سيندثر كالتاكسى الأسود!

قبل عامين، بلغ عدد سيارات التاكسى الأبيض فى مصر نحو 376 ألفا، بقيمة سوقية تتجاوز 75 مليار جنيه، ويعمل على كل سيارة من سائق إلى 3 بنظام الورديات، ويسددون أكثر من مليارى جنيه سنويًا رسومًا إدارية شاملة التأمينات والضرائب (بحسب مذكرة منشورة لجمعية سائقى ومالكى التاكسى الأبيض).
التاكسى الأبيض حالته تصعب على الكافر، أوبر وكريم استوليتا على الزبون بأبليكشن معتبر، ركنوه على الرصيف لم يعد هناك فرص حقيقية لبقائه، الأبيض سيندثر كالتاكسى الأسود، الشكوى عامة بين سائقى وملاك التاكسى الأبيض، شكوى مريرة على صعيد الحقوق والالتزامات.
منها أنهم ملتزمون بالترخيص سنويًا، فيما يتم التجديد لكابتن «أوبر» و«كريم» كل 3 سنوات، كما يسمح القانون بعمل رخصة خاصة لأى شخص يتجاوز عمره 18 عامًا، وتكون مدتها 10 سنوات، دون اشتراط تأدية الخدمة العسكرية، فى حين أن مدة الرخصة المهنية لسائقى التاكسى 3 سنوات فقط، ولابد من أن يكون المرخص له قد أدى الخدمة العسكرية، ولا يستلزم العمل بالشركتين الخضوع للقومسيون الطبى كما يحدث مع سائقى التاكسى الأبيض، كما لا يُلزم القانون الشركات بتحديد تعريفة مثلما يحدث فى التاكسى (من مذكرة الجمعية).
ومع اعتراف الغالبية من سائقى التاكسى الأبيض بوجود دخلاء أساءوا إلى سمعة التاكسى الأبيض، إلا أن إغراء كريم وأوبر سيغلق بيوتهم، الشغلانة مش جايبة هَمّها، والكثير منهم يفكر فى بيع التاكسى، ولكن لمن؟.. السوق متشبعة تمامًا، وحُمّى تسيير التاكسيات البيضاء خلّفت تخمة رهيبة، والكل يندب حظه.
اللافت أن مشروع شركة «الأبيض» الموازية لشركتى «أوبر وكريم»، التى انتوت الجمعية تأسيسها لم تر النور، كما لم تنجح مبادرة شركة «كريم» بضم بعض سيارات التاكسى الأبيض إلى خدماتها المتاحة، فشلت فى فض الاشتباك، ولم يقبل عليها ملاك التاكسى الأبيض، ولم يقبل عليه مستخدموها، والمشكلة تتفاقم مع إحساس عارم بالظلم لدى ملاك وسائقى التاكسى الأبيض كونهم يدفعون أكثر ويحصدون أقل القليل.
النقابة كما يقولون لا توفر حلولًا ولا مساعدات، فقط تجتهد فى جمع الاشتراكات، والحلول لم تتوافر بعد، ماذا هم فاعلون؟، تلك هى القضية التى تصك أذنيك أول ما تركب التاكسى الأبيض، شكوى، وألم، يزفر فى وجهك وهو يشغل العداد، العداد لا يؤكل عيش، أوبر وكريم أرخص، الزبون يفضل أوبر وكريم.
الحل الذكى هو النقل الذكى، الحل فى تأسيس شركة وطنية على غرار أوبر وكريم، تسير التاكسى الأبيض بأبليكشن فى القاهرة، شركة تجمع تاكسيات الأبيض تحت مظلة واحدة بنفس قواعد تشغيل أوبر وكريم تدفع للدولة مستحقاتها، وللسائقين حقوقهم، وتربح وتفتح بيوت.