«العلاج المُشخصن».. تحليل «جينى» لمرضى السرطان لتحديد العلاج المناسب بدلاً من «الكيماوى»

«حان الوقت للبدء فى استخدام كل الأسلحة الطبية لمكافحة السرطان».. بهذه الكلمات وصف الدكتور عمرو شفيق، أستاذ علم الأورام بجامعة عين شمس، كيفية التعامل مع المرض مستقبلا، وكشف عما يسمى ب«العلاج المُشخصن» أو التحليل الجينى الشامل للأورام، باعتباره بداية لعهد جديد من الأساليب الحديثة التى تؤدى لمعرفة أوسع للمرض الخاص بكل مريض على حدة، مما يؤدى لتخصيص علاج مناسب لكل مريض.
وقال شفيق إن «العلاج المشخصن» هو علاج مفصل لكل مريض على حدة من خلال التحليل الجينى الخاص به، مشيرا إلى أن الرعاية الصحية المشخصنة تعمل من خلال جمع وتحليل بيانات المرضى ومقارنتها بالبيانات من مرضى آخرين الذين يعانون من المرض نفسه، وتظهر الاختلافات التى يتميز بها كل شخص ما يوفر فهما أعمق لهذا المرض، وتقدم معلومات حول كيفية استجابة المريض للعلاج ما يساعد فى اتخاذ الخيارات المناسبة لعلاج ناجح.
«المصرى اليوم» حضرت اللقاء الأول من نوعه بالشرق الأوسط، لمنتدى الرعاية الصحية، بحضور أساتذة الأورام وخبراء علم الجينات ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بالمرضى، والذى ناقش سبل الرعاية الصحية «المشخصنة» والتطور فى الطب الدقيق وعلم الوراثة، وسلّط المشاركون الضوء على الدور الذى يلعبه علم الوراثة فى علاج السرطان والتقدم التكنولوجى فى تسريع التطور فى الطب الدقيق.
وشرح المشاركون آلية الرعاية الصحية «المشخصنة» التى تعمل من خلال جمع وتحليل بيانات المرضى ومقارنتها بالبيانات من مرضى آخرين الذين يعانون من المرض نفسه، وتظهر الاختلافات التى يتميز بها كل شخص ما يوفر فهما أعمق لهذا المرض وتقدم معلومات حول كيفية استجابة المريض للعلاج ما يساعد فى اتخاذ الخيارات المناسبة لعلاج ناجح، وتم عرض مجموعة من الدراسات التى تظهر التطبيق السريرى لعلم الوراثة والحلول المتطورة بهدف التوصل الى نتائج أفضل فى عملية علاج السرطان.
وأكد الدكتور عمرو شفيق، أستاذ علم الأورام بجامعة عين شمس، أن التحليل الجينى الشامل للأورام هو بداية لعهد جديد من الأساليب الحديثة التى تؤدى الى معرفة أوسع للمرض الخاص بكل مريض على حدة مما يؤدى لتخصيص علاج مناسب لكل مريض، خاصة أن منظمة الأدوية الأمريكية اعتمدت أكثر من 700 دواء لعلاج الأورام وبالتالى يجب تحديد علاج لكل مريض على حدة.
وقال شفيق ل«المصرى اليوم»: «الفارق كبير بين العلاج المشخصن والتقليدى، لو افترضنا أن لدينا مائة مريض سرطان رئة يتم علاجهم جميعا بالعلاج التقليدى «الكيماوى» نجد أن 20% منهم فقط يستجيب للعلاج و80% لا يستجيبون للعلاج ويتعرضون لأعراض جانبية سيئة، ولذا نجد الكثير من المرضى يكرهون العلاج الكيماوى، وبعد ظهور العلاج الجينى يتم التشخيص لكل حالة على حدة بموجب المعلومات الجينية والتغيرات الخاصة بالخلية السرطانية وتقديم علاج مُفصل لهذا المريض».
وخلال الحلقة الحوارية، أشار الدكتور صلاح عباسى، استشارى أمراض الأورام وأمراض الدم فى مجمع الخالدى الطبى فى عمان، إلى أن الطب الدقيق هو فن تخصيص الرعاية الصحية لكل مريض بناء على احتياجاته الخاصة وبالاعتماد على معلوماته النسيجية والجينية وظروفه الصحية.
وشدد على ضرورة أن يكون المريض هو الشريك الرئيسى فى اختيار هذا النوع من العلاج عن قناعة حتى يستطيع استكمال الرحلة لنهايتها، مشيرا إلى وجود 140 نوعا من العلاج الموجه الذى يهاجم الخلايا السرطانية بشكل محدد ودور الطبيب اختيار النوع المناسب لحالة المريض.
واعتبر الدكتور رامى محفوظ، رئيس قسم علم الأمراض فى المركز الطبى للجامعة الأمريكية فى بيروت، أن الطب الشخصى من خلال الاختبارات الجينية سيصبح بمثابة السمة المميزة التى يتمتع بها الجيل القادم حيث سيتمكن المرضى من استخدام أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعى التى تتيح لهم تخطى الحدود والحصول على مختلف الآراء وخيارات العلاج من جميع أنحاء العالم.