مقومات المناطق الاستثمارية

(عزيزى نيوتن..
قبل يومين كان المقال عن مقياس أهم منطقة استثمارية وتقصد بها منطقة قناة السويس.. وذكرت أمثلة على الدول التى وضعت مقياس ومعيار الاستثمار.
ثم تطرق المقال إلى منطقة قناة السويس وضربت أمثلة بجبل على وسنغافورة كى تكونا المثل والمقياس الذى تحتذى به مصر فى استثمارات قناة السويس.
وفى الحقيقة قد نسى الأستاذ نيوتن المقومات والأدوات التى جعلت جبل على وسنغافورة من أنجح مناطق الاستثمار فى العالم، وأهمها العقليات التى تدير منظمة الاستثمار فى هاتين الدولتين. إن الدولتين تركتا المستثمر يعمل دون قيود ودون عوائق ودون منافسة منها شخصيا، أو منافسة من مؤسسة تتبع الدولة أو قوانين مكبلة للاستثمار. إن الاستثمار يحتاج إلى مرونة فى التعامل لا توجد عندنا فى مصر. وإن الدولتين. الإمارات وسنغافورة. لم تضعا أيديهما على كل شىء فيهما. ولم تتدخلا كمنافستين للقطاع الخاص. ولم تستأثر الدولة بالتسهيلات لمشروعاتها فقط من إعفاءات ضريبية وجمركية. بينما تحمل القطاع الخاص الضرائب الباهظة والجمارك المرتفعة.
إن مصر أصبحت دولة طاردة للاستثمار. وذلك بشهادة رئيس الوزراء الذى تولى ملف الاستثمار بنفسه بعد فشل الجميع فى جمع أو جذب الاستثمارات الخارجية والداخلية.
عبدالعزيز شريف).
■ ■ ■
(عزيزى نيوتن..
قرأت مقالكم «المقياس لأهم منطقة استثمارية». تختتمون مقالكم بسؤال حول سُبل وضع مقاييس لتحقيق طفرة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
مرة أخرى أجدنى أعود إلى «إسرائيل» كأحد أهم نماذج التطوير والتطور فى منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الثانى من القرن العشرين. أشير تحديدًا إلى منطقة ميناء «إيلات». هناك فروقات كثيرة فى تصميم الموقعين لصالح الموقع الإسرائيلى (وهذه مفارقة كاشفة تشى بفروق مبدئية فى سُبل الترويج والتسويق)، جاء ميلاد ميناء «إيلات» نتيجة للابتكار الإسرائيلى المعتاد. تحاول التغلب على مسار قناة السويس. استثمارها فى نظام متعدد للنقل multi-modal transportation system يشمل النقل برًا، وجوًا، وبحرًا air-rail-sea، فضلًا عن شراكات حقيقية جرى تنميتها قبل البدء فى المشروع (وليس بعده)، استطاع ميناء «إيلات» تحقيق نجاحات وسأكتفى فقط بالقول إن دول البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا لها استثمارات ضخمة فى ميناء «إيلات». كل ذلك يأتى على خلفية بناء وتطوير من لا شىء. from scratch فى مقابل «مصر» التى لديها الأصول منذ ما يربو على قرن ونصف، لكنها لم تستطع حتى الآن إنجاز ما صار واقعًا عمليًا فى «إسرائيل».
هذا هو المقياس. محمد طنطاوى).