شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، احتفالية صرف تعويضات أهالى النوبة ممن أضيروا من بناء وتعلية خزّان أسوان وإنشاء السد العالى ولم يتم تعويضهم، والتى أقيمت أمس فى مدينة أسوان برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت عنوان «الوفاء بالوعد»، وعلى أنغام عدد من الأغانى النوبية التى قدمتها فرقة أسوان للفنون الشعبية، بحضور مستشارى الرئيس، وعدد من الوزراء، وأشرف عطية عبدالبارى محافظ أسوان، إذ بلغ إجمالى المستحقين 11 ألفًا و716 مستحقًا. وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم وثائقى تناول تاريخ إنشاء السد العالى الذى يعد تجسيدًا لإرادة الشعب وكفاحه من أجل بناء الوطن، ثم تبعته استعراضات غنائية أدتها بعض فرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وهى مستوحاة من التراث الشعبى لصعيد مصر. وألقى «مدبولي» كلمة أمام الحاضرين، نقل فى مستهلها تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتقديره لمحافظة أسوان التاريخية، وإعزازه لأهلها الكرام، معربًا عن سعادته بمشاركته فى هذه الاحتفالية بمدينة أسوان العريقة التى تعد عاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية، وقِبلة السياحة، ومهد الحضارة، والتى تستحوذ على مكانة خاصة فى قلب كل مصرى. وقال «مدبولي»: «مشاركتى وزملائى بالحكومة فى هذه الاحتفالية إنما لنؤكد اهتمام القيادة السياسية والحكومة بصعيد مصر، ونهجنا الجاد فى مواجهة مشكلاته، وزيادة معدلات التنمية فى محافظاته.. هذا الاهتمام تجسد فى إنشاء هيئة تنمية الصعيد من أجل وضع خطة للإسراع بالتنمية الشاملة لمناطق الصعيد وكفالة تنفيذها بِمشاركة أهلها، مع مراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلى، والتى يتم تنفيذها فى إطار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، بالتنسيق مع الوزارات والمحافظات والجهات والهيئات المعنية»، منوهًا بالمشروعات التنموية الكبرى التى نفذتها الحكومة بالصعيد فى مجالات (الطرق، والكهرباء، والإسكان، ومياه الشرب، والصرف الصحى، والتعليم، والصحة.. وغيرها)، ما يعكس الاهتمام المتزايد من جانب الدولة بهذا الجزء العزيز من أرض مصر الطيبة. وأضاف «مدبولي» أن أهالى النوبة هم جزء أصيل من نسيج الشعب المصرى الذى تحرص القيادة السياسية على حل مشكلاته من خلال وضع حلول جذرية لها دون اللجوء إلى المسكنات، وعلى هذا الأساس وَجَّه الرئيس فى ختام المؤتمر الوطنى الثانى للشباب بمدينة أسوان، الذى عُقد فى يناير 2017، بحل مشكلة المتضررين من بناء وتعلية خزان أسوان وإنشاء السد العالى ممن لم يسبق تعويضهم، معلنًا خلال الاحتفالية فتح مرحلة ثانية لتلقى الرغبات من مستحقى التعويضات؛ لتكون أمامهم فرصةً أخرى لتعويضهم وفق رغباتهم، إذ ستتم الاستجابة لطلبات الأهالى كافة، وفقًا لما هو معلن من اللجنة الوطنية لصرف التعويضات. وفى نهاية الاحتفالية، سلّم «مدبولى» ومحافظ أسوان عقود تمليك الأراضى والوحدات السكنية وشهادات حق الانتفاع بأراضى طرح النهر وأوامر دفع التعويضات النقدية للحضور من المستحقين التعويض، على أن يتم تسليم باقيها تباعًا وفق الجدول الزمنيِ الذى سيعلن بالمحافظة، إذ أشار «عبدالباري» إلى أن احتفالية تسليم التعويضات لأهالى النوبة تأتى وفاءً بوعد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعويض من لم يتم تعويضه من أهالى النوبة ممن أضيروا من بناء وتعلية خزان أسوان وإنشاء السد العالى، لافتًا إلى أنها جاءت أيضًا بالتزامن مع العيد القومى للمحافظة الذى نستعيد فيه ذكرى افتتاح السد العالى؛ ذلك الصرح الذى يقف شامخًا فى جنوب مصر، مجسدًا لإرادة الشعب وكفاحه من أجل بناء الوطن، ولاسيما أن الحضور الكبير بمثل هذا المستوى الرفيع يؤكد أن الاهتمام بصعيد مصر أضحى واضحًا