فى اليوم العالمى: أحبُّوا تصِحُّوا احذروا «متلازمة القلب المكسور» ضارة ب«الصحة» وتسبب «الوفاة»

قال العرب قديمًا: «ومن الحب ما قتل»، وأكد ذلك حديثا أطباء ألمان، حيث يرون أن الحب الفاشل قد يكون سبباً فى موت المحبين، إذ يصبحون عرضة لما يطلقون عليه «متلازمة القلب المكسور» التى تصيبهم بقصور القلب الحاد الناجم عن التوتر العاطفى، خاصة إذا تم تجاهل الأعراض، التى تنتابهم، مفترضين أنها مجرد ألم سيزول مع الوقت.
الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب السابق، يؤكد أن متلازمة القلب المنكسر"Broken heart syndrome" ليس مجرد تعبير بلاغى، لكنها حقيقة طبية، موضحًا أنها حالة قلبية مؤقتة تحدث نتيجة التعرض لموقف محزن، كوفاة أحد الأحباء، أو التعرض لصدمة عاطفية أو نفسية، فيحدث اضطراب مؤقت فى وظيفة الضخ الطبيعية للقلب فى منطقة واحدة من القلب. ويؤدى الجزء المتبقى من القلب وظائفه بشكل طبيعى أو مع انقباضات أكثر قوة فينشط الجهاز العصبى السمبثاوى، فيفرز كميات كبيرة من الأدرينالين و(نور أدرينالين) مما يسبب تمددا فى عضلة القلب، مصحوبًا بنوع من الضعف والترهل والوهن. لهذا نجد أن تعبير «كسر قلبى» تعبير حقيقى، لأنه عند تصوير القلب وعمل قسطرة، يظهر فيها فعلا كأنه منكسر.
وقال شعبان ل«صحتك بالدنيا» إن تلك المتلازمة تصيب الرجال والنساء معا، وإن كانت أكثر حدوثا عند النساء بعد منتصف العمر، فى الثلاثينيات، وتتشابه أعراضها مع أعراض الذبحة الصدرية، أو جلطة الشريان التاجى، ولا يظهر الفرق بينهما إلا بعد إجراء القسطرة، وتتمثل أعراضها فى ألم بالصدر وضيق بالتنفس، وآلام بالكتف والظهر، وهبوط مع ميل للقىء، وأحيانا يحدث قىء، مع ارتفاع فى إنزيمات القلب، ويستمر آلامها فى الصدر لمدة قد تزيد على 20 دقيقة، ولا تذهب مع المسكنات العادية.
وعن الفحوصات التى يحتاجها المريض، يضيف شعبان: «يتم عمل رسم قلب، وقسطرة وهى التى تحسم التشخيص إذا كانت متلازمة، أم جلطة وذبحة صدرية، فالأزمة القلبية تحدث نتيجة انسداد تام أو شبه تام لأحد شرايين القلب، نتيجة جلطة دموية تكونت فى منطقة ضيقة بسبب تصلب الشرايين، أما فى حالة متلازمة القلب المكسور، فإن الشرايين القلبية وخاصة التاجى لا تنسد، بل تكون مفتوحة رغم قلة الدم المتدفق فيها. ويظهر ذلك بوضوح فى القسطرة، وبالفعل يكون القلب كالبالون منتفخا. حيث يحدث فى الجزء الطرفى من القلب شلل وتمدد، ويكون جداره رقيقًا مثل البالون، أما الجزء الذى فى القمة فتنقبض قاعدته، دون الطرف الذى يكون غير منقبض. وقد يكون الوضع قاتلا ومميتا فى وقتها، لكن دقة وسرعة التشخيص تلعب عاملا أساسيا فى تعافى المريض. ولذلك على أى مريض تداهمه آلام فى الصدر أو تسارع شديد وعدم انتظام فى ضربات القلب أو ضيق تنفس لمدة تزيد على 20 دقيقة، ولا يستجيب جسمه لأى مسكنات، أن يبادر فورا بالذهاب إلى أقرب طبيب أو مستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة له، ويتم تشخيصها بداية بأنها متلازمة القلب الحادة، ثم بعد إجراء القسطرة تظهر أنها متلازمة القلوب المنكسرة، ويمكث المريض فى الرعاية المركزة مدة 48 ساعة، ويتناول خلالها علاج الجلطة، باستثناء المذيبات، لأنها ليست بجلطة».
وينصح عميد معهد القلب السابق، المحبين، بتعلم كيفية إدارة الأزمات، والبعد عن الانفعالات الشديدة سواء بالفرح أو الحزن، والحفاظ على صحة القلب بالابتعاد عن كل ما يؤذيه مثل التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، وزيادة الوزن والسمنة والغذاء غير الصحى عالى الدهون والأملاح، وقلة ممارسة الرياضة، وارتفاع نسبة السكر فى الدم، مشددا على أن المتابعة الطبية لهذه العوامل والحرص على تجنبها يلعبان دورا كبيرا فى الوقاية سواء من متلازمة القلوب المنكسرة أو الأزمة القلبية.