شدد البيان الختامى لقمة برلين حول ليبيا، أمس، على ضرورة أن يكون الحل سياسيًّا، وليس عسكريًّا، لأزمة ليبيا، داعيًا إلى وقف فورى لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية، مع التشديد على الدور المهم للدول المجاورة فى عملية إرساء الاستقرار داخل ليبيا، ورفض التدخل الأجنبى. وتعهد المشاركون فى القمة بالامتناع عن التدخل فى الصراع المسلح، أو فى الشأن الداخلى الليبى. وتضمن البيان الختامى الإعلان عن تشكيل لجنة المتابعة الدولية للإشراف على تنفيذ نتائج قمة برلين تحت رعاية الأممالمتحدة، على أن تعقد اجتماعاتها على مستوى رفيع بصورة شهرية برئاسة بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا ورئيس آخر معها، لمتابعة مدى التقدم، علاوة على تشكيل مجموعات عمل على مستوى الخبراء، تجتمع شهريا أيضا، لتناول العقبات القائمة فى طريق التنفيذ. وتم التعهد بطرح نتائج هذه القمة على مجلس الأمن الدولى للنظر فيها. وتضمن البيان الختامى الدعوة لإنشاء مجلس رئاسى فاعل وتشكيل حكومة ليبية واحدة موحدة وشاملة وفاعلة يوافق عليها مجلس النواب، وحث جميع الأطراف الليبية على استئناف العملية السياسية الشاملة وتمهيد الطريق نحو فترة انتقالية من خلال عقد انتخابات برلمانية ورئاسية. وشددت القمة على الدور الرئيسى للأمم المتحدة فى حل الأزمة الليبية، مع التأكيد على «الأدوار المهمة لكل من الاتحاد الإفريقى ولجنته العليا حول ليبيا، والمكونة من رؤساء الدول والحكومات، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبى، ودول الجوار، فى تحقيق الاستقرار فى ليبيا». وجاء فى البيان أن «الهدف الأوحد ل(عملية برلين)، التى نشارك فيها لدعم الخطة المكونة من 3 نقاط والمقترحة من جانب غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هو مساعدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى توحيد المجتمع الدولى فى دعمه لحل سلمى للأزمة الليبية». ونص البيان على أن خطة «سلامة» تقوم على وقف إطلاق النار وإصلاح القطاع الأمنى والإصلاح الاقتصادى والمالى. ودعت القمة إلى «اتخاذ خطوات ذات مصداقية قابلة للتحقق، ومتسلسلة، ومتبادلة، تبدأ بهدنة تلتزم بها جميع الأطراف المعنية، وتؤدى إلى وقف شامل ودائم للأعمال العدائية كافة، بما فيها عمليات القصف الجوى فى الأراضى الليبية»، «وإنهاء كل التحركات العسكرية، التى تقوم بها الأطراف المتصارعة، أو التى تتم كدعم مباشر لها، فى الأراضى الليبية كافة مع بداية عملية وقف إطلاق النار». ودعت أيضا إلى تسريح أفراد الجماعات المسلحة، ونزع سلاحها فى ليبيا»، مع دعوة الأممالمتحدة إلى تقديم المساعدة لإنجاز هذه العملية. وانطلق مؤتمر برلين الدولى فى ألمانيا، أمس، لبحث إنهاء الحرب فى ليبيا وتحقيق السلام، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى وعدد من زعماء العالم. وقبيل انعقاد المؤتمر استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، للتباحث حول تطورات الأوضاع فى ليبيا، وأكد الرئيس أنه لا سبيل لتسوية الأزمة إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية، وأمنية، واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظى بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود، فيما أعرب الوزير الأمريكى عن تطلع بلاده لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر بشأن هذه القضية.