يلمسه كل مواطن ويراه فى الإنجازات التى تتحقق يومًا بعد يوم، وأن إهماله خلال عقود مضت أصبح صفحة فى كتاب الذكريات طويت بغير عودة. وأوضح المستشار عمر مروان، وزير العدل، رئيس اللجنة الوطنية لصرف التعويضات، أن ملف النوبة مرّت عليه عقود حتى صدر توجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى مع بداية 2017 بالبحث عن حلول جذرية له، وبمجرد أن تم ذلك، اتخذت الحكومة عددًا من الإجراءات لتنفيذه، شملت صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة برئاسة وزارة العدل لحصر أسماء المتضررين الذين لم يسبق تعويضهم، مردفًا: «خلال فترة فتح الباب تقدم 6350 مستحقًا للتعويضِ، وبعد إعلان نتائج عمل اللجنة، تم فتح باب تلقى التظلمات لمدة 10 أيام، وشُكلت لجنة تظلمات لفحصها، تلقت خلالها 311 تظلمًا، قبلت منها 142 ورفضت 165، وأرجأت البت فى 4 تظلمات لحين الفصل فى النزاعات القضائية القائمة بشأن مستحقى التعويض فيها». وقال «مروان» إن اللجنة الوطنية انتهت إلى تلبية الرغبة الأولى لجميعِ المتقدمين بطلبات تحديد الرغبة، سواء من طلبوا تعويضهم عينًا أو نقدًا أو من طلبوا الاستفادة من خطة الدولة المستقبلية فى التنمية، خاصة أن توزيع مستحقى التعويضات جاء وفقًا لرغباتهم، بحيث تقرر تعويض 2009 عيون بتمليكهم الأراضى المقامة عليها مساكنهم، بينما تقرر تعويض 187 عينًا بتقريرِ حقّ انتفاع لهم بأراضى طرحِ النهرِ المقامة عليها مساكنهم، و198 مستحقًا تقرر تعويضهم عينًا بتمليكهم وحدات سكنية بواقع وحدة سكنية لكلِّ مستحقٍ، فى الوقت ذاته تقرر تعويض 2020 عينًا بتمليكهم أراضى قابلة للزراعة، بينهم 1812 مستحقًا بمنطقة «خور قندى»، بإجمالى 2909 أفدنة و3 قراريط و10 أسهم، و208 مستحقين تقرر تعويضهم عينًا بتمليكهم أراض قابلة للزراعة بمنطقة «وادى الأمل»، بإجمالى 445 فدانًا و23 قيراطًا و17 سهمًا، مضيفًا: «1680 مستحقًا تقرر تعويضهم نقدًا ممن فقدوا أراض أو مساكن، وبلغ إجمالى قيمة التعويضات النقدية 302 مليون، و55 ألفًا و902 جنيه، و77 مستحقًا طلبوا الاستفادةَ من خطة الدولة المستقبلية فى التنمية، وجرى إرسال أسمائهم إلى هيئة تنمية الصعيد للتواصلِ معهم فى ضوءِ ما تتيحه هذه الخطة، و2531 مستحقًا للتعويضِ استوفوا المستندات اللازمةَ لصرف التعويضات من توكيلات وإعلامات وراثة، ومن ثم قررت اللجنة صرف التعويضات لهم، بينما من لم يستوفِ مستنداته بعد فسيتم صرف التعويضات له فور استيفائها، لأن التعويضات معينةً ومحددة لكل مستحق». وأعلن «مروان» أنه بالتوازى مع العمل الإداريِ المشار إليه، نزلت مجموعات عمل إلى المواقعِ على الطبيعة لإجراء عمليات المسح والرفعِ والرصد والتقسيم، وحفر الآبار، والتوزيع على الخرائط وفى أرضِ الواقعِ، وذلك فى وقت قياسى وتحت ظروف مناخية صعبة؛ من أجل العمل على تلبية رغبات المستحقين، وأكد أن ما أنجزته اللجنة الوطنية من عمل ما كان ليكلل بالنجاح لولا الدعم القوى من رئيس الجمهورية، والمساندة الفعالة من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ومنظومة العملِ الجماعى، وروح التعاونِ الجاد التى سادت بين ممثلى الوزارات والهيئات والأجهزة المشاركة، متابعًا: «الجميع كان يعمل بكل جد وإخلاص وتنسيق وتكامل لساعات وأيام طوال لأداء دورِه المكلف به على أتم وجه بلا كلل ولا ملل، وفى أقصر وقت، لتلبية طلبات أهالينا من أبناء النوبة الذين جذبونا بطيبتِهم ووطنيتهم، فجعلونا سعداء وفخورين بهذا العمل، فلهم التحية الصادقة والتهنئة الخالصة من جميعِ العاملين باللجنة الوطنية، رئيًسا وأعضاء ومعاونين.. تهانينا ممتدة لأهل أسوان الأنقياء المقربين إلى عقل وقلب كل من تطأ قدماه أرضهم الطيبة، مهد الحضارة ورمز التحدى ونبع الحياة.. ولتحيا مصر بتكاتف أبنائها، وإخلاص قائدها، ورعاية ربها، فهو نعم المولى، ونعم النصير».