أثار الاجتماع الذى عقده رئيس مجلس السيادة السودانى الحاكم، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى مدينة عنتيبى الأوغندية، مساء أمس الأول، عاصفة غضب واحتجاجات فى السودان، باعتباره سابقة تاريخية بين السودان وإسرائيل وبداية لتطبيع العلاقات بين البلدين. وأعلنت الحكومة السودانية، برئاسة عبدالله حمدوك، عقد اجتماع طارئ، مقرر أمس، لبحث تداعيات لقاء نتنياهو والبرهان، بعد تأكيدها أنه لم يتم إخطارها باللقاء الذى عقد برعاية الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، وأعلن وزير الثقافة والإعلام، الناطق الرسمى باسم الحكومة الانتقالية، فيصل محمد صالح، أن الحكومة علمت باللقاء من وسائل الإعلام ولم يتم الإخطار أو التشاور بشأنه، وذكر أن المسؤولين ينتظرون توضيحات لدى عودة البرهان، وأكد مصدر بالخارجية السودانية أن اللقاء تم ترتيبه بعيدا عن الوزارة ودون تنسيق، ونظم مئات السودانيين وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء ورفعوا لافتات تحمل شعارات: «لا للتطبيع مع إسرائيل». وقال مكتب نتنياهو، فى بيان، إن البرهان وافق خلال لقائه مع نتنياهو على بدء التعاون لتطبيع العلاقات، وأضاف: «يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك باتجاه جديد وإيجابى»، وتابع أن الزعيم السودانى «يرغب فى مساعدة بلده على المضى قدمًا فى عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم». وقالت مصادر سودانية إن الاجتماع استمر ساعتين، وتناول إقامة مصالح مشتركة، وتحليق طيران شركة «العال» الإسرائيلية عبر الأجواء السودانية، كما عقد نتنياهو محادثات مع الرئيس الأوغندى، وقال موسيفينى إن بلاده تدرس إمكانية فتح سفارة لها فى القدس. وأثار الاجتماع انقسامًا سودانيًا، فبينما رحب رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدى بالاجتماع واعتبره خطوة جريئة وشجاعة لرفع العقوبات الأمريكية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قال رئيس حزب الأمة القومى، الصادق المهدى، إن الاجتماع لن يحقق مصلحة وطنية أو عربية، لأن نتنياهو يرفض القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية بما يغلق الباب أمام السلام العادل.