمونى من الحياة ومن الحنان والسند». وأضافت: «أنا فى كابوس، مش قادرة أصدق اللى حصل، إحنا يادوب اتخطبنا كام شهر واتجوزنا من 10 أيام والفرح كان متحدد فى فبراير، وهو اللى قدِّم الميعاد، كأنه كان عارف إنه هيسيبنى ويمشى، كان كل لحظة بيودعنى، ويوم الحادثة الصبح لما راح الكافيتريا اتصل أكتر من مرة، وآخر مكالمة قالّى إنه هيرجع بدرى 3 ساعات علشان وحشته وعايز يشوفنى، لكن منهم لله الظلمة حرمونى منه». وتابعت منهارة: «اعدموهم ألف مرة لأن نار قلبى مش هتبرد إلا لما ياخدوا جزاءهم».