تتجه أنظار عشاق ومحبى القلعة البيضاء، عند التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة صوب أرض ملعب ستاد رادس بتونس، حيث المواجهة المرتقبة بين الزمالك والترجى التونسى، فى إياب دور الثمانية لدورى رابطة الأبطال الإفريقى. يدخل الزمالك المواجهة بمعنويات مرتفعة فى ظل نجاح لاعبيه فى التفوق على الترجى، مرتين فى أقل من أسبوعين، الأولى فى الدوحة بعدما تفوق عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وتوج على إثرها ببطولة السوبر الإفريقى، والثانية بعدما فاز عليه بنفس النتيجة أيضا الجمعة المنقضية فى ذهاب دور الثمانية لدورى رابطة الأبطال، والتى جرت على ملعب استاد القاهرة. ويسعى لاعبو الزمالك لاستغلال تلك الحالة لتأكيد تفوقهم على الترجى، لثالث مرة، وتوصيل رسالة للجميع أن ما حدث فى المرتين السابقتين، لم يكن وليداً للصدفة، ولكنه جاء عن جدارة واستحقاق، خصوصاً أن الزمالك يدخل المواجهة ولديه حالة من الهدوء النفسى حيث له الكثير من الاحتمالات، التى تصعد به للمربع الذهبى، حتى إنه يحتاج التعادل أو الفوز أو الخسارة بفارق هدف، لحسم الصعود مباشرةً دون النظر لأى حسابات أخرى، وهى أمور ترجح كفة الزمالك وتزيد من فرص تأهله. وفى المقابل يدخل الترجى، المباراة، فى ظل ظروف غاية الصعوبة، بعد قرارات الاتحاد الإفريقى الأخيرة، بإيقاف معين الشعبانى، المدير الفنى للفريق، ست مباريات، ومجدى تراوى، المدرب المساعد، أربع مباريات، وخليل شمام كابتن الفريق ست مباريات، وعبدالرؤوف بلغيث أربع مباريات، فضلاً عن تغريم الترجى 140 ألف دولار، على خلفية أحداث الشغب والاعتداء على الحكم رضوان جيد، الذى أدار مباراة الذهاب، فضلاً عن الضغوط الصعبة التى يمر بها اللاعبون، بسبب خسارتهم أمام الزمالك مرتين، فى الفترة الأخيرة، وهو ما دفع الجماهير لتهاجمهم بضراوة فور وصولهم إلى تونس فى المرة الأخيرة. وحرص باتريس كارتيرون، المدير الفنى للزمالك، على فرض السرية على مرانه الأخير، الذى أداه فى رادس، حيث حرص على مراوغة كل المتابعين من الجانب التونسى، بعدما أدى الفريق المران أمس على فترتين، الأولى الصباحية، والتى لم يبلغ بها الجميع، واشتملت على الجمل التكتيكية والخطة والتشكيل التى سيخوض بها الفريق المباراة، وكافة الأمور الفنية التى يسعى لإخفائها عن معين الشعبانى، المدير الفنى للترجى، واكتفى الفريق فى المران الأساسى، بأداء بعض التدريبات الخفيفة والجرى حول الملعب، والإطالة والإحماء. وعقد كارتيرون جلسة مع لاعبيه، بعد المران، شرح لهم خلالها نقاط القوة والضعف، فى فريق الترجى، من خلال مشاهدة مبارياته الأخيرة، وخصوصاً آخر مباراتين للفريق أمام الزمالك، فى السوبر، ودورى رابطة الأبطال، وتفادى تكرار أى أخطاء وقع فيها اللاعبون، خصوصاً فى كرة هدف الترجى الأول، فى المباراة الأخيرة، ومطالبة المدافعين بعدم ترك المساحات لمهاجمى الترجى، والضغط عليهم فى وسط ملعبهم، وكلف كارتيرون حازم إمام، بمراقبة حمدون الهونى، كظله وعدم التقدم هجومياً والاكتفاء بالدور الدفاعى فقط، واستغلال سرعاته فى إيقاف خطورة الهونى، التى ستتأثر كثيراً بسبب غياب خليل الشمامى، لتعرضه للإيقاف، وحرص المدير الفنى على تخصيص فقرة للتسديد على المرمى، من الكرات الثابتة والمتحركة، وشدد على الثلاثى، بن شرقى، وأحمد سيد زيزو، وفرجانى ساسى، بضرورة التسديد من خارج المرمى، واستغلال تقدم معز بن شريفية، وعدم تمركزه الصحيح فى المرمى. ولم ينس المدير الفنى تخصيص فقرة للمران على تسديد الركلات الترجيحية تحسباً للاحتكام إليها فى حالة انتهاء المباراة، بنفس نتيجة الإياب. وتوعد كارتيرون بتجهيز مفاجأة لمعين الشعبانى، ستربك حساباته تماماً لعدم منحه الفرصة فى السيطرة على منطقة وسط الملعب. وينتظر أن يخوض الزمالك بتشكيل يضم كلاً من محمد أبوجبل، محمد عبدالشافى، محمود علاء، محمود الونش، حازم إمام، فرجانى ساسى، طارق حامد، أوباما، بن شرقى، أحمد سيد زيزو، مصطفى محمد. من جانبه، شدد سامى الشيشينى، المدرب العام للزمالك، على أن فريقه جاهز للمواجهة، وأن خبرات لاعبيه، ستحسم المواجهة لصالحهم، وأن الجهاز الفنى سيتعامل مع المباراة فنياً وتكتيكياً لافتاً إلى أن الضغط الجماهيرى، لن يفرق كثيراً مع لاعبيه الذين اعتادوا التألق فى مثل هذه الأجواء، مشدداً على أن الجميع فعل ما بوسعه خلال الأيام المقضية من أجل حسم التأهل للمربع الذهبى، والذى يستحقه الزمالك عن جدارة واستحقاق. فى المقابل، يواجه معين الشعبانى، المدير الفنى للترجى، أزمة كبيرة، بسبب الغيابات التى ضربت الفريق بسبب الإيقاف أو الإصابة، ففى الوقت الذى كان يعتمد فيه الشعبانى على مداهمة دفاع الزمالك من الجبهة اليسرى، وجد نفسه سيواجه الزمالك، بدون أعضاء هذه الجبهة، خليل شمام، وبل غيث، وهو ما أفقده الكثير من قوته فى تلك الجبهة الأمر الذى يدفعه لتغيير خطة المباراة تماماً، وقد يلجأ إلى الهجوم من العمق، أو من الجانب الأيمن، هذا بخلاف الأزمة التى يواجهها الشعبانى، والمدرب العام له، فى ظل إيقافهما من الاتحاد الإفريقى، مما سيجعلهما يديران المباراة من المدرجات، مما سيصعب من المهمة على فريق الترجى.